
في تصريحات للناشط التركي أرسين تشليك قبيل انضمامه إلى أسطول الصمود على متن السفن التي ستنطلق من جزيرة صقلية الإيطالية
قال الناشط التركي أرسين تشليك، المشارك في أسطول الصمود العالمي، إن الدعم التركي القوي للأسطول ذو أهمية كبيرة، مشددا على ضرورة أن يتوحد العالم من أجل غزة.
جاء ذلك في حديث للأناضول الأحد، قبيل انضمامه إلى أسطول الصمود على متن السفن التي ستنطلق من جزيرة صقلية الإيطالية.
وقال تشليك، في حديثه من ميناء صقلية قبيل الإبحار: "هذه أول مرة ربما يتوحد فيها العالم حول قضية واحدة. غزة لا يمكن إنقاذها بجهد دولة أو جماعة أو قومية واحدة، بل يجب أن يجتمع العالم كله من أجلها".
وبدأت الأحد، نحو 20 سفينة قادمة من إسبانيا ضمن "أسطول الصمود العالمي"، بالوصول إلى السواحل التونسية تمهيدا للتوجه نحو قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية وكسر الحصار الإسرائيلي عنه.
وقال تشليك: "أكملنا اليوم السابع من التدريبات هنا. ولأول مرة صعدنا إلى السفن وقمنا بتجارب عملية. تلقينا إحاطة من قادتنا حول كيفية سير الرحلة، ورأينا أماكن الجلوس والنوم والإقامة. كانت تجربة مهمة، لأننا بانتظار رحلة صعبة وطويلة نسبياً، ويجب أن نستعد لها بدنياً وذهنيا".
**الوعي الأوروبي يزداد تجاه فلسطين
وأشار إلى أن التدريبات كانت مكثفة، وجمعتهم مع ناشطين من مختلف الجنسيات.
وعن موعد إبحارهم من صقلية، قال تشليك: "سنبحر بعد أيام قليلة. معظم السفن التي أبحرت من برشلونة وصلت إلى تونس، وهناك سفن أخرى ستنطلق من تونس قريباً. نحن نسبقهم بمسافة يوم أو يومين بحراً، وننتظر وصولهم إلينا. كما ستنضم سفن من اليونان، ثم نتوجه جميعاً عبر المتوسط باتجاه غزة".
وأشار إلى أن فترة التحضير في صقلية أظهرت له تنامي الوعي الشعبي الأوروبي تجاه فلسطين.
وقال تشليك: "الشباب الإيطاليون والأوروبيون كانوا غاضبين وواعين جداً. يمكنني القول إن أوروبا بدأت تستفيق من غفلة طويلة فيما يتعلق بإسرائيل".
وتابع: "هناك وعي متزايد بأن ما تفعله إسرائيل في غزة هو إهانة لكرامة الإنسانية كلها. ولهذا يقدمون دعماً هائلاً لأسطول الصمود".
وحذر تشليك، من أن هذه الحركة المدنية قد تكون الفرصة الأخيرة للعالم. ربما تشعل شرارة كبيرة تحرك الشعوب وتوقف إسرائيل وتعزلها. هدفنا أن نصل إلى غزة ونمد يد العون لأهلها".
**الدور التركي في الأسطول
وعن دور تركيا، قال تشليك: "أنا مسؤول ميداني عن الفريق القادم من تركيا، ونحن 15 أو 16 شخصاً في إيطاليا، وهناك عدد أكبر في تونس، وآخرون انطلقوا من برشلونة. والفريق التركي يتولى الإشراف على بعض السفن المهمة في الأسطول".
ومنذ الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، يستعد نحو 150 ناشطا، من بينهم عشرات الأتراك ومن جنسيات مختلفة إضافة إلى تونسيين وليبيين، للانضمام إلى أسطول الصمود العالمي.
ونهاية أغسطس/ آب المنصرم، انطلقت السفن الـ22 ضمن أسطول الصمود العالمي من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين الماضي، من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة ثالثة ستنطلق من تونس الأربعاء بعد أن كان مقررا الأحد لأسباب لوجستية وفنية، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة، بهدف محاولة كسر الحصار الإسرائيلي.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
وفي 22 أغسطس الماضي، أعلن مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي" تفشي المجاعة في محافظة غزة شمالي القطاع، محذرا من توسعها إلى مناطق أخرى جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.
وتفرض إسرائيل منذ مارس/ آذار الماضي، حصارا مطبقا على الفلسطينيين بالقطاع، حيث أغلقت المعابر، ولم تسمح إلا بكميات شحيحة جدا من المساعدات لا تتناسب مع احتياجات القطاع، وقامت بتوزيعها عبر مؤسسات "مشبوهة" لا تتبع للأمم المتحدة، وأطلقت النار على منتظري المساعدات وأوقعت آلافا منهم بين قتيل وجريح.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و455 قتيلا، و162 ألفا و776 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينيا، بينهم 138 طفلا.