الفلسطيني نادر صدقة .. "غزة" تحرر السامري الوحيد بسجون الاحتلال

14:5214/10/2025, الثلاثاء
تحديث: 14/10/2025, الثلاثاء
الأناضول
الفلسطيني صدقة نادر.. "غزة" تحرر السامري الوحيد بسجون الاحتلال
الفلسطيني صدقة نادر.. "غزة" تحرر السامري الوحيد بسجون الاحتلال

- عام 2003 عين قائدا لـ "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" التابعة للجبهة الشعبية - أصبح ملاحقا لتنفيذه عمليات عدة أسفرت عن مقتل وإصابة ضباط وجنود إسرائيليين - كان يقضي حكما بالسجن 6 مؤبدات

"لا قول فوق قول غزة"، بهذه الكلمات وجه الأسير المحرر السامريّ نادر صدقة إلى قطاع غزة، بمجرد وصوله مصر بعد تحريره في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".


صدقة يُعد استثناء، فهو الأسير الفلسطيني الوحيد في السجون الإسرائيلية من الطائفة السامرية التي تسكن قمة جبل جرزيم في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.


قبل تحريره بموجب صفقة التبادل مع إسرائيل، كان صدقة يقضي حكما بالسجن 6 مؤبدات.


وأُطلق سراحه مع إبعاده إلى مصر، ضمن صفقة التبادل بين "حماس" وإسرائيل، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.


ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس" أمس الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، إضافة إلى تسليم رفات 4 من جثامين 28 أسيرا تقول إسرائيل إنهم في غزة، على أن يتم استكمال تسليم البقية في وقت لاحق لم يحدد بعد.


فيما قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين، عبر بيان مشترك، إن إسرائيل أفرجت الاثنين، عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب.


يأتي ذلك وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالتلاعب بقوائم الأسرى.



المولد والنشأة


وُلد صدقة عام 1977 على سفح جبل جرزيم في نابلس، وتلقى تعليمه في مدارس المدينة، ومع اندلاع "انتفاضة الحجارة" عام 1987 كان مع رفاقه أحد "أطفال الحجارة".


نابلس أو "جبل النار" كما يطلق عليها، شهدت في سنوات "انتفاضة الحجارة" مواجهات مستمرة مع قوات الجيش الإسرائيلي.


و"أطفال الحجارة" مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الأطفال والشباب الذين شاركوا في الانتفاضة الأولى (1987-1993) ضد الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، لأنهم كانوا يواجهون بالحجارة قواته المدججة بأحدث الأسلحة.


في 1995، التحق صدقة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث درس التاريخ والآثار.


وخلال دراسته انتقل صدقة من النضال العفوي (طفل حجارة) إلى العمل المنظّم، حيث انخرط في صفوف جبهة العمل الطلابي التقدمية، الإطار الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.


اسم وشخصية صدقة برزا بين زملائه، حيث كان يعتلي المنصّات مخاطبا طلبة الجامعة.



العمل المقاوم


مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، كان صدقة على موعد مع التخرج الجامعي، لكنه التحق بـ "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الجناح العسكري للجبهة الشعبية.


نفّذ صدقة برفقة زملائه عدة عمليات إطلاق نار قُتل فيها جنود وضباط إسرائيليون.


لاحقت المخابرات الإسرائيلية صدقة ورفاقه من "كتائب أبو علي مصطفى" وأصبح مطلوبا مطاردا.


وكان أحد المشاركين والمخططين -إلى جانب قائد الكتائب في حينه يامن فرج، وأمجد مليطات- لعملية تفجير في مدينة " بتاح تكفا" وسط إسرائيل عام 2003، والتي قتل فيها 4 جنود فيما أصيب آخرون، ردا على اغتيال إسرائيل كلا من القائدين بالجبهة الشعبية فادي حنني وجبريل عواد في ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته.


وبعد أن اغتالت إسرائيل القائدين فرج ومليطات في العام نفسه، بات صدقة قائد "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" في نابلس.


في 17 أغسطس/ آب 2004، اعتقل الجيش الإسرائيلي صدقة خلال عملية عسكرية في مخيم عين بيت الماء غربي نابلس، وحكم بالسجن 6 مؤبدات.


ويعرّف صدقة عن نفسه بحسب الموقع الرسمي للجبهة الشعبية بـ "عربي فلسطيني مناضل من أجل الحرية والحق".



"سلالة بني إسرائيل الحقيقية"


عام 2020، بلغ عدد أفراد الطائفة السامرية 841، منهم 392 يعيشون في جبل جرزيم و449 في منطقة حولون وسط إسرائيل، وفقا لمركز المعلومات الفلسطيني (حكومي).


ويتكلم السامريّون اللغة العبرية القديمة التي نزلت بها التوراة، بحسب قولهم، وتتكون من 22 حرفا، إلى جانب إتقانهم العربية.


ويقولون إنهم "سلالة بني إسرائيل الحقيقية" ومختلفون عن اليهود ويملكون النسخة الأصلية من التوراة، التي يتجاوز تاريخها 3600 عام، ومكتوبة على جلد غزال، ويؤمنون بخمسة أسفار من التوراة.


ويعتقد السامريون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، وتربطهم علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين (مسلمين ومسيحيين)، كما تربطهم علاقة جيدة مع اليهود والأنظمة الرسمية.



اتفاق غزة


وأمس الاثنين، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تسهيلها تبادل 20 أسيرا إسرائيليا أحياء و4 جثث، إضافة إلى 1809 أسرى فلسطينيين من أصل 1968 أطلقت إسرائيل سراحهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.


وفي 9 أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بشرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.


وظهر الجمعة (10 أكتوبر)، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.


والاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي من مصر: "بالنسبة لنا، بدأت المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار في غزة، وكما تعلمون فإن المراحل متداخلة بعض الشيء".


جاء ذلك عقب قمة برئاسة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي وترامب، في مركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة.


وقالت الرئاسة المصرية إن "قمة شرم الشيخ للسلام" شددت على ضرورة البدء في "التشاور حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة" لخطة الرئيس ترامب.


ولا يزال يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.


ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة".


وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 ولعامين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 قتيلا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.



#نابلس
#إسرائيل
#الجبهة الشعبية
#السامريون
#سامري
#فلسطين
#كتائب الشهيد أبو علي مصطفى
#نادر صدقة