
وفق تصريح صحفي للمتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل قال فيه إن المنخفض يفاقم الواقع المعيشي المأساوي للنازحين..
قال جهاز الدفاع المدني بغزة، الجمعة، إن خياما ومراكز تؤوي نازحين في مناطق مختلفة من القطاع غرقت منذ ساعات الليل بمياه الأمطار، الأمر الذي يفاقم الواقع المعيشي المأساوي لهم.
وتتأثر الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة نسبيا إلى باردة وبأمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية أحيانا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "وفا" عن دائرة الأرصاد الجوية.
وأضاف محمود بصل، المتحدث باسم الجهاز في تصريح صحفي، إن الفلسطينيين استيقظوا ليلا على غرق خيامهم ومراكز الإيواء التي يقيمون فيها، في مشهد "مبكٍ جدا".
وذكر أنه تم رصد ارتفاع منسوب المياه في بعض ساحات مراكز الإيواء لأكثر من 10 سنتيمترات، ما تسبب بغرق الخيام المنصوبة فيها بما يتواجد داخلها من أغطية وفراش وملابس.
وأوضح أن الدفاع المدني استقبل "مئات الإشارات من الفلسطينيين يطلبون المساعدة والعون"، إلا أن نقص الإمكانيات والمقدرات أعاق عملية الاستجابة.
وأكد على أن المنخفض الجوي وتداعياته تسبب بمفاقمة "الواقع المعيشي المأساوي" لفلسطينيي القطاع.
واستكمل قائلا: "نقول للعالم بإن القطاع يمر بمرحلة كارثية لا تختلف عن القتل والموت (...) الفلسطينيون أمام خيارات صعبة في ظل عدم توفر البدائل".
وفي وقت سابق الجمعة، قال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) للأناضول، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال "كارثياً"، مع استمرار إسرائيل بإعاقة وصول المساعدات بشكل كاف إلى فلسطينيي القطاع، رغم مرور أكثر من شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وبفعل المنخفض الجوي، أشار بصل إلى حالة نزوح داخلية يشهدها القطاع يبحث خلالها الفلسطينيون عن مأوى آمن يقي برد ومطر الشتاء.
وطالب العالم بالوقوف أمام مسؤولياته أمام الجريمة البشعة والمتمثلة في "عدم إبقاء أي مكان أو مركز إيواء آمن يلجأ إليه الفلسطينيون".
ويعيش النازحون الفلسطينيون واقعا مأساويا في ظل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
ويتخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، فيما قدر المكتب الإعلامي الحكومي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93 بالمئة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.
وعلى مدار نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات الآلاف من خيام النازحين بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء.
وينعدم توفر البدائل في القطاع، جراء القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية، ويقول المكتب الإعلامي الحكومي وحركة "حماس" إن إسرائيل تنتهك البروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الفائت، بما يشمل منع دخول مواد الإيواء من خيام وبيوت متنقلة.
وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة بدأت في 8 أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.






