دخل آخر ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة، بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، السباق لتبرئة أنفسهم من خلال الغزو الروسي لأوكرانيا. يحاولون تسليط الضوء على جرائم الحرب التي ارتكبها بوتين وينسون ماضيهم الدموي.تكثف المؤسسات ووسائل الإعلام الغربية قوتها الكاملة على روسيا، وبهذه الطريقة تحاول أن تمحو من أذهاننا ما شهدناه قبل بضع سنوات، إذ تتستر على احتلالها ونهبها الذي دمر جغرافيتنا وبلداننا ومدننا، كما لو كان حدثًا ما قبل التاريخ."إبادة المسلمين"و "الحروب الصليبية"أليست خطتكم؟يدعو الغرب سكان المدن،
دخل آخر ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة، بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، السباق لتبرئة أنفسهم من خلال الغزو الروسي لأوكرانيا. يحاولون تسليط الضوء على جرائم الحرب التي ارتكبها بوتين وينسون ماضيهم الدموي.
تكثف المؤسسات ووسائل الإعلام الغربية قوتها الكاملة على روسيا، وبهذه الطريقة تحاول أن تمحو من أذهاننا ما شهدناه قبل بضع سنوات، إذ تتستر على احتلالها ونهبها الذي دمر جغرافيتنا وبلداننا ومدننا، كما لو كان حدثًا ما قبل التاريخ.
"إبادة المسلمين"
و "الحروب الصليبية"
أليست خطتكم؟
يدعو الغرب سكان المدن، التي أغرقوها بالدماء، وبالتحديد نحن، إلى الدفاع عن الغرب ضد روسيا.
هاجم هؤلاء الرؤساء الأمريكيون الثلاثة، تسع دول خلال فترة ولايتهم. معظمهم دمر كل المدن ولم يبقوا فيها حجر على حجر. قتلوا ما لا يقل عن 10 ملايين شخص. وجميعهم كانوا مسلمين.
ولم يترددوا في تسمية احتلال الدول الإسلامية بـ "الحروب الصليبية". مارسوا نوعًا من "الإبادة الجماعية للمسلمين"، من أفغانستان إلى ليبيا، ومن العراق إلى الصومال.
عالم بايدن، كان سيدعو إلى الحرب ضد تركيا!
لقد أظهروا مثل هذه الأمثلة على الوحشية. وأقاموا مراكز تعذيب سرية في خمسة وثلاثين بلدًا حول العالم. وبادلوا السجناء بطائرات وكالة المخابرات المركزية. لقد استخدموا الذبح والتعذيب كطقوس وكواجب ديني.
لقد عملوا على تدمير العالم الإسلامي والجغرافيا الإسلامية في القرن الحادي والعشرين. أعلنوا "تعبئة عالمية" ضد الإسلام. لقد قاموا بتسويقها على أنها "محاربة الإرهاب".
لو لم تحدث الحرب الروسية الأوكرانية، لكان بايدن قد هاجم دولة مسلمة واحدة على الأقل. ربما كان سيدعو الغرب كله إلى تركيع تركيا. وربما كان سيخوض معركة ضد تركيا تكون حاسمة وأخيرة للهجوم الغربي على العالم الإسلامي. وكانوا دائمًا يشيرون إلى ذلك ليلة الانقلاب الفاشلة 15 يوليو/تموز وما بعدها.
جر المسلمين ليكونوا جبهة ضد روسيا.
هل أصبحت روسيا سيئة الآن؟
شعرت الآن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لأول مرة بنشوب حرب على حدود أوروبا. وحاولوا بلا خجل وضع تركيا في مواجهة روسيا. وحثوا الدول الإسلامية على اتخاذ موقف ضد روسيا. أرادوا أن يضعونا جميعًا على خط الجبهة بغاية الدفاع عن أنفسهم. وبقيامهم بذلك، أظهروا وقاحة نسيان ما فعلوه قبل بضع سنوات.
لا شيء يمكن أن يبرر احتلال روسيا لأوكرانيا. ولا يمكن تصنيف هذا الاحتلال على أنه طبيعي بدافع أن الغرب يقوم بهجمات قذرة ودموية. إن مجازر روسيا التي قامت بها في سوريا واضحة.
المذابح والفظائع التي ارتكبتها روسيا ضد الغالبية العظمى من الشعب السوري لا تختلف عن مذابح الغرب في العراق. إن حقيقة أن روسيا "سيئة الآن"، وأنها كانت "جيدة" في تدمير سوريا، ليست أكثر من نفاق يجعلنا نعيد حساباتنا في ثقتنا مرة أخرى بالولايات المتحدة وأوروبا.
نحن لن ننسى!
وهنا أمر قاطع: لا ينبغي لهذه الجغرافيا أبدًا أن تطلق رصاصةً واحدةً من أجل الدفاع عن الغرب وأوروبا. سجن أبو غريب لا يُنسى. ما عاشته بغداد وكابل لا يُنسى. لا يمكن نسيان صور السجناء الذين قُيدت أيديهم ووُضع فوق رؤوسهم أكياس مخدرة.
لا يمكن نسيان المعاناة والعار الذي لحق بالمدن الإسلامية، والتي تعد كل منها أقدم من تاريخ الدول الغربية بأسره. لن يُنسى أبدًا غضب الناس الذين أُهينت كرامتهم وتنهدات النساء والأطفال.
