أردوغان: علينا مواصلة الوقوف بقوة أكبر مع غزة

13:0414/10/2025, الثلاثاء
تحديث: 14/10/2025, الثلاثاء
الأناضول
أردوغان: علينا مواصلة الوقوف بقوة أكبر مع غزة
أردوغان: علينا مواصلة الوقوف بقوة أكبر مع غزة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: - تركيا ستعمل بكل جهدها لتلبية احتياجات الفلسطينيين بغزة قبل حلول الشتاء - نحو 350 شاحنة مساعدات تركية دخلت إلى قطاع غزة في الأيام الأخيرة


أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضرورة الاستمرار في الوقوف بقوة أكبر إلى جانب قطاع غزة، ومواصلة النضال لضمان عدم نسيان الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل هناك.


جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من مصر، بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام، الاثنين.


وتمنى الرئيس أردوغان أن تكون القمة نقطة تحول جديدة في طريق السلام بالشرق الأوسط.


ولفت إلى أنه أعرب سابقًا عن ترحيبه إزاء المحادثات غير المباشرة بين حماس والحكومة الإسرائيلية التي أسفرت عن وقف إطلاق النار في غزة.


وتابع: "تطرق العديد من رؤساء الدول، بمن فيهم الرئيس الأمريكي ترامب، إلى مساهماتنا في عملية التفاوض، واقترح توقيع بيان لتسجيل الأدوار التي لعبتها مصر وقطر وبلدنا في هذه العملية".


و تعليقا على إعلان النوايا بقمة شرم الشيخ، شدد أردوغان على الأهمية البالغة للتنفيذ الحرفي للاتفاق ومواصلة الولايات المتحدة ضغطها على الحكومة الإسرائيلية خلال هذه المرحلة.


وأكد أردوغان أن عملية تبادل الأسرى في غاية الأهمية، مشددًا على أنه من الخطأ اعتبار الاتفاق وثيقةً لحل القضية الفلسطينية، وأنها في جوهرها اتفاق لوقف إطلاق النار.


وأشار إلى أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والموحدة جغرافيا على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مبينًا أن تركيا ستواصل بكل حزم العمل من أجل ذلك.


وتابع: "أمامنا مرحلة صعبة، وأولًا وقبل كل شيء، يجب علينا ضمان وفاء الحكومة الإسرائيلية بوعودها، حيث أن سجل الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن سيء للغاية، وأعتقد أن الأطراف المؤثرة على إسرائيل، وخاصةً الولايات المتحدة، ستواصل القيام بما يلزم".


- لا بيوت يعود إليها النازحون


ولفت إلى أن غزة تحولت إلى كومة ضخمة من الأنقاض، وأن الفلسطينيين في القطاع يعودون إلى الأماكن التي أجبروا على مغادرتها، لكن لا توجد بيوت ولا مستشفيات ولا مدارس، ولم يبق مبنى قائم تقريبًا.


وذكر أن تركيا من الدول التي أرسلت أكبر كمية من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بواقع 102 ألف طن، وأن نحو 350 شاحنة مساعدات تركية دخلت غزة في الأيام الأخيرة، مشددًا على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حماس وإسرائيل يقضي بدخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميا إلى القطاع.


وشدد على أهمية بدء العمل على أساس خطة إعادة الإعمار التي وافقت عليها الدول العربية والإسلامية في الوقت الذي يتم فيه إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مكثف إلى غزة.


وأوضح أردوغان أن هناك دراسات أعدتها منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وتحتاج إلى دعم مالي كبير لتنفيذها بسرعة، معربًا عن ثقته بأن الدعم هذا سيتم توفيره.


- الاعتراف بفلسطين وحل الدولتين


وأكد الرئيس أردوغان أنه من المفيد تكثيف الجهود في هذه المرحلة نحو حل الدولتين، معربًا عن رغبة تركيا رؤية قرارات الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين وخاصة بريطانيا وفرنسا، بأنها ليست مجرد قرارات اعتراف بل كركائز أساسية في المسار المؤدي إلى حل الدولتين.


وشدد الرئيس التركي على أن أي خطوات أخرى ستبقى ناقصة ولن تحقق أهدافها كاملةً.


وقال: "في هذا السياق، التقيتُ بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث أصبحت القضية الفلسطينية على جدول أعمال البشرية جمعاء لأول مرة منذ سنوات عديدة، إذ يمثل أسطولا الصمود والحرية، إلى جانب مرتدي الكوفية في أقصى بقاع العالم، ضميرًا مشتركًا ضد الظلم الإسرائيلي، ولا ينبغي أن يؤدي الهدوء بغزة إلى تهاون البشرية بهذا الصدد".


وتمنى أن تكون القمة خيرًا على المنطقة وخاصة "الأشقاء" في غزة، راجيا من الله الرحمة للدبلوماسيين القطريين الذين فقدوا حياتهم في حادث مروري خلال وجودهم في شرم الشيخ.


