اليمن.. قوات إماراتية تبدأ الانسحاب و"الانتقالي" يحشد طالبا الانفصال

مع انقضاء مهلة 24 ساعة حددها رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي لانسحاب قوات الإمارات من بلاده، تتحدث تقارير عن بدء الإمارات سحب قوات تابعة لها في أكثر من منطقة باليمن، بينما حشد المجلس الانتقالي الجنوبي العديد من أنصاره في محافظة شبوة النفطية جنوب شرقي البلاد طلبا للانفصال.

وصباح الثلاثاء، أعلن العليمي فرض حالة الطوارئ في البلاد مدة 90 يوما قابلة للتجديد، في إطار مساعيه لمواجهة ما سماه "محاولات تقسيم الجمهورية"، وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات بما يفضي إلى خروج كافة قواتها من أراضيه خلال 24 ساعة.

وتوالت هذه التطورات مع إصرار المجلس الانتقالي الذي يطالب بانفصال جنوبي اليمن عن شماله، على عدم الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة اللتين تشكلان نحو نصف مساحة اليمن (حوالي 555 ألف كيلومتر مربع) منذ سيطرته عليها أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري، رغم دعوات محلية وإقليمية للانسحاب.

وتفاقم التوتر بالبلد العربي بشكل لافت منذ صباح الثلاثاء، إذ أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، أنه قصف جوا عربات قتالية بعد وصولها من ميناء الفجيرة الإماراتي على متن سفينتين إلى ميناء المكلا بمحافظة حضرموت الخاضع لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وبعدها قالت السعودية، إن أمنها الوطني "خط أحمر"، وإن "الإمارات دفعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ عمليات عسكرية" على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.

وردت الإمارات بأن الأسلحة كانت مشحونة لقواتها باليمن، ونفت ما قالت إنها "ادعاءات" بشأن توجيهها طرفا يمنيا لتنفيذ عمليات عسكرية تمس أمن السعودية، مشددة على حرصها على أمن المملكة.

​ولاحقا، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية إنهاء مهام "ما تبقى من فرقها لمكافحة الإرهاب في اليمن"، وأنها أنهت بالعام 2019 وجودها العسكري، ضمن تحالف دعم الشرعية.

** أنباء الانسحاب

وصرح محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، الأربعاء، بأن "القوات التابعة للإمارات بدأت فعلياً الانسحاب من جميع المواقع التي كانت تتمركز فيها، سواء في حضرموت أو شبوة شرقي اليمن".

وأفاد الخنبشي بأن "صفارات الإنذار دوَّت، مساء الثلاثاء، بمطار الريان (بمدينة المكلا)، تمهيداً لسحب القوات الإماراتية الموجودة هناك".

وأشار إلى أن "قوات إماراتية أخرى انسحبت أيضاً من منطقة بلحاف في محافظة شبوة".

ولفت المسؤول اليمني إلى أن "للإمارات وجوداً محدوداً في منطقتي الربوة والضبة بحضرموت بأعداد قليلة، ويقتصر على خبراء وقادة يتولون الإشراف على قوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي".

وحتى الساعة 11:30 (ت.غ)، لم يصدر تعليق رسمي من الإمارات أو المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن تصريحات محافظ حضرموت.

** مطالبات بالانفصال

وفي السياق، شهدت مدينة عَتَق عاصمة محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي مظاهرة حاشدة، الأربعاء، تدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.

ووفق مراسل الأناضول، رفع المتظاهرون علم جمهورية اليمن الديمقراطية التي كانت قائمة جنوب اليمن قبل الوحدة، في إشارة إلى المطالبة بالانفصال وإعادة الأوضاع إلى قبل تحقيق الوحدة.

كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "ندعو المجتمع الدولي والإقليمي إلى احترام إرادة شعب الجنوب وتضحياته الجسام".

وصدر بيان عن المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للمظاهرة تحت عنوان "مليونية شبوة"، قال فيه إن "مشروع استعادة وبناء دولة الجنوب العربي كاملة السيادة، بحدودها التاريخية المتعارف عليها دوليًا، بات خيارًا وطنيًا جامعًا غير قابل للتراجع أو التفاوض أو أنصاف الحلول".

وأدان البيان ما أسماها "القرارات الانفرادية" الصادرة عن العليمي، واعتبرها "تمثل إعلان حرب على الجنوب".

وثمة رفض يمني وإقليمي ودولي واسع لدعوات المجلس الانتقالي إلى انفصال جنوبي اليمن عن شماله.

لكن "الانتقالي الجنوبي" يصر على خيار الانفصال، واعتبر نائب رئيس المجلس أحمد سعيد بن بريك، في بيان أمس الثلاثاء، أن "إعلان دولة الجنوب العربي بات أقرب من أي وقت مضى".

ويقول المجلس الانتقالي إن الحكومات المتعاقبة همّشت المناطق الجنوبية سياسيا واقتصاديا، ويطالب بانفصالها، وهو ما تنفيه السلطات اليمنية التي تؤكد تمسكها بوحدة البلاد.

وفي 22 مايو/ أيار 1990، توحدت الجمهورية العربية اليمنية (شمال) مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب) لتشكيل الجمهورية اليمنية.