
"معاريف" نقلا عن قائد عسكري كبير: نعاني من تآكل هائل في المركبات العسكرية التي تنتقل باستمرار من مهمة إلى أخرى
يواجه الجيش الإسرائيلي مشاكل متراكمة جراء أعطال فنية في دبابات وأسلحة قواته المشاركة في حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة للشهر العشرين، وفق إعلام عبري الجمعة.
وقالت صحيفة "معاريف": "أشار جنود وقادة سرايا وكتائب وحتى قادة ألوية في الأيام الأخيرة، إلى تراكم المشاكل بسبب الأعطال الفنية في الدبابات وناقلات الجند وأسلحة القوات المناورة بغزة".
وأضافت: "أبلغ اللواء السابع أمس (الخميس) عن صعوبات في (توفير) قطع غيار الدبابات، فالمكونات الرئيسية من مخزون الجيش هي المحركات والجنازير وأنظمة القيادة، ولا يتوافر غير ذلك".
ونقلت عن قائد كبير في اللواء لم تسمه: "نحن في حالة حرب منذ نحو عامين في غزة ولبنان وسوريا، والآن مرة أخرى في غزة. هناك تآكل هائل في المركبات التي تنتقل باستمرار من مهمة إلى أخرى".
وتابع: "لا أحد مستعد لاحتمالية حرب طويلة كهذه. في النهاية، فإن لكل مكون عمر افتراضي".
وحسب الصحيفة، "لا يقتصر الوضع على اللواء السابع فحسب، بل يشمل جميع ألوية الجيش النظامية: المدرعات والمدفعية ومختلف ألوية المشاة".
وأردفت: "خلال عيد الأسابيع (الأسبوع الماضي)، أدى عطل فني في مدفع دبابة تابعة للواء جفعاتي إلى كارثة كبرى".
وأوضحت أنه "ارتفعت حرارة المدفع، مما تسبب في حريق في أحد أحياء جباليا (شمال غزة)، وتم إحضار سيارة إطفاء إلى المنطقة لإخماده".
و"بعد إخماد الحريق، تعرض موكب حراسة سيارة الإطفاء لكمين بعبوات ناسفة زرعها مسلحو حماس، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين بجروح خطيرة"، وفق الصحيفة.
"معاريف" نقلت أيضا عن ضابط كبير لم تسمه: "تحتاج المركبات الحربية إلى صيانة واستبدال وتجديد، لكن الجيش يعاني من نقص في قطع الغيار".
وأفادت بأن "المشكلة لا تقتصر على ناقلات الجند المدرعة والدبابات، بل تشمل أيضًا الأسلحة، من بنادق معطلة ورشاشات وغيرها".
وأوضحت أن "الجنود يضطرون إلى استخدام أسلحة مع أعطال متكررة ومشاكل فنية، والجيش لا يستطيع تجاوز حجم استنزاف جميع معدات الوحدات النظامية التي تقاتل باستمرار منذ نحو عامين".
ونقلت عن مسؤول عسكري لم تسمه: "أخطأنا في تقدير أننا سنشن حملة (حربا) قصيرة، وقد حلل العدو هذا الأمر وبنى نفسه لاستنزافنا مع مرور الوقت".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
كما شنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.
وفي سوريا المجاورة، شن الجيش الإسرائيلي حتى أمس الخميس غارات عديدة قتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وأسلحة وذخيرة للجيش السوري.