إسرائيل قد تشن هجومًا على دمشق لحماية تنظيم بي كي كي/واي بي جي.. عندما نركز اهتمامنا هناك ستتحرر شرق الفرات.. ينبغي التحرك بسرعة

07:027/01/2025, منگل
تحديث: 7/01/2025, منگل
إبراهيم قراغول

إذا لم يتم تطهير شرق الفرات بسرعة، فإن المنطقة بأكملها ستعود إلى حالة عدم الاستقرار التي عاشتها سابقًا. سوف تستأنف الأحداث من حيث توقفت: ستُقسَّم سوريا، وسيؤدي هذا التقسيم إلى تمزيق العراق بشكل كامل هذه المرة، كما ستُفتح جبهة رئيسية ضد تركيا. إذا لم تتحرك تركيا لتطهير شرق الفرات، ولم يتم تحقيق وحدة الأراضي السورية، فقد تجد نفسها أمام خطر فقدان كل مكتسباتها الإقليمية في لحظة واحدة. الإدارة السورية الجديدة تواجه تحديات جسيمة لكنها قادرة على التغلب عليها تخوض الإدارة السورية الجديدة معركة معقدة تشمل

إذا لم يتم تطهير شرق الفرات بسرعة، فإن المنطقة بأكملها ستعود إلى حالة عدم الاستقرار التي عاشتها سابقًا. سوف تستأنف الأحداث من حيث توقفت: ستُقسَّم سوريا، وسيؤدي هذا التقسيم إلى تمزيق العراق بشكل كامل هذه المرة، كما ستُفتح جبهة رئيسية ضد تركيا. إذا لم تتحرك تركيا لتطهير شرق الفرات، ولم يتم تحقيق وحدة الأراضي السورية، فقد تجد نفسها أمام خطر فقدان كل مكتسباتها الإقليمية في لحظة واحدة.


الإدارة السورية الجديدة تواجه تحديات جسيمة لكنها قادرة على التغلب عليها


تخوض الإدارة السورية الجديدة معركة معقدة تشمل مواجهة بقايا النظام السابق، والعناصر الإيرانية، بالإضافة إلى تنظيم "واي بي جي/بي كي كي" الإرهابي.

كما تعمل على إعادة بناء الدولة من خلال تأسيس جيش سوري موحد، وتحديد نظام حكم، وصياغة دستور جديد، وتنظيم المؤسسات، وحل الأزمات الاقتصادية، وإعادة إعمار دولة تعرضت لتدمير شبه كامل.

تخضع هذه الإدارة لاختبار شديد الصعوبة، قد يكون التعامل مع تحديات مشابهة أمرًا معقدًا حتى بالنسبة للأنظمة السياسية المستقرة. لذلك، يتطلب الوضع حلولًا استثنائية لأزمات غير عادية. يعدّ الدعم السياسي والاقتصادي من دول الخليج العربي أمرًا بالغ الأهمية، إذ يجب على هذه الدول إدراك أن تحقيق الاستقرار الإقليمي يمر عبر استقرار سوريا.


ورغم التحديات الكبرى التي تواجهها، يبقى تجاوزها أمرًا ممكنًا. فالإدارة السورية تُبدي تصميمًا واضحًا وتعمل بخطوات مدروسة وحكيمة في هذا الإطار. ومع ذلك، يظل التساؤل قائمًا: هل ستبرز تهديدات جديدة في أكثر لحظات هذه الإدارة ضعفًا؟


هل نحن أمام حرب تركية-إسرائيلية؟

إذا كان الأمر كذلك، فيجب مواجهة إسرائيل في شرق الفرات


في ظل هذه الأجواء، زادت وسائل الإعلام الإسرائيلية من نشر تقارير تحمل تهديدات واضحة، مثل: "سياسة أردوغان تجاه سوريا قد تدفع إسرائيل وتركيا نحو مواجهة مباشرة لم يشهدها التاريخ من قبل."


يأتي هذا التصعيد الإعلامي في وقت تبذل فيه تركيا جهودًا لتوحيد سوريا، في حين تواصل إسرائيل سعيها لتحقيق مخططات احتلالية. ورغم خطورة تهديدات إسرائيل، إلا أنها في الوقت ذاته تكشف عن هواجسها الحقيقية. ومع ذلك، أصبح من الواضح للجميع ما يمكن لإسرائيل الإقدام عليه بعد ارتكابها الإبادة الجماعية في غزة.

لهذا السبب، تُعد الأولوية القصوى هي منع إسرائيل وتنظيم "واي بي جي" الإرهابي من كسب المزيد من الوقت. وتبدأ المواجهة مع إسرائيل من شرق الفرات، حيث تتقاطع مصالحها تمامًا مع الوضع في تلك المنطقة. استهداف تنظيم "واي بي جي" يعني ضرب مصالح إسرائيل، وتفكيك هذا التنظيم يعني إخراج إسرائيل من المشهد السوري.


يدرك الأعداء حجم التحديات التي تواجهها الإدارة السورية الجديدة، ويسعون لإلهاء تركيا وتأخير تحركاتها لتحقيق أهدافهم. ولهذا السبب، يجب أن تكون حالة التأهب القصوى جزءًا من استراتيجية تركيا في هذه المرحلة.


