متضامن بريطاني: مزارعو فلسطين تحت التهديد والاعتداءات طالتنا

16:2420/10/2025, الإثنين
تحديث: 20/10/2025, الإثنين
الأناضول
متضامن بريطاني: مزارعو فلسطين تحت التهديد والاعتداءات طالتنا
متضامن بريطاني: مزارعو فلسطين تحت التهديد والاعتداءات طالتنا

- المزارعون يجنون الزيتون من حقولهم بمحيط بؤرة استيطانية برفقة متضامنين أجانب وناشطين - البريطاني مارلن: تعرضنا أمس لهجوم من المستوطنين وأصيب أجانب إثر ضربهم على رؤوسهم - فرحة أبو عواد: حرمنا طوال عام من الوصول للحقل واليوم نقطف الزيتون رفقة متضامين رغم الخطر - حنظلة خريوش: حقولنا قريبة جدا من المستوطنات والبؤر الاستيطانية ومن الصعب الوصول إليها




"أنا هنا لأساعد الفلسطينيين الذين يعيشون تحت التهديد، وأوثق الاعتداءات"، هكذا تحدث البريطاني "مارلن" عن مهمته التضامن مع المزارعين بالضفة الغربية المحتلة الذين يخاطرون بحياتهم بغية الوصول إلى حقولهم المحاطة بمستوطنات إسرائيلية.

ويشارك مارلن الذي لم يكشف عن اسمه كاملا في حديثه للأناضول، في رحلات المزارعين المحفوفة بالمخاطر في بلدة ترمسعيا وسط الضفة الغربية، لجني ثمار الزيتون من حقولهم التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين المتطرفين.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وجراء اعتداءات المستوطنين، يواجه المزارعون الفلسطينيون صعوبات ومخاطر كبيرة في الوصول إلى تلك الأراضي خلال موسم جني الزيتون إلا بوجود المتضامين الأجانب.

ويؤكد "مارلن" بأن اعتداءات المستوطنين التي تستهدف المزارعين الفلسطينيين طالت الأحد "ناشطين أجانب".

فيما تقول عائلات فلسطينية تجني الزيتون من حقولها المحاطة بمستوطنات، في تصريحات للأناضول، إنها تعمل هذا العام وسط جحيم اعتداءات المستوطنين المتطرفين.

والأحد، تعرض المزارعون في ترمسعيا لهجوم عنيف نفذه المستوطنون بحماية الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بينهم سيدة أدخلت للعناية المركزة إثر ضربها من مستوطن بعصاه.

وهذه البلدة، واحدة من عدة بلدات يتعرض مزارعوها لهجمات مماثلة تسفر عن وقوع ضحايا فضلا عن تخريب الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون.

وتزايدت اعتداءات المستوطنين في الضفة المحتلة بشكل ملحوظ مع حلول موسم الزيتون الذي يبدأ في الثلث الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، فيما يشكل مصدر رزق رئيسي لآلاف العائلات الفلسطينية.

وأفادت معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، بأن المستوطنين نفذوا 7 آلاف و154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة خلال عامي الإبادة، ما "تسبب في استشهاد 33 مواطنا، وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا"، كما أقاموا 114 بؤرة استيطانية.

**"نوثق الاعتداءات"

المتضامن البريطاني يقول: "قبل يومين اعتدى مستوطنون من مستوطنة شيلو على مزارع فلسطيني وطردوه من أرضه، ثم واصلوا في اليومين الماضيين اعتداءاتهم".

ويضيف: "أمس (الأحد) كنا هنا مع مزارع فلسطيني تعرضنا لهجوم كبير من المستوطنين، حيث ضربوا سيدة وهي الآن تتلقى العلاج".

ويوضح أن ناشطين أجانب أصيبوا أمس جراء اعتداء المستوطنين حيث "ضُربوا على رؤوسهم وأجسادهم بالعصي"، دون ذكر تفاصيل عنهم.

ويردف: "السبب الذي يجعلهم (المستوطنين) يفعلون ذلك بالفلسطينيين أنهم يريدون منعهم من الوصول إلى أراضيهم خارج هذه القرية، فبنوا مستوطنات ويريدون الآن التوسع".

ويختم حديثه قائلا: "أنا هنا لأساعد الفلسطينيين الذين يعيشون تحت التهديد، أؤمن بالصواب الذي نفعله، نحن نساعدهم ونوثق أي اعتداءات".

