تذرع بالحديث مع قادة الجالية اليهودية بأستراليا لوقف جلسة محاكمته قبل أن تُستأنف مجددا..
مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المركزية بمدينة تل أبيب، الأربعاء، للرد على تهم الفساد الموجهة له في ما يسمى "الملف 4000".
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه بحال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أي منها.
وقالت الصحفية الإسرائيلية المستقلة أورلي بارليف، التي تتابع جلسات المحكمة منذ بدايتها، بتدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية: "اليوم هو الثالث والستون من شهادة نتنياهو، والثامن والعشرون من الاستجواب المضاد (استجواب النيابة له)، والعاشر من التحقيق في الملف 4000".
ويأتي انعقاد الجلسة مع استمرار الانقسام الإسرائيلي حول طلب نتنياهو العفو من الرئيس إسحاق هرتسوغ بين مؤيّد ومعارض.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي طلب نتنياهو من هرتسوغ منحه عفوا عن تهم الفساد التي تلاحقه، لكن دون الإقرار بالذنب أو اعتزال الحياة السياسية.
ومنذ بداية محاكمته، رفض نتنياهو الاعتراف بالذنب، بينما لا يتيح القانون الإسرائيلي للرئيس منح العفو إلا بعد الإقرار بالذنب.
وخلال جلسة اليوم تذرع نتنياهو بالتحدث هاتفيا مع قادة الجالية اليهودية في أستراليا، لإيقاف الجلسة مؤقتا قبل أن تستأنف مجددا.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: "أوقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شهادته أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، مؤقتا للتحدث مع مبعوث حركة حباد ورئيس المحكمة الحاخامية في سيدني، الحاخام يهورام أولمان، والد زوجة الحاخام إيلي شلانجر الذي قُتل في الهجوم على شاطئ بوندي".
وأضافت: "وكذلك تحدث مع رئيس المجلس اليهودي الأسترالي الإسرائيلي، أرسين أوستروفسكي الذي أُصيب في الهجوم".
والأحد الماضي، وقع هجوم مسلح نفذه أب وابنه وأسفر عن مقتل 15 شخصا أثناء احتفالات بعيد "الحانوكا" اليهودي في شاطئ بوندي بولاية نيوساوث ويلز الأسترالية، وقتل أحد المهاجمين.
وعادة ما يتعمد السياسيون الإسرائيليون (معارضة وموالاة) استغلال أي حدث أمني حول العالم لدعوة كل يهودي للمجيء إلى إسرائيل والحصول على جنسيتها والاستيطان فيها ضمن برامج هجرة مدعومة من السلطات في إطار تكريسها وطنا قوميا لهم.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يستغل اجتماعات سياسية وأمنية والسفر وإجراء اتصالات هاتفية من أجل الخروج من قاعة المحكمة.
ويتوقع أن يستمر مثول نتنياهو أمام المحكمة حتى الانتهاء من الاستماع إلى ردوده على التهم الموجهة إليه.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات فساد معروفة بالملفات "1000" و"2000" و"4000"، وقدم المستشار القضائي للحكومة السابق أفيخاي مندلبليت، لائحة الاتهام المتعلقة بها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
ويتعلق "الملف 1000" بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لتلك الشخصيات في مجالات مختلفة.
كما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
فيما تتعلق الاتهامات في "الملف 4000" بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا في شركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
وبدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة، وهو يُنكرها مدعيا أنها "حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به".