قاعدة هجوم تستهدف المنطقة بأكملها


الوضع القائم (الستاتيكو) المزمع إنشاؤه في شرق الفرات سيحوّل هذه المنطقة إلى بؤرة إرهابية وقاعدة للتدخلات التي تستهدف كامل الجغرافيا الإقليمية. ستصبح منطقة محصنة لا يمكن المساس بها، وستتحول إلى أحد المعاقل الرئيسية للولايات المتحدة وأوروبا.


لا ينبغي أن ننسى أن السبب الرئيسي للحرب السورية كان هذا "الستاتيكو" الذي يسعون الآن لإقامته شرق الفرات. كان المخطط يشمل ربط هذه المنطقة بالبحر الأبيض المتوسط، محاصرة كامل الحدود الجنوبية لتركيا، ومد الخريطة حتى الحدود الإيرانية. لكن التدخلات التركية أجهضت هذا المخطط، حيث تلقى المشروع ضربة قوية مع انتصار دمشق، وأُغلق الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط، وأصبح المشروع طي النسيان.


إسرائيل قد تهاجم دمشق لحماية تنظيم بي كي كي وقد تحتل الأراضي


رغم الضربات التي تعرض لها مخططهم، إلا أنهم لم يتراجعوا ولن يتراجعوا. إذا لم يكتمل الانتصار في دمشق، فإنهم سيستغلون الفرصة مجددًا، وسيتوسع مشروع التقسيم والضعف خطوة بخطوة.


مسألة التقسيم ليست بالصعوبة التي نتخيلها. سيتم استغلال التنوع الطائفي من الدروز إلى العلويين، بدعم من أوروبا والولايات المتحدة، لتأجيج الصراعات في هذه المناطق. وهكذا ستصبح خريطة التقسيم الفعلي لسوريا أكثر وضوحًا.

الأخطر من ذلك هو احتمال أن تقدم إسرائيل على احتلال دمشق بهدف تأمين شرق الفرات، ومنح تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي مساحة للتنفس واستعادة قوته. يمكن أن يتم دفعهم من قبل المخططين لهذا السيناريو لمنع اكتمال وحدة الأراضي السورية، ولإبقاء تنظيم بي كي كي/واي بي جي قوة قائمة في المنطقة.

أعيننا تتوجه نحو القدس وهم يدركون ذلك جيدًا

تدرك إسرائيل تمامًا أنه بمجرد تحقيق وحدة الأراضي السورية، وتعزيز التكامل الاقتصادي والأمني بين سوريا وتركيا ولبنان، ستتجه كل الأنظار نحو قضية فلسطين والقدس. ولهذا السبب، قبل أن تصل الأمور إلى هذه النقطة، ستقوم إسرائيل بمحاولات غير متوقعة في سوريا.

إيران أيضًا، بفعل خسارتها في سوريا، قد تدعم هذه الفوضى بشكل كبير. فمن المتوقع أن تقدم دعمًا لتنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي، وتحرك أنصار النظام السابق، وتستغل الهويات الطائفية لاستفزاز فئات من المجتمع.


وفي ظل اقتراب إسرائيل إلى مسافة ثلاثين أو أربعين كيلومترًا من العاصمة دمشق، فإن مثل هذا الهجوم قد يدفع كلًّا من الحكومة السورية وتركيا إلى التركيز على مواجهة هذا التهديد. وبهذا سيحصل تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي على بيئة مريحة تُعزز من قوته بشكل كبير.


لن يتخلوا عن السلاح


علينا مواجهة الحقيقة: تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي في سوريا لن يتخلى عن السلاح. لا السياسة ولا المفاوضات ستجبرهم على تركه. سيستغلون عامل الوقت لجعل المشكلة مزمنة ومستعصية. وإذا أمكنهم، سيحاولون فرض وساطة دولية، وقد يسعون لتحقيق ذلك من خلال دمشق. لكن هذا المسار سيكون بمثابة انتحار سياسي بالنسبة لتركيا.

الحقيقة الواضحة أنهم لن يتخلوا عن السلاح إلا تحت ضغط القوة. المسألة لم تعد تتعلق بالسلام أو المصالحة، بل أصبحت صراعًا يدور حول توازن القوى وحساباتها.


الفرص التاريخية لا تُدار بالتمنيات


الفرص التاريخية لا يمكن أن تُترك للتمنيات أو الآمال. تركيا، التي بلغت في هذه المرحلة ذروة قوتها منذ العهد العثماني، وحققت نفوذًا يتجاوز حدودها الجغرافية إلى آفاق أوسع، لا يجب أن تصبح ضحية لمناورات تنظيم أو القوى الداعمة له وألاعيبها السياسية.

تاريخ يمتد لألف عام، وحكمة مستمدة من التجربة والجغرافيا، لا ينبغي أن تتحول إلى لعبة في أيدي تنظيم محدود الرؤية والتأثير.


#إسرائيل
#بي كي كي الإرهابي
#تركيا
#حكومة دمشق الجديدة
#سوريا
#شرق الفرات