** "لن نترك الأرض"

الفلسطينية فرحة أبو عواد (63 عاما)، تقول للأناضول أثناء عملها في جني الزيتون، إنها لا تخشى المستوطنين فيما تجازف لكي تشارك بموسم القطاف.

وتوضح أن الجيش الإسرائيلي حرمهم من "الوصول إلى أرضهم طوال العام، ما حولها إلى خراب"، متابعة: "وصلنا اليوم (برفقة المتضامنين) لقف الثمار رغم خطر المستوطنين".

وتستكمل قائلة: "هذه الأرض لنا ولن نتركها، يريدون قلعنا من الأرض وهذا لن يكون، سأبقى فيها ما دام في العمر بقية".

وتشير إلى أنها غرست قبل سنوات الأشجار التي تقطفها اليوم، واعتنت بها حتى أصبحت مثمرة، مبينة أن الاستيطان الإسرائيلي يهدد وجودها اليوم.

وعن الانتهاكات الإسرائيلية، قالت أبو عواد إن المستوطنين سيطروا على 20 دونما تعود لعائلتها، وأقاموا بيوتا متنقلة على سفح جبل (التل).

** "مهددة بالاستيطان"

يسابق الشاب حنظلة خريوش (33 عاما)، الزمن لجني الزيتون من حقله برفقة المتضامنين الأجانب، بينما يرقب المستوطنين خشية هجوم.

ويقول: "كل أراضينا مهددة بالاستيطان"، لافتا إلى أن عائلته تمتلك حقول في 10 مواقع مختلفة بينما لم يتمكنوا من الوصول إلا لهذا الموقع برفقة المتضامنين.

ويشير إلى أن حقول عائلته كلها قريبة جدا من المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

وعن الهجمات، يقول خريوش إنهم تعرضوا الأحد لـ"هجوم عنيف" حيث أحرق المستوطنون مركبات واعتدوا على المزارعين والمتضامين.

ويؤكد أن "وجود العائلات بشكل متزامن في الحقول برفقة المتضامنين يجعل الأمر أكثر أمنا، كما يساعد في جني الثمار وتوثيق أي اعتداء".

من جانبه، يقول الفلسطيني جواد عبد الله إنه "تعرض الأحد، لهجوم عنيف من المستوطنين الذين اعتدوا عليه وعلى كل المزارعين وأحرقوا مركبات".

ويضيف: "نحو 50 مستوطنا شنوا الهجوم بشكل عنيف ومخطط، وبحماية من الجيش الإسرائيلي".

ويلفت إلى أن هذا الهجوم ليس الأول، فإنما كل من يصل حقله لممارسة أعماله يتعرض "لاعتداء المستوطنين المسلحين".

** "نكبة حقيقية"

الناشط بمقاومة الاستيطان الإسرائيلي عائد غفري، يقول إن "مشهد الاعتداء على موسم قطف الثمار من قبل المستوطنين يتكرر في كل الضفة الغربية، المستوطنون ينتظرون الموسم لتصعيد هجماتهم".

ويوضح أن المستوطنين "يصعدون من إرهابهم على كل ما هو فلسطيني من أشجار ومنازل وسكان".

ويلفت إلى أن المزارع الفلسطيني ينتظر الموسم على أحر من الجمر ليواجه بـ"إرهاب الدولة المنظم" بأيدي المستوطنين، مؤكدا أن هذه الهجمات تحدث "تحت أعين الجيش ومراقبته".

ويقول: "الزيتون في الضفة يحتضر، ويجب على الجميع أن يقف موقف داعم للمزارع لمواجهة المستوطنين، إذا ما ضاع هذا الموسم تضيع نحو 82 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، اليوم نعيش نكبة حقيقية".

ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة، وخلفت ما لا يقل عن ألف و56 قتيلا فلسطينيا، ونحو 10 آلاف مصاب، فضلا عن اعتقال أكثر من 20 ألفا بينهم 1600 طفل.

وارتكبت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 إبادة بغزة بدعم أمريكي واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 68 ألفا و216 قتيلا فلسطينيا، و170 ألفا و361 مصابا، وانتهت بوقف إطلاق نار في 10 أكتوبر الجاري إلا أن تل أبيب خرقته 80 مرة.

#ترمسعيا
#فلسطين
#موسم قطف ثمار الزيتون