
الخبير في الشؤون الإقليمية راضي سليمي: - النهج الإيجابي للرئيس بزشكيان تجاه ممر زنغزور هو محاولة لتخفيف حدة التوترات في السياسة الخارجية وتوجيه رسالة إلى ناخبيه - سيعود هذا الممر بالنفع على إيران أيضًا عضو الهيئة التدريسية في جامعة يلدرم بيازيد في أنقرة، كنان أصلانلي: - النهج الإيجابي للرئيس بزشكيان بمثابة جهود لتعزيز موقف إيران على طاولة المفاوضات - تصريح بزشكيان بشأن ممر زنغزور قد يكون محاولة لتعزيز موقف إيران وليس رد فعل على المحافظين في البلاد
اعتبر خبراء أن موقف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الإيجابي من اتفاقية "ممر زنغزور"، الواصل بين أذربيجان وتركيا مرورا بأرمينيا وجمهورية ناخجوان ذاتية الحكم، مناورة ومحاولة لتخفيف التوترات السياسية.
وفي 8 أغسطس/ آب الحالي، وقّع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إعلانا مشتركا عقب القمة الثلاثية التي استضافها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وقال ترامب في تصريحات عقب الإعلان، إن بلاده توصلت لاتفاق مع أرمينيا قد يمتد حتى 99 عاما من أجل تطوير ممر زنغزور، وأضاف: "في الوقت الذي ستواصل فيه أذربيجان احترام سيادة أرمينيا، ستضمن الوصول الكامل لإقليم ناخجوان (التابع لأذربيجان)".
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية الإعلان المشترك بأنه "خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الدائم في المنطقة"، لكن اعتبرتها "مثيرة للقلق من ناحية التدخل الخارجي الذي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار".
وفي 9 أغسطس/ آب الجاري، قال علي أكبر ولايتي مستشار العلاقات الدولية للمرشد الإيراني علي خامنئي إن بلاده لن تسمح بتنفيذ المشروع المذكور.
بدوره، ذكر الرئيس بزشكيان في تصريح بتاريخ 11 أغسطس، أن التطورات بشأن ممر زنغزور ليست كما يُبالغ في وصفها، وأن جميع الأطراف تأخذ مطالب إيران في الاعتبار.
- "سيكون الممر لصالح إيران أيضًا"
وفي حديث للأناضول، أوضح الخبير في الشؤون الإقليمية راضي سليمي، أن المناقشات في إيران بشأن ممر زنغزور مستمرة منذ الاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا بعد حرب قره باغ.
وأشار سليمي إلى أن المعارضين للمشروع قلقون من إمكانية قطع حلقة الواصل بين إيران من جهة، وأرمينيا وأوروبا من جهة أخرى، مبينًا أن هناك أيضًا من يعتقد أن الممر قد يكون مفيدا للبلاد.
وقال: "في الواقع، سيعود هذا الممر بالنفع على إيران أيضًا. فمن خلاله، ستتمكن إيران من شحن بضائعها بسرعة إلى تركيا وأوروبا عبر بحر قزوين".
ولفت إلى أن خلافات السياسة الخارجية بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران برزت مجددًا بخصوص ممر زنغزور.
وأضاف: "النهج الإيجابي للرئيس بزشكيان تجاه ممر زنغزور هو محاولة لتخفيف حدة التوترات في السياسة الخارجية وتوجيه رسالة إلى ناخبيه. كما يجب ألا ننسى أن ما لا يقل عن 25 مليونًا من سكان إيران من أصل تركي".
- "محاولة لتعزيز موقف إيران"
بدوره، رأى عضو الهيئة التدريسية في جامعة يلدرم بيازيد في أنقرة، كنان أصلانلي أن النهج الإيجابي للرئيس بزشكيان بمثابة جهود لتعزيز موقف إيران على طاولة المفاوضات.
ووصف أصلانلي الرئيس الإيراني بأنه "سياسي معتدل بين المحافظين"، ولفت إلى أنه ينحدر من المكون التركي بإيران.
وأضاف: " تصريح بزشكيان بشأن ممر زنغزور قد يكون محاولة لتعزيز موقف إيران وليس رد فعل على المحافظين في البلاد".
ولفت أصلانلي إلى أن إيران تربط أذربيجان وجمهورية نخجوان ذاتية الحكم، برًا منذ ما يقرب من 35 عامًا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، مبينًا أن هذا الوضع سيتغير مع ممر زنغزور.