
السفير حسن حامد دعا المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل ما يحدث، واتخاذ إجراءات عاجلة...
شدد مندوب السودان لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف السفير حسن حامد حسن، الثلاثاء، على أن "قوات الدعم السريع" ترتكب حاليا "إبادة جماعية" في مدينة الفاشر غربي البلاد.
جاء ذلك خلال لقاء حسن مع صحفيين من أعضاء رابطة الصحفيين المعتمدين لدى مكتب المنظمة الدولية في مدينة جنيف السويسرية.
وقال حسن إن حصار "قوات الدعم السريع" لمدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، ثم ارتكابها مجازر فيها، "هو تطور كان متوقعا".
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت هذه القوات على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وأضاف حسن أن "السودان حذّر من هذا السيناريو على مدار 3 سنوات، والوضع الذي نشهده اليوم نتيجة مباشرة لعدم تحرك المجتمع الدولي بشكل مشترك".
وانتقد "التزام المجتمع الدولي الصمت حيال حصار مُسلحي "قوات الدعم السريع" لمدينة الفاشر (قبل الاستيلاء عليها)، التي يقطنها أكثر من مليون نسمة".
و"ترتكب قوات الدعم السريع الآن إبادة جماعية في الفاشر، وتفرض حصارا مريعا عليها، وتمنع وصول الطعام والماء والدواء إليها وتحرمها من الاتصالات"، كما أردف.
والاثنين، قالت الأمم المتحدة إن عددا كبيرا من المدنيين لا يزالون محاصرين في الفاشر، داعيةً إلى إتاحة وصول "فوري وغير مقيد" إلى المحاصرين.
ومضى حسن قائلا: "هذه إبادة جماعية، والصمت على هذه الفظائع يعني التواطؤ في الإبادة الجماعية. لا ينبغي للعالم أن يتجاهل هذا".
وشدد على أن "الأطفال في الفاشر يموتون جوعا أو بسبب الأوبئة، والأهالي يعانون من المجاعة وبعضهم يأكل بقايا علف الماشية".
كما شدد على وجود "عمليات قتل خارج نطاق القضاء" في أماكن عديدة في الفاشر، حيث "قُتل الناس بسبب أصولهم العرقية".
والاثنين، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اتخاذه خطوات فورية لجمع أدلة ذات صلة بالأنباء عن "جرائم" في الفاشر، لاستخدامها في ملاحقات قضائية.
ودعا السفير السوداني المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن ما يحدث في السودان".
وشدد على "ضرورة فرض عقوبات صارمة على مَن يدعمون قوات الدعم السريع".
وقال إن "تصرفات الإمارات تنتهك اتفاقيات المستخدم النهائي وشهادات تجارة الأسلحة مع دول عديدة، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وأضاف أنه "ينبغي على مجلس الأمن فرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى الإمارات"، وتصنيف قوات الدعم السريع "منظمة إرهابية".
وحتى الساعة 19:35 "ت.غ" لم تعقب الإمارات على تصريحات السفير السوداني، لكنها عادة ما تنفي تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وفي أبريل/ نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وحاليا تحتل "الدعم السريع" كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.






