
الرئيس التركي أكد أنه "لا يمكن لأحد أن يلتزم الصامت إزاء مشاهد الوحشية التي يموت فيها الأطفال الأبرياء من الجوع ويطلق الرصاص عمدا على المدنيين المتجمعين لتلقي المساعدات الغذائية" بغزة
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بردود الفعل الإنسانية المتصاعدة من أوروبا إزاء جرائم إسرائيل في غزة، مرحّبا "بكل خطوة تُتخذ نحو الاعتراف بدولة فلسطين".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس أردوغان، مع نظيره الغابوني بريس كلوتير أوليغي نغوما، في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان، إنه بحث خلال لقائه مع نغوما، الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وأشار إلى أن "تضامن أشقائنا الأفارقة مع الشعب الفلسطيني أمر معروف للجميع".
وشدد أردوغان، على أن "القارة الإفريقية من بين المناطق التي صدرت منها ردود الفعل الأكثر وضوحا ضد سياسة المجازر التي تمارسها إسرائيل في غزة منذ 22 شهرا".
وأكد أنه "لا يمكن لأحد أن يلتزم الصامت إزاء مشاهد الوحشية التي يموت فيها الأطفال الأبرياء من الجوع، ويطلق الرصاص عمدا على المدنيين المتجمعين لتلقي المساعدات الغذائية" بغزة.
وقال أردوغان، إن أي شخص لديه رحمة وكرامة إنسانية، على وشك أن يفقد صبره إزاء الظلم الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف: "أولويتنا تتمثل في إيصال المساعدات إلى إخواننا في غزة، ونحن كجبهة إنسانية ملزمون بفعل كل ما يجب لوقف هذا الظلم".
وأردف أردوغان: "نثمّن ردود الفعل الإنسانية المتصاعدة من أوروبا في الأيام الأخيرة، لاسيما فرنسا وبريطانيا".
ورحّب الرئيس التركي "بكل خطوة تُتخذ نحو الاعتراف بدولة فلسطين".
وشدد على أن "أحد أكثر الردود فعالية ضد سياسة الإبادة الجماعية التي تتبعها إسرائيل هو دعم حل الدولتين على أساس حدود 1967".
الرئيس أردوغان، أشار إلى أنه اتصل مؤخرا بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليقدم له تهانيه على "قراره الشجاع" بشأن الاعتراف بفلسطين.
وقال: "رأيت أن السيد الرئيس نغوما، يشاركنا المشاعر نفسها فيما يتعلق بمنع الكارثة الإنسانية في غزة".
ولفت أردوغان، إلى أن تركيا ستسعى إلى زيادة الضغط أكثر على الحكومة الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة لمنع الكارثة الإنسانية في غزة.
وأضاف: "سنعزز شعور إخواننا في غزة بأنهم ليسوا وحيدين، وسنسعى جاهدين للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإرساء سلام دائم في المنطقة".
وتعهد ببذل المزيد من الجهود لتحقيق وقف إطلاق نار وإقامة سلام دائم بالمنطقة في أسرع وقت ممكن.
وأكد أردوغان، أن الحكومة التركية ليست في سباق للمناكفات السياسية حول غزة، وأن همها تخفيف آلام أشقائها في غزة، ومداواة جراحهم، ومد يد العون للأطفال الأبرياء الذين أصبحوا "جلدا على عظم".
وقال: "ننتظر من جميع الجهات الفاعلة السياسية في بلادنا أن تتعامل مع هذه القضية بنفس الدرجة من الحساسية العالية، والابتعاد عن الخطابات الجاهلة التي من شأنها إلحاق الضرر بجهود تركيا التي تحظى بتقدير على مستوى العالم كله".
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
من جهة أخرى، أعرب الرئيس أردوغان، عن سعادته باستضافة نظيره الغابوني ووفده في تركيا.
ولفت إلى أن الغابون دولة صديقة تساهم في استقرار منطقتها، وتتمتع بثروات طبيعية، وأن تركيا تتعاون معها منذ سنوات طويلة.
وأوضح أردوغان، أن البلدين يعززان هذه الصداقة من خلال الزيارات المتبادلة.
وقال إن الرئيس نغوما، يحظى بدعم قوي من شعبه.
وأكد أردوغان، أن المباحثات في أنقرة اليوم تناولت إمكانات التعاون بين تركيا والغابون بشكل مفصل، وأن الاتفاقيات الموقعة تؤكد عزمهما تطوير العلاقات.
وبيّن أن الشركات التركية تولت مؤخرا مشاريع مهمة في الغابون في مجالات البناء والطاقة.
وكشف أردوغان، أن القيمة الإجمالية لمشاريع المقاولين الأتراك في الغابون تجاوزت 2.5 مليار دولار.
وأشار إلى أنه أبلغ نغوما، بأن القطاع الخاص في تركيا مستعد للمشاركة في استراتيجيته التنموية، خاصة في مجالات الإسكان والطاقة والتحول الرقمي والتعدين.
وتابع: "كما أننا مستعدون لمشاركة خبراتنا مع الغابون في مجالات الزراعة وصيد الأسماك والعلوم والتكنولوجيا".
الرئيس أردوغان، أكد عزم تركيا على تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية الصديقة والشقيقة في إطار شامل ومؤسسي ومنظم.
وقال: "في إطار مبدأ (إيجاد حلول إفريقية لمشاكل إفريقيا) نواصل المساهمة في الاستقرار والتنمية على أساس الشراكة المتساوية والربح المتبادل".