وشدد أردوغان على أهمية أن يكون وقف إطلاق النار دائمًا قبل أي شيء وعدم حدوث أي انتهاكات، مؤكدا أن تركيا والولايات المتحدة وباقي الدول عازمة بخصوص الحفاظ على وقف إطلاق النار.


وقال: "تعرف إسرائيل أيضاً أن الثمن سيكون باهظاً إذا عادت إلى الإبادة الجماعية، إذ بقيت العديد من الاتفاقات السابقة حبرًا على ورق، وللأسف، كان موقف إسرائيل المتردد وضعف إصرارها عاملًا مساهمًا بذلك، أما الآن فقد أصبحت الإرادة أقوى وأكثر اتحادًا، ورأينا هذا الموقف المشترك خلال قمة مصر".


وأشار أردوغان إلى أن تركيا إلى جانب كونها دولة كبيرة، هي في الواقع ضمير الإنسانية، وتمد يدها إلى كل مظلوم في العالم.


وأضاف: "رغم استمرار الهجمات الإسرائيلية، أرسلنا المساعدات إلى المنطقة، وملأنا المستودعات في مصر دون انتظار، ومنذ بدء وقف إطلاق النار، دخلت 350 شاحنة من شاحناتنا إلى غزة".


ومضى قائلا: "نحن لا نرسل الغذاء والماء والأدوية فحسب، بل نرسل أيضًا الأخوة والأمل، حيث يتم إرسال الأدوية ومواد الإيواء بسرعة إلى المنطقة، ونبحث عن سبل القضاء على آثار الكارثة الإنسانية بسرعة، ورغم كل العقبات، خزنّا حوالي 10 آلاف خيمة هناك بالتعاون مع إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)".


وأكد أردوغان أن تركيا ستعمل بكل جهدها لتلبية احتياجات الفلسطينيين في غزة قبل حلول الشتاء، مبينًا أن إعادة إعمار القطاع أمر بالغ الأهمية.


وشكر أردوغان كلًا من الهلال الأحمر التركي و"آفاد" والوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" ووزارة الصحة التركية، على جهودها الإغاثية بشأن غزة، مشيرًا إلى أنها تعمل بالتنسيق مع المنظمات التركية المدنية.


وأردف: "لن نكتفي بمعالجة الجروح هناك، بل سنبني المستقبل أيضًا، ولهذا الغرض، ننقل جرحى إلى هنا وبالأخص المدن الطبية في أنقرة، ونُقدم لهم العلاج فيها، وإذا رغبوا في إرسالهم إلى إسطنبول بدلًا من أنقرة، فإن مدننا الطبية في إسطنبول أيضًا تحت إمرة أشقائنا".


- إعلان نوايا قمة شرم الشيخ


وحول توقيع إعلان النوايا بقمة شرم الشيخ، قال الرئيس أردوغان إن "هذه التوقيعات ليست عادية، فمن خلالها أصبحت إرادة السلام مدونة في سجلات التاريخ".


وقرأ أردوغان بيان نوايا قمة شرم الشيخ للسلام، قائلًا: "اتفاق ترامب للسلام الدائم والازدهار. نحن الموقعون أدناه، نرحب بالالتزام التاريخي وتنفيذ اتفاق ترامب للسلام من قبل جميع الأطراف، والذي ينهي أكثر من عامين من المعاناة العميقة والخسارة ويفتح فصلاً جديدًا للمنطقة يتميز بالأمل والأمن ورؤية مشتركة للسلام والازدهار. ندعم ونقف وراء جهود الرئيس ترامب الصادقة لإنهاء الصراع في غزة وإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط. سننفذ هذا الاتفاق بشكل مشترك لضمان السلام والأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون. ندرك أن السلام الدائم يعني سلامًا يمكن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين العيش فيه في رخاء، حيث تُحمى حقوقهم الإنسانية الأساسية ويُضمن أمنهم وتصان كرامتهم. نؤكد أنه لا يمكن تحقيق تقدم هادف إلا من خلال التعاون والحوار المستمر، وأن تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب يخدم المصالح الدائمة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.


وأضاف في معرض تلاوته لنص الإعلان: "ندرك الأهمية التاريخية والروحية العميقة لهذه المنطقة بالنسبة للمجتمعات الدينية التي تتشابك جذورها في هذه الأراضي، بما في ذلك المسيحية والإسلام واليهودية".


