إبادة وترهيب وتضليل.. أساليب الاحتلال لتهجير الفلسطينيين

16:0216/09/2025, Salı
الأناضول
إبادة وترهيب وتضليل.. أساليب الاحتلال لتهجير الفلسطينيين
إبادة وترهيب وتضليل.. أساليب الاحتلال لتهجير الفلسطينيين

مصدر أمني فلسطيني في حديث للأناضول: - إسرائيل توظف أدواتها لإدارة حرب نفسية ومعركة رعب لإفراغ مدينة غزة من أهلها - سمة "عربات جدعون 2" التدمير فقط، ولا يوجد تقدم بري جديد في مدينة غزة - الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنشر شائعات عن تقدم بري لتهجير الفلسطينيين سريعا - إسرائيل دمرت عمارات ومراكز إيواء تحتضن آلاف النازحين لتهجيرهم إلى الجنوب - نزوح محدود من غزة، والفلسطينيون لا يصدقون تضليل إسرائيل لدفعهم لترك المدينة

بالتوازي مع الغارات الإسرائيلية المكثفة والقتل والتدمير المتلاحق، يعيش الفلسطينيون تحت وطأة حرب نفسية لإجبارهم على ترك مدينة غزة والنزوح إلى جنوب القطاع، ضمن مساعي الجيش لإفراغ المدينة وإعادة احتلالها.

وبشكل شبه يومي، يواجه فلسطينيو مدينة غزة تهديدات عسكرية متكررة بالإخلاء الفوري، تارة عبر اتصالات هاتفية مع مواطنين وأخرى عبر منشورات ورقية تلقيها الطائرات.

هذه التهديدات تترافق مع توسيع الجيش قصفه المكثف وعمليات نسف وتدمير المنشآت السكنية خاصة في ساعات الليل بهدف بث الرعب في نفوس الفلسطينيين فضلا عن شن أحزمة نارية عنيفة في مناطق مكتظة.

إلى جانب ذلك، تعمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والإعلام العبري على بث الشائعات حول نوايا إسرائيل بتدمير كامل المدينة وتشديد حصارها وبدء عملية عسكرية كبيرة فيها أو اجتياح بري.

مصدر فلسطيني أمني (رفض الكشف عن هويته) يقول للأناضول، إن تلك الأدوات توظفها إسرائيل لإدارة حرب نفسية ومعركة رعب تهدف لإجبار الفلسطينيين على النزوح وترك المدينة لاحتلالها.

توظيف متكامل

ويوضح المصدر أن إسرائيل منذ بدء عملية "عربات جدعون 2" في 11 أغسطس/آب المنصرم اعتمدت على الحرب والدعاية النفسية بشكل كبير ومتكامل إلى جانب العمل العسكري.

ويتابع: "واجه الفلسطينيون ضخا إعلاميا كبيرا سواء بالتهديدات أو النوايا الإسرائيلية باحتلال المدينة، إلى جانب العمل العسكري الذي له أثره بارتكاب المجازر والقتل والتطهير العرقي وإبادة الأحياء السكنية".

ويؤكد أن المستويات السياسية والعسكرية منذ بدء العملية أطلقت تصريحات "تخويفية تهدف لبث الذعر في نفوس الفلسطينيين على شاكلة تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حينما قال إن أبواب الجحيم ستفتح في غزة".

ومنذ بدء عمليته العسكرية، عكف الجيش الإسرائيلي على تكثيف نسفه وتفجيره المباني السكنية والمنازل بشكل واسع خاصة في ساعات الليل حيث يسمع صدى الانفجارات لمسافات بعيدة جدا للتخويف والترهيب، وفق المصدر الأمني.

ويتابع: "سمة عمليات الجيش منذ بدء عربات جدعون 2، هو التدمير فقط، لا يوجد له أهداف عسكرية أو مواجهة فعلية، فقط القصف والنسف بهدف التدمير وحرق المناطق".

** شائعات إسرائيلية

المصدر الفلسطيني قال إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتعمد نشر الشائعات بشأن عملية "عربات جدعون2" لدفع الناس على النزوح أيضا.

ويبين أن هذه الشائعات لها علاقة بوجود تقدم بري في مدينة غزة، أو تصعيد العملية الجوية التي تستهدف أصلا مناطق واسعة من المدينة.

ويشير إلى أن الجيش يحاول الإيحاء للفلسطينيين بصحة الأنباء من خلال خلق ظروف ميدانية مرعبة، مثل تحليق طائرات على مستويات منخفضة وإطلاق قنابل ضوئية في سماء المدينة وإطلاق نيران بشكل عشوائي من المروحيات.

وفي وقت سابق، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الهدف من إطلاق "القنابل الضوئية (مساء الاثنين) كان إثارة الذعر بين الناس وإثارة الارتباك بين قوات حماس".

ومع شائعات التقدم البري، أكد المصدر الأمني أنه لا يوجد أي تقدم جديد للجيش في مدينة غزة حتى الساعة 11:30 (ت.غ).

