
نسج سجادة حرير يدوية بمساحة متوسطة "4 أمتار مربعة" يستغرق نحو عام كامل...
تعتبر المنتجات الحريرية التقليدية العريقة واحدة من أبرز سمات مدينة سمرقند الأوزبكية، التي تعد أحد المواقع الرئيسية على طريق الحرير التاريخي.
وتتجلى قيمة الجهد المبذول في هذه الحرفة من خلال سجاد الحرير اليدوي الذي يستغرق نسجه عاما كاملا على الأقل.
عُرفت سمرقند تاريخيا بأنها مركز للعلم والثقافة، واشتهرت بشكل خاص بنسج الحرير، ويحرص السياح الذين يزورون المدينة على التجول في الأماكن التي يُنتج ويباع فيها السجاد والمنتجات الحريرية المتنوعة.
ويعد "مصنع سمرقند بخارى للسجاد الحريري" من أشهر الوجهات السياحية، حيث يمكن للزوار مشاهدة مراحل نسج السجاد والتعرف عليها، بالإضافة إلى إمكانية شراء السجاد أو المنتجات الحريرية الأخرى.
ويُنسج السجاد في المصنع باستخدام الحرير والصوف فقط، وتُستخدم مواد طبيعية لتلوينها، وتستغرق عملية الصباغة ما بين 20 دقيقة إلى ساعة كاملة بناء على المادة المستخدمة.
قبل البدء بالنسج، يتم إعداد "رسم تخطيطي"، حيث تمثل كل نقطة في الرسم عقدة واحدة في السجادة، ويتم تحديد عدد العقد وألوانها وأماكنها بدقة بناء على هذا المخطط.
ويستغرق نسج سجادة بمساحة متوسطة "4 أمتار مربعة" نحو عام كامل.
ويحتوي الصف الواحد في سجادة بالحجم المذكور على ألف و145 عقدة، وكلما زاد عدد العقد في السجادة الحريرية، ارتفعت قيمتها الفنية والمادية.
وتوجد طرق تقليدية للتحقق من أن السجاد مصنوع يدويا من الحرير الطبيعي، منها الملمس واللون وشكل العقد.
وفي حديث للأناضول، قال محمد نبي سوات توردي، ابن أحد مؤسسي المصنع، إن أسرته توارثت مهنة صناعة السجاد لخمسة أجيال.
وأشار إلى أن المصنع الذي تأسس عام 1991، يعمل فيه حاليا حوالي 450 عاملا.
وذكر أن الأسرار الكاملة لصبغ الحرير والصوف لا يمتلكها إلا والده البالغ من العمر 85 عاما.
وأضاف: "أنا أعرف 60 بالمئة فقط من أسرار هذه العملية. والدي يمازحني قائلا: لا زلت شابا يا بني، لديك متسع من الوقت لتعلم الـ40 بالمئة المتبقية".






