كان محمود جوشكونصو قد جاء من أذربيجان إلى إسطنبول. ظلّ على جسرالبوسفور حتى الصباح يحمل الجرحى على ظهرة أثناء محاولة الانقلاب لمنظمة غولن.
خرج محمود جوشكونصو للشارع يوم 15 يوليو/تموز بمجرد أن علم بالأحداث من أجل وطنه، وأمته. علم جوشكونصو الذي توضأ وذهب الى كيسكلي أنّ رئيس الجمهورية أردوغان سيأتي للمطار. ظل جوشكونصو الذي خرج في طريقه للمطار، والذي وجد الانقلابيين في طريقه على جسر البوسفور، يساعد المصابين هناك حتى صباح يوم 16 يوليو/تموز. أصابت إحدى الطلقات التي أطلقها العساكر الخونة على المواطنين بدون رحمة جوشكونصو. أصابت الرصاصة التي قيل أنها خرجت من بندقية G3 رقبة محمود جوشكونصو. قيل أن محمود جوشكونصو الذي دخل المستشفى في الساعة 06:55 كان قد استشهد من قبلها بمدة.
كان يقول لأردوغان "أبي"
كان جوشكونصو الذي كان معروفًا بحبه لأردوغان وأنه كان يطلق عليه كلمة "أبي" يحاول المشاركة في كل المؤتمرات التي يتواجد فيها أردوغان، وكان قادمًا من أذربيجان التي يعيش فيها ابنه. كان رجل الأعمال ذو الثلاثة والأربعون عامًا يعمل في مجال الإنشاءات. كان جوشكونصو الذي لديه مصنع لتشكيل الحديد متزوجًا من الآذرية نيغار جوشكونصو. لدى جوشكونصو الذي تعود أصوله لولاية غيراسون ابن يبلغ خمسة أشهر من عمره.
"لن يتمكن ابني من قول كلمة أبي"
قالت زوجته "أشعر بالفخر بزوجي، ولكن ابني لن يتمكن من قول كلمة أبي طوال حياته. وهذا مايحزنني". وأكملت حديثها بهذا الشكل "كنا قد جئنا من أجل عيد الفطر. كنا سنعود لباكو يوم 20 يوليو/تموز. ذهب زوجي في تلك الليلة إلى كيسكلي وكأنه ذاهب لاجتماع. كان يحب طيب أردوغان جدًا، وكان يقول له "أبي". كان يأتي من باكو لحضور كلّ اجتماعات ونشاطات أردوغان. لم يكن يفوّت واحدة منها. وأخذني أيضًا للكثير من الاجتماعات. كان حبّ الوطن والرئيس داخله كبير جدًا. علم بمحاولة جنود منظمة غولن الانقلابية وهو في طريق عودته من زيارة عائلية. تركنا في منزلنا في عمرانية، وتوضأ وأسرع نحو كيسكلي. كان معه زوج أخته مراد جيوان. وبحسب ما قاله فقد كان يحمل المصابين للمستشفيات حتى الصباح. جعل نفسه درع حماية للناس. أشعر بالفخر به. ولكن ابني لن يتمكن من قول كلمة أبي طوال حياته. وهذا مايحزنني".
دُفن الشهيد محمود جوشكونصو يوم 17 يوليو/تموز في مقابر كاراجا أحمد في إسطنبول.
تمّ إطلاق اسم الشهيد على مدرسة إعدادية في عمرانية باسطنبول.