وتابع: "سيظل احترام هذه الروابط المقدسة وحماية مواقع التراث الثقافي أولويةً أساسيةً في التزامنا بالتعايش السلمي. نحن متحدون في عزمنا على القضاء على جميع أشكال التطرف والتشدد. لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر حيث يصبح العنف والعنصرية أمرًا عاديًا، أو حيث تُهدد الأيديولوجيات المتطرفة نسيج الحياة المدنية. نتعهد بمعالجة الظروف التي تُمكّن التطرف، وتعزيز التعليم وتكافؤ الفرص والاحترام المتبادل كأساسٍ للسلام الدائم. بموجب هذا نتعهد بحل النزاعات المستقبلية من خلال الحوار الدبلوماسي والتفاوض، وليس باستخدام القوة أو الصراعات المطولة".


واستطرد: "ندرك أن الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحمل دوامة مستمرة من الحروب المطولة، والمفاوضات المتعثرة، أو التطبيق المجزأ أو الناقص أو الانتقائي للاتفاقات التي تم التفاوض عليها بنجاح. يجب أن تكون المآسي التي شهدناها خلال العامين الماضيين بمثابة تذكير عاجل بأن الأجيال القادمة تستحق ما هو أفضل من إخفاقات الماضي، نطالب بالتسامح والكرامة وتكافؤ الفرص للجميع، ونضمن أن تكون هذه المنطقة مكانًا يستطيع فيه الجميع، بغض النظر عن العرق أو المعتقد أو الانتماء العرقي، تحقيق تطلعاتهم في السلام والأمن والازدهار الاقتصادي. نسعى إلى رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة، ترتكز على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك".


واختتم أردوغان: "من هذا المنطلق، نرحب بالتقدم المحرز في إرساء ترتيبات سلام شاملة ودائمة في قطاع غزة، وكذلك بالعلاقة الودية والمفيدة للجانبين بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة. نتعهد بالعمل معًا لتحقيق هذا الإرث واستدامته من خلال بناء أسس مؤسسية تُمكّن الأجيال القادمة من التعايش بسلام. ونحن ملتزمون بمستقبل يسوده السلام الدائم".


- على الجميع دعم إعمار غزة


وردًا على سؤال حول مشاركة جنود أتراك في قوة المهام بغزة من عدمها، أكد أردوغان أن التقييمات المتعلقة بهيكلية قوة المهام مستمرة حاليًا، مبينًا أن هناك أمور مهمة للغاية يجب القيام بها في غزة.


وشدد الرئيس التركي على أهمية دعم الجميع لإعادة إعمار غزة بدءًا بدول الخليج وحتى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مشيرًا إلى أنه بحث مع القادة ما يمكن القيام به سويًا بخصوص إعادة الإعمار، وأن القادة تعهدوا بتولي دورهم بهذا الصدد.


ولفت إلى أن الحياة في غزة ما زالت مستمرة في الخيام، وتابع: "هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون تحمل العيش في الخيام طوال الوقت، وقلت للأصدقاء يمكننا شحن المساكن الجاهزة التي لدينا إلى المنطقة إذا لزم الأمر، حيث نفكر بأن نقدم لهم إمكانات مختلفة عبر هذه المساكن في موسم الشتاء".


وأكد أن تركيا متحمسة جدًا من أجل إرساء السلام في غزة، متعهدًا بالعمل بسرعة من أجل ذلك.


وأوضح أردوغان أن ترامب سيكون المراقب الأول لوقف إطلاق النار في غزة، مبينًا أن ترامب أبلغه رغبته في استمرار الاتصالات ومتابعة الدبلوماسية الهاتفية خلال المرحلة الحالية، وقال: "سنواصل لقاءاتنا على كافة المستويات".


وأردف أردوغان: "الدبلوماسية التي أقمناها مع السيد ترامب مهمة جدا، وسنستمر فيها بالاهتمام نفسه إن شاء الله".


وشدد الرئيس التركي أنه شارك في القمة من أجل قول "كفى" لسنوات من العدوان الإسرائيلي وسياسات الاحتلال والأطماع التي جرّت المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار.


وذكر أن تجربة غزة أظهرت بوضوح لإسرائيل أن العدوان لن يجدي نفعًا، وأنها رأت أن إرادة المقاومة لدى حماس لم تنكسر.


ولفت إلى أن الفلسطينيين في غزة "قدموا قرابة 70 ألف شهيد ولكن لم يستسلموا للاحتلال والإبادة الجماعية والهمجية".


وأردف: "علينا أن نستمر في الوقوف بقوة أكبر مع غزة ومواصلة نضالنا لضمان عدم نسيان الإبادة الجماعية، ويجب أن نكثف جهودنا لمحاسبة المسؤولين، ونحن في تركيا سنظل ضمير البشرية جمعاء".​​​​​​​


وعقدت قمة شرم الشيخ مساء الاثنين، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي ترامب، في مركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة.


وقالت الرئاسة المصرية، إن "قمة شرم الشيخ للسلام" شددت على ضرورة البدء في "التشاور حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة" لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وتأتي القمة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.


وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

#أردوغان
#شرم الشيخ
#غزة