لا يمكن أن تكون ممسوحة من ذاكرتنا غطرسة الغرب وأنانيته ووحشيته، ونهبه، وعدوانه على حضارة وهوية البلدان المسلمة ولا يمكن التستر على محاولات تدمير المسلمين وبلدانهم، في العقود الثلاثة الماضية.
تركيا علمت العالم شيئًا
لماذا؟
لأنهم في أول فرصة تسنح لهم، سيرغبون في فعل الشيء نفسه مرة أخرى ويحاولون مهاجمة بلد مسلم آخر. دع الحرب الروسية الأوكرانية تنتهي، وسيعودون إلى البلدان الإسلامية التي يطلبون المساعدة منها اليوم. سيحاولون مرة أخرى ممارسة أشد أشكال العنصرية في المدن المسلمة، التي مارسوها حتى في أزمة أوكرانيا.
لقد علمت تركيا العالم شيئًا واحدًا وهو الابتعاد عن الغرب، حيث كانت تركيا تُؤمن نفسها من خلال الخروج من تحت سيطرة الغرب. كانت تستطيع أن تصعد إلى القمر دون أن تكون عبدًا للغرب. كانت تستطيع أن تصبح دولة عظيمة بدون حمايتهم. في الواقع ، كان الخروج من تحت السيطرة الغربية أمرًا ضروريًا لهذا الغرض.
بالأمس " أردوغان عدو الغرب"
اليوم" أنقذنا يا أردوغان"
عندما تعرضت الحدود الأوروبية للتهديد نسوا غطرستهم. وطرقوا باب أردوغان، الذي حاولوا الإطاحة به والتخلص منه عبر الاغتيالات بالأمس ، وطرقوا باب تركيا، التي حاولوا بالأمس تدميرها.
حاول الغرب وضع تركيا في مواجهة روسيا، محاولة منهم لحماية أنفسهم. بدأوا يقولون: "ليكن أردوغان وسيطًا، وسننقذ أوروبا من هذا التهديد". بدأت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بالإشادة بالرجل الذي وصفوه بالأمس بأنه "ديكتاتور" وتحول إلى صورة كاريكاتورية شريرة.
نعم ، هذا لصحالنا. لكننا لن نثق بكم أبدًا. وسنرى ذلك في الخطوة القادمة.
عندما قطعت روسيا الغاز ، بدأ الغرب في التسول وطرق أبواب إيران وفنزويلا والمملكة العربية السعودية وقطر. وعندما استبعدوا تركيا في البحر الأبيض المتوسط، بدأوا يقولون: "دعونا نمرر غاز البحر الأبيض المتوسط عبر تركيا".
لتنتهي الحرب
سيعودون إلى تركيا على الفور!
لكن لا تصدقوا، إذا اتفقت روسيا وأوكرانيا على حل بوساطة أردوغان، سيعودون إلينا على الفور. سيأخذون الأسلحة التي تركوها وراءهم ويحاولون الإطاحة بأردوغان من الخارج ومن الداخل وينسون كل الوعود التي قطعوها اليوم.
لكن فشلت مشاريع الدمار الغربية ضد العالم الإسلامي وتركيا، ومن الأفضل أن يقبلوا ذلك. من الآن فصاعدًا لا يمكنهم فعل أي شيء سوى الدفاع عن أنفسهم.
انظر إلى الخريطة، أين الغرب، أين العالم؟ لا توجد أمة واحدة على الأرض إلا ومسها شيئًا من شر الغرب. إن ذاكرة الأمم قوة عظمى. وهذه الذاكرة تدفع الغرب الآن إلى حافة العالم.
لا يمكن رسم الخريطة بدون تركيا.
لا يمكن تشكيل العالم بدون تركيا..
ستتم إعادة تشكيل تقاسم القوة على الصعيد العالمي وفقًا لهذا الوضع الجديد. وسواء أراد الغرب ذلك أم لا ، وسواء أرادته روسيا أم لا ، فسيتم تسليم حق تركيا. لقد انتقلنا من "لا يمكن رسم خريطة بدون تركيا" إلى "لا يمكن إقامة نظام عالمي بدون تركيا" في الجغرافيا.
إذا تحقق السلام سيكون بجهود الرئيس أردوغان. وستكون هذه الخدمة الأكبر، وربما الأخيرة والكبيرة، التي تقدمها تركيا لأوروبا. من الآن فصاعدًا، سيرون فائدة صداقتهم وضرر عداوتهم.
علاقات الالتزام مع الولايات المتحدة الأمريكية، الناتو، الاتحاد الأوروبي، المؤسسات الغربية، لا يمكن لأي منها أن يجعل تركيا "درعًا" للدفاع عن أوروبا. هم فقط بحاجة لفهم ذلك.
هكذا سيتغير محور العالم
لقد عاد عقل تركيا وعقل إمبراطورياتها. وسيتعين على كل من في الخارج والداخل القيام بحساباتهم وفقًا لذلك.
وهذا هو أهم حدث سيغير محور العالم في القرن الحادي والعشرين! أولئك الذين يفهمون مبكرًا يفتحون أبواب المستقبل.
في هذه الحالة لن تطلق تركيا رصاصة واحدة للدفاع عن أوروبا. ليدافعوا عن أنفسهم. لقد اكتفينا بذكرى الثلاثين سنة الماضية. وتراكمت لدينا آلاف السنين من الخبرات.