وأشار إلى أن الجيش ما زال يتواجد في المحاور المعروفة، التي تقدم إليها في عملية "عربات جدعون 1"، وهي: شمال مدينة غزة إلى الشمال الشرقي من حي الشيخ رضوان وشرق منطقة البركة، ومنطقة جباليا النزلة وشرق حي التفاح، فضلا عن وجوده في حي الزيتون وشرقه.

وفي تلك المحاور، يعمل الجيش بوتيرة واحدة وهي هدم ونسف المنشآت السكنية بالروبوتات المتفجرة.

وتنقل وسائل إعلام أجنبية معلومات عن مصادر إسرائيلية يتضح لاحقا عدم صحتها، ومنها شبكة "سي إن إن" الأمريكية التي تحدثت عن بدء توغل بري في غزة، إلا أن القناة 12 العبرية أكدت أن المعلومات "غير صحيحة".

** ترهيب وتضليل

وفي هذا السياق، يقول المصدر إن إسرائيل تستعمل في دعوتها الفلسطينيين لإخلاء المدينة أسلوبي الترهيب والخداع.

فتارة تقول في بياناتها ومنشوراتها، إنها أعلنت المدينة بالكامل "منطقة قتال خطيرة"، وستعمل على "تدمير بنى حماس" في المكان.

بينما تدعو المواطنين إلى الإخلاء عبر "شارع الرشيد" باستخدام العربات والمركبات في هذه الفترة ودون تفتيش، في إيحاء على أن المرحلة القادمة قد يتم إغلاق هذا الشارع أو منع النزوح إلا سيرا على الأقدام.

كما روجت إلى وجود خيام وطعام ومستشفيات في مناطق جنوب القطاع، لحث الناس على النزوح، وهو ما نفاه الفلسطينيون الذين يعانون التجويع ويفتقرون لأدنى مقومات الحياة هناك.

** قصف الأبراج

وخلال الأسبوعين الماضيين، شرع الجيش بقصف الأبراج السكنية والعمارات التي تضم آلاف النازحين بشكل مكثف في أحياء غرب ووسط غزة.

وعن ذلك، يذكر المصدر الأمني أن إسرائيل تحاول خلق أي فرصة لدفع الفلسطينيين لمغادرة المدينة، ومنها سياسة هدم أي مكان يمكنهم التوجه إليه.

ويشير في إطار ذلك إلى تدمير إسرائيل العمارات متعددة الطوابق التي تؤوي نازحين، ومراكز الإيواء أيضا من مدارس ومبانٍ جامعية.

هذه السياسة دفعت أعدادا محدودة من الفلسطينيين للنزوح إلى جنوب القطاع بعدما تعذر عليهم إيجاد أماكن في مدينة غزة، وفق المصدر.

ويتابع: "لكن رغم ذلك، لم يتم تسجيل نزوح أعداد كبيرة، فالغالبية ما زالت في مدينة غزة".

** أسباب البقاء

وعن أسباب امتناع الفلسطينيين عن النزوح، يقول المصدر الأمني إن الناس لا تصدق الخدع الإسرائيلية بشأن وجود أماكن إنسانية آمنة خاصة بعدما تم استهداف عائلات نزحت فعليا من المدينة إلى الجنوب.

وأوضح أن حالة الاكتظاظ في مناطق الجنوب والوسط تحول دون إمكانية وصول مزيد من الفلسطينيين إليها، ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي وجود أكثر من 800 ألف نسمة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

وعن ذلك، يشير إلى أن 60 بالمئة من مدينة خان يونس تقع تحت سيطرة الجيش وكامل مدينة رفح، إضافة إلى الشريط الشرقي من المحافظة الوسطى، حيث أشارت تقديرات المكتب الحكومي بغزة إلى أن إسرائيل تسيطر على 77 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع.

وبذلك، تكون المناطق المتبقية جنوب القطاع مكتظة جدا وتضم أكثر من مليون فلسطيني؛ من أصل 2.4 مليون يعيشون في القطاع.

وخلال الأسابيع الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي من استهدافه للأبراج السكنية والعمارات في غزة في سياسة يقول مسؤولون فلسطينيون إنها تهدف لإجبار الناس على النزوح من المدينة إلى جنوب القطاع.

جاء ذلك عقب إقرار الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس، خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.

وبدأ الجيش في 11 أغسطس الهجوم على المدينة بدءا بحي الزيتون (جنوب شرق)، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.

وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، انتقل الجيش في عملياته الجوية الموسعة وسياسة تدمير الأحياء السكنية إلى حي الصبرة جنوبا، ومن ثم أحياء شمال المدينة ولاحقا غربها.

ومنذ ذلك الوقت وحتى مساء السبت، دمر الجيش الإسرائيلي بشكل كامل أو بليغ أكثر من 3600 بناية وبرج في مدينة غزة، فيما دمر نحو 13 ألف خيمة تؤوي نازحين، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 64 ألفا و905 قتيلا و164 ألفا و926 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.

#إبادة
#إسرائيل
#إفراغ المدينة
#تهجير قسري
#حرب نفسية
#غزة
#فلسطين