
ظاهرة فلكية سنوية بمحافظتي الأقصر (جنوب) والفيوم (وسط) مع بدء فصل الشتاء...
تعامدت أشعة الشمس، صباح الأحد، في معابد الكرنك جنوبي مصر، بينما حجبتها الغيوم عن معبد قصر قارون وسط البلاد.
وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول سنويا تحدث ظاهرة فلكية فريدة، إذ تتعامد الشمس في نقطة محددة داخل المعبدين، في أجواء كرنفالية.
وسطعت أشعة الشمس على مقصورة "قدس الأقداس" في معبد "آمون رع" ضمن معابد الكرنك بمحافظة الأقصر (جنوب)، بحضور سياح أجانب ومصريون توافدوا منذ الفجر.
وضمن الاحتفالية اصطف فتيان وفتيات يرتدون ملابس قدماء المصريين على جانبي طريق في معابد الكرنك، مستقبلين السياح، الذين انخرطوا في التقاط صور ومقاطع فيديو.
وسنويا، يُحتفل بهذه الفعالية المميزة للإعلان عن بدء فصل الشتاء في 21 ديسمبر، ولإظهار تقدم قدماء المصريين في علوم الفلك، وتحقيق مزيد من الجذب السياحي.
وبدأ إنشاء مجمع معابد الكرنك، المعروف إعلاميا في مصر بمعبد الكرنك، أيام الدولة الوسطى عام 2000 ق.م، واستمر حتى انتهاء التاريخ المصري القديم (الأسرة الـ 30 وتعود إلى 332 ق.م).
وكان كل حاكم يضيف جديدا إلى تلك المعابد "تقربا إلى الآلهة، ورغبة في الخلود والحصول على شهرة كبيرة بين أفراد الشعب"، وامتد تشييدها نحو ألفي عام، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (رسمية).
وفي تلك البقعة التاريخية، تجتمع معابد وآثار فرعونية عديدة ومتنوعة، منها معبد "آمون رع" (إله بالمعتقد المصري القديم)، وتماثيل ومسلات.
وتبلغ المساحة الكلية لمعابد الكرنك 247 فدانا، بينها 46 فدانا هي مساحة معبد آمون، وتقدم وزارة الآثار والسياحة بداخلها عروضا بالصوت والضوء تروي قصتها بلغات عديدة.
** قصر قارون
أما في محافظة الفيوم (وسط)، ووسط حضور أعداد محدودة، فلم تكتمل الأحد ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون؛ إذ حجتها غيوم.
وقال مدير عام آثار الفيوم السابق سيد الشورة للأناضول إنه توجد فترة زمنية متعارفة عليها، وهي 25 دقيقة، يتم فيها سنويا رصد ظاهرة تعامد الشمس، وهي تبدأ من 6:45 صباحا (4:45 ت.غ).
واستدرك: لكن هذا العام حجبت الغيوم تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، ولم تشهد المقصورة سوى شعاع خفيف في آخر 5 دقائق، وبالتالي لم تكتمل.
ولفت إلى أن هذه المرة الثانية التي لا تكتمل فيها ظاهرة تعامد الشمس على المعبد منذ بدء الاحتفال بالظاهرة في 2012، إذ حجت الغيوم أيضا التعامد عام 2017.
ومعبد قصر قارون بُني في العصر اليوناني الروماني (323 ـ 31 ق.م) ويضم نحو 100 حجرة أثرية كانت تستخدم في تخزين الغلال والمحاصيل الزراعية.
وفي الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حظيت مصر باهتمام إعلامي واسع ومكثف في أنحاء العالم، بفضل افتتاحها الرسمي للمتحف المصري الكبير.
ويوجد المتحف بمحافظة الجيرة (غرب القاهرة)، ويطل على أهراماتها الثلاث الشهيرة، ويعد أحد أكبر المجمعات الأثرية بالعالم، إذ يمتد على مساحة 490 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية.






