
- يمتد الخط من جنوب محافظة شمال غزة وحتى أطراف مدينة رفح دون وجود علامات توضيحية - الجيش الإسرائيلي ينتشر شرق "الخط الأصفر" مستهدفا أي حركة في محيطه أو تتجاوزه بالخطأ - "حماس": الجيش الإسرائيلي يرتكب خروقات في مناطق تتجاوز حدود "الخط الأصفر" - الجيش الإسرائيلي يزعم أن غرب المنطقة "آمن"، في حين أنه نفذ غارات بهذه المنطقة
بين أنقاض تراكمت على مدار عامين جراء الغارات الإسرائيلية، يمتد "الخط الأصفر" من شمال قطاع غزة وحتى أطراف مدينة رفح جنوبا، كحد وهمي نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
بات هذا الحد يفصل بين الحياة والموت، إذ يتعرض أي فلسطيني يتجاوزه أو يقترب منه بالخطأ لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي المتواجد شرق الخط الذي يضم، وفق تقديرات تل أبيب، أكثر من 50 بالمئة من مساحة القطاع.
ورغم إعلان الجيش منذ 3 أيام بدء وضع علامات توضيحية على "الخط الأصفر"، إلا أن الوقائع على الأرض واستمرار سقوط ضحايا بدعوى تجاوزهم له تشير لخلاف ذلك.
وأفاد فلسطينيون في أحاديث منفصلة للأناضول، بأن التحرك داخل عدة مناطق في القطاع يعد محفوفا بالمخاطر في ظل غياب الإشارات التحذيرية وعدم وضوح معالم "الخط الأصفر".
وأوضحوا أن الطرق في مختلف المناطق تتقاطع مع شوارع عديدة بسبب حجم الدمار ما يجعل أي خطأ بسيط في تحديد المسار أو الانحراف نحو اتجاه مغاير، كفيلا بتعريض حياتهم للخطر.
ووفق أحدث معطيات المكتب الإعلامي الحكومي فإن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، تسببت بتدمير 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.
حدود الخط
وفق خريطة الخطة الأمريكية التي يستند إليها اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، فإن "الخط الأصفر" يمتد من غالبية الأطراف الجنوبية لمحافظة شمال غزة وحتى أطراف مدينة رفح جنوبا.
وشملت الانسحابات التي بدأها الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع سريان الاتفاق، مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من حيي التفاح والزيتون.
كما انسحب الجيش من وسط وأجزاء من شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما يواصل انتشاره في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وبحر القطاع.
والجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "الخط الأصفر يغطي أكثر من 50 بالمئة من قطاع غزة".
فيما أكدت "حماس" الأحد أن الجيش الإسرائيلي يرتكب خروقات فيما يتعلق بنشاط قواته الذي يتجاوز حدود ما يعرف بـ"الخط الأصفر".
وقالت إن الجيش "يفرض سيطرته النارية على شريطٍ يمتد على طول خط الانسحاب المؤقت المعروف بالخط الأصفر، بمسافات تراوح بين 600 إلى 1500 متر جنوبا وشرقا وشمالا من قطاع غزة، مانعةً المواطنين من العودة إلى أماكن سكناهم".
وأشارت إلى أن الاعتداءات تتم "عبر إطلاق القذائف المدفعية، واستخدام طائرات الكواد كابتر، وإطلاق النار من الآليات العسكرية والرافعات المخصّصة للرصد".
خروقات وضحايا
في أحدث بياناته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن إسرائيل ارتكبت 80 خرقا لاتفاق وقف النار، ما أسفر عن مقتل 97 فلسطينيا وإصابة 230 آخرين، واعتقال عدد من المدنيين.
وأضاف مدير عام المكتب الحكومي إسماعيل الثوابتة للأناضول، أن 21 خرقا من بين إجمالي الخروقات، ارتكبتها إسرائيل الأحد، وذلك بقصف مناطق غرب "الخط الأصفر" ادعت أنها آمنة، ما أسفر عن مقتل 44 فلسطينيا.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الجيش الإسرائيلي يرتكب خروقاته باستخدام "آلياته العسكرية، والدبابات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنية، والرافعات الإلكترونية المزودة بأجهزة استشعار واستهداف عن بُعد، إضافة إلى الطائرات المسيرة التي تنفّذ عمليات إطلاق نار واستهداف مباشر للمدنيين".
اتهامات وتبريرات
وبشكل يومي، تعلن وزارة الصحة بغزة مقتل فلسطينيين باستهدافات مباشرة من الجيش الإسرائيلي، فيما يقول الجيش إن إطلاق النار يأتي بدعوى تجاوز "الخط الأصفر".
"حماس" اعتبرت الخروقات الإسرائيلية واستهداف فلسطينيين على الخط "جرائم مكتملة الأركان تكشف النية المبيتة للاحتلال في استهداف المدنيين العزل بلا مبرر".
ودعت الحركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء لمتابعة "تجاوزات الاحتلال المجرم، وإلزامه باحترام اتفاق وقف الحرب وبالتوقف عن استهداف الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر".
ويبرر الجيش الإسرائيلي إطلاقه النار على طول الخط بهدف "إزالة تهديد"، مدعيا أن الضحايا "عبروا الخط الأصفر" أو "اقتربوا" من قواته المتمركزة في تلك المناطق.
ويدعي الجيش أن غرب الخط "منطقة أمنة"، لكنه لم يوضح معالم هذا الخط الفاصل، لكي يتسنى للفلسطينيين الابتعاد عن المناطق الخطيرة.
وجدد الجيش في بيان الأحد تحذيره للفلسطينيين بقطاع غزة، قائلا: "تواجدوا فقط في الجهة الواقعة غرب الخط الأصفر".
ووفق بيان سابق للدفاع المدني، فإن الجيش يطلق نيرانه على كل من يتجاوز الخط بدلا من تحذيرهم أو التعامل معهم بطريقة لا تُفضي للقتل.
وفي 10 أكتوبر، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك وفق خطة ترامب التي تقوم إلى جانب وقف الحرب على انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
وأنهى الاتفاق حرب إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 على مدى عامين، بدعم أمريكي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفا.