"سدنة الكعبة المشرفة".. أول كتاب بالتركية عن قصة تشريف وتكليف نبوية

12:5421/12/2025, Sunday
تحديث: 21/12/2025, Sunday
الأناضول
"سدنة الكعبة المشرفة".. أول كتاب بالتركية عن قصة تشريف وتكليف نبوية
"سدنة الكعبة المشرفة".. أول كتاب بالتركية عن قصة تشريف وتكليف نبوية

- معرض إسطنبول الدولي للكتاب شهد حفل توقيع كتاب "سدنة الكعبة المشرفة" لمؤلفه يوسف أكبي - الكتاب يتناول قصة "آل شيبة" وتوارثهم مفاتيح الكعبة المشرفة منذ ما قبل الإسلام ثم دفع النبي محمد بهذه المهمة إلى عثمان بن طلحة يوم فتح مكة - في العهد العثماني أُطلق على حامل مفاتيح الكعبة لقب "مفتاح دار" واعتبر السلاطين العثمانيون "آل شيبة" شركاء في شرف "خدمة الحرمين الشريفين"


من قلب معرض إسطنبول الدولي للكتاب يكشف كتاب "سدنة الكعبة المشرفة" أسرار أمانة مفاتيح "البيت العتيق" في مدينة مكة المكرمة التي يحملها ويتوارثها "آل شيبة" منذ عهد الجاهلية وحتى يومنا هذا.

الكتاب، وهو الأول من نوعه باللغة التركية، ليس مجرد سرد تاريخي، فهو يروي تفاصيل مقدسة مهمة تتقاطع فيها وثائق نادرة مع مشاهد مهيبة.

وجرى توقيع الكتاب ضمن فعاليات معرض إسطنبول الدولي للكتاب، بين 13 و21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وهو يفتح نافذة على الإجلال الذي أحاط بسدنة الكعبة عبر العصور.

ويطلع مؤلفه يوسف أكبي قراء التركية على تفاصيل تاريخية لسدانة الكعبة منذ الجاهلية، بداية من عهد قُصَي بن كِلاب (الجد الرابع للنبي محمد)، عندما أسند إلى أكبر أبنائه عبد الدار شرف "الحجابة" أو السدانة، وهي حمل مفاتيح الكعبة، لتكون له رياسة ومكانة بين إخوته.

كما يسرد تفاصيل قصة "سدانة البيت العتيق" منذ لحظاتها الأولى في صدر الإسلام، موثقا المشهد المهيب يوم فتح مكة (سنة 8 هجرية).

حينها دفع النبي الكريم مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة (من بني شيبة)، وأعلن دستور هذه المهمة المقدسة بقوله: "خذوها يا بني طلحة (الحجابة) خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم".

وبدقة، يتتبع المؤلف مسيرة مفاتيح الكعبة عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، موضحا أن سدانة الكعبة لم تكن مجرد وظيفة إدارية، بل كانت "ولاية شرعية" حظيت باحترام الخلفاء والأمراء في العصور الإسلامية كافة.

** "مفتاح دار"

الكتاب يفرد مساحة واسعة لمكانة سدنة الكعبة المشرفة خلال العهد العثماني، والذي أُطلق فيه على حامل مفاتيح الكعبة لقب "مفتاح دار".

ويروي المؤلف تفاصيل الإجلال التي كان السلاطين العثمانيون يخصون به "آل شيبة"، حيث كان يُنظر إليهم كشركاء في شرف "خدمة الحرمين الشريفين".

واستهل المؤلف، ‎المتخصص في تاريخ مكة والمشاعر المقدسة، حديثه مع الأناضول بالإشارة إلى سبب نزول آية "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا". (سورة النساء/ الآية 58).

وقال أكبي "إنّ هذه الآية المباركة من سورة النساء نزلت بحق مفاتيح الكعبة، وهي الآية الوحيدة التي نزلت في جوف الكعبة، بعد أن كلف رسول الله بهذه الوظيفة (سدانة الكعبة) سيدنا عثمان بن طلحة".

** الأول بالتركية

وعن فكرة تأليفه الكتاب، قال أكبي إنها راودته حين كان يؤدي مناسك العمرة، ولقائه بأفراد من "آل شيبة"، مضيفا أنه اعتمد في تأليفه على الوثائق التاريخية العربية والأرشيف العثماني.

واستقى أكبي الكثير من معلوماته مباشرة من الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي (توفي عام 2024)، وكان سادنَ الكعبة المشرَّفة الـ109 منذ قُصَي بن كِلاب، والـ77 منذ فتح مكة، وكذلك من ابنه ووكيله عبد الرحمن الشيبي.

و"سدنة الكعبة المشرفة" هو أول كتاب باللغة التركية يتحدث عن تاريخ "آل شيبة"، بحسب أكبي.

وتابع أن "العديد من الأتراك يصابون بالدهشة عندما يسمعون بقصة "آل شيبة" وحملهم أمانة مفاتيح الكعبة منذ الجاهلية، وبتشريف الرسول الكريم لهم بهذه الأمانة وحملها حتى يومنا هذا".

وختم أكبي بأن كتابه تُرجم إلى اللغة العربية، وسيكون قريبا على رفوف المكتبات العربية.

#سدنة الكعبة المشرفة
#يوسف أكبي
#مفاتيح الكعبة