
السفيرة التركية طوبی نور سونمز في تصريحات لجريدة "الأنباء" الكويتية: - زيارة الرئيس أردوغان تحمل أهمية استراتيجية بالغة، وتعكس عمق العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين - اللقاءات المرتقبة بين قيادتي البلدين ستعزز المصالح المشتركة وتوطد التنسيق حيال القضايا الملحّة في المنطقة - نثمن دور الكويت الريادي بصفتها الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي في دعم الحوار وتعزيز الأمن الجماعي
قالت السفيرة التركية لدى الكويت طوبی نور سونمز، إن "أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن تركيا القومي"، وإن أنقرة تولي أهمية استراتيجية بالغة لشراكتها مع الكويت.
جاء في تصريحات خاصة لجريدة "الأنباء" الكويتية، قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدا الثلاثاء إلى الكويت، في إطار جولة خليجية تشمل قطر وسلطنة عمان أيضا.
وأضافت سونمز أن زيارة الرئيس أردوغان هذه تحمل أهمية استراتيجية بالغة، وتعكس عمق العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
وأكدت أن الركيزة الأساسية للعلاقات الوثيقة بين تركيا والكويت تتمثل في الصداقة المتينة التي تربط قيادتي البلدين.
وتابعت: "بفضل الرؤية الحكيمة لكل من الرئيس رجب طيب أردوغان والأمير الشيخ مشعل الأحمد، تشهد شراكتنا الثنائية نموًا مطّردًا وتطورًا ملحوظًا في شتى المجالات".
سونمز أوضحت أن زيارة الرئيس أردوغان تأتي في توقيت حساس تمرّ به المنطقة، وتؤكد التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي، مشيرةً إلى أن الزيارة تُعدّ امتدادًا للزخم الذي أحدثته "الزيارة التاريخية" التي قام بها الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى أنقرة في مايو/ أيار 2024.
وأوضحت السفيرة أن زيارة الشيخ مشعل الأحمد إلى تركيا العام الماضي، كانت أول زيارة رسمية له خارج العالم العربي وأول زيارة على المستوى الأميري من الكويت إلى أنقرة منذ 7 سنوات.
ووصفت الزيارة بأنها "شكلت محطة مهمة في مسار العلاقات الأخوية" بين البلدين، تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والكويت، والتي شهدت توقيع اتفاق لرفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية.
ومضت قائلة: من المتوقع أن تُسهم زيارة الرئيس أردوغان في البناء على هذا الزخم وتعزيز العلاقات الأخوية المتينة بين بلدينا، في ظل رؤية مشتركة تدعم السلام والاستقرار الإقليميين، وتخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وبشأن جدول أعمال زيارة الرئيس أردوغان إلى الكويت، أوضحت السفيرة التركية أن القضايا المدرجة تشمل ملفات التعاون الثنائي والإقليمي على حد سواء، مشيرة إلى أن المحادثات ستتناول سبل تطوير التعاون في مجالات الدفاع، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والنقل، والثقافة، والتنمية المستدامة.
وأردفت: "سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستوفر إطارًا قانونيًا أوسع للشراكة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاستثمار والطاقة والدفاع والتجارة والنقل. وستُسهم هذه الاتفاقيات في دعم رؤية الكويت 2035 من خلال تعزيز النمو المستدام وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي.
كما أفادت سونمز بأن التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في فلسطين وسوريا، ستكون من أبرز القضايا المطروحة للنقاش، مؤكدة أن البلدين يتقاسمان مواقف متقاربة إزاء هذه الملفات، ويوليان أهمية خاصة لتوحيد الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وحول مستوى التنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، شددت السفيرة التركية على أن "أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن تركيا القومي"، وأن أنقرة تولي شراكتها مع الكويت أهمية استراتيجية بالغة.
واستطردت قائلة: "نؤمن بأن الملكية الإقليمية هي السبيل الأمثل لمعالجة جذور الأزمات وتحقيق حلول مستدامة للتحديات التي تواجه منطقتنا. ونحن نُثمن الدور الريادي الذي تضطلع به الكويت، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دعم الحوار وتعزيز الأمن الجماعي".
كما شددت السفيرة التركية على أن اللقاءات المرتقبة بين قيادتي البلدين ستعزز المصالح المشتركة وتوطد التنسيق حيال القضايا الملحّة في المنطقة، مشيرة إلى استعداد تركيا لتكثيف التعاون في المحافل الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات السياسية والإنسانية الراهنة.
وفي سياق متصل، تطرّقت السفيرة سونمز إلى نتائج القمة الدولية في مدينة شرم الشيخ المصرية، ووصفتها بأنها "محطة مهمة" في مسار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمات الإقليمية، خصوصًا في ظل استمرار المأساة الإنسانية بقطاع غزة.
وأضافت: "لقد أظهرت القمة الدور الفاعل الذي تلعبه الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها تركيا وقطر ومصر، في دعم الحوار وتعزيز الجهود الدولية لإنهاء المأساة في فلسطين.
وتابعت: الاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة من جانب إسرائيل يقوّض أسس السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، ويتطلب استجابة موحدة من الدول العربية والإسلامية.
وأكدت "سونمز" أن تركيا ستواصل دعم كل المبادرات الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددة على أن أنقرة تدعو إلى الانتقال من الهدن المؤقتة إلى حل سياسي دائم يضع حدًا للمعاناة الإنسانية ويؤسس لمرحلة من الأمن والاستقرار في المنطقة.
واختتمت السفيرة سونمز بالتأكيد على أن زيارة الرئيس أردوغان إلى الكويت تمثل محطة تاريخية جديدة في مسار العلاقات الثنائية، وتؤكد الإرادة المشتركة للبلدين في ترسيخ السلام، وتعزيز الشراكة، ودعم التنمية الإقليمية المستدامة.