قاعدة بايكونور في كازاخستان.. 70 عاما من الإقلاع للفضاء

15:446/06/2025, Cuma
الأناضول
قاعدة بايكونور في كازاخستان.. 70 عاما من الإقلاع للفضاء
قاعدة بايكونور في كازاخستان.. 70 عاما من الإقلاع للفضاء

- حجر الأساس للقاعدة الفضائية وضع في 2 يونيو 1955 واستغرق بناؤها قرابة عامين ونصف - يعمل في القاعدة أكثر من 10 آلاف شخص وانطلق منها أكثر من 150 شخصا وآلاف الأقمار الصناعية - بعام 1961 أطلق الاتحاد السوفيتي اسم "بايكونور" على القاعدة بهدف إخفاء موقعها الحقيقي عن الغرب - أودت حرائق أثناء التحضير لإطلاق صواريخ من القاعدة لمقتل عشرات الأشخاص - كازاخستان وقعت عام 1994 اتفاقا لتأجير القاعدة والمدينة لروسيا حتى عام 2025 ثم التمديد حتى 2050 - كازاخستان وقعت اتفاقا مع روسيا لاستبدال صواريخ "بروتون" اعتبارا من عام 2026 بصواريخ صديقة للبيئة


تحتفل قاعدة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان بالذكرى السبعين لتأسيسها نقطة انطلاق لأول رحلة نحو الفضاء.

حجر الأساس للقاعدة الفضائية وضع في 2 يونيو/ حزيران عام 1955، واستغرق بناؤها قرابة عامين ونصف، عقب تعليمات من الاتحاد السوفييتي السابق لبناء القاعدة على الأراضي الكازاخية التي كانت آنذاك جزءا من الاتحاد.

ومنذ ذلك الحين، لا تزال وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" تنفذ رحلاتها إلى محطة الفضاء الدولية انطلاقا من قاعدة بايكونور التي يعمل فيها أكثر من 10 آلاف شخص.

وبلغ عدد الأشخاص الذين انطلقوا إلى الفضاء من القاعدة أكثر من 150 شخصا، إضافة إلى إطلاق آلاف الأقمار الصناعية.

وبمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس القاعدة الفضائية، أُقيم عدد من الفعاليات المختلفة في مدينة بايكونور احتفالا بهذه المناسبة.

وفي رسالة نشرها موقع رئاسة الكازاخية، قال الرئيس قاسم جومرت توكاييف: "نشعر بالفخر لوجود أكبر مركز فضائي في العالم على أراضينا".

وأشار توكاييف إلى أن من بين من انطلقوا من القاعدة، رواد الفضاء الكازاخ توكتار أوبيكروف، وتالغات موساباييف، وأيدين أييمبيتوف.


سر الموقع والاسم

لم يكن اختيار الأكاديمي الروسي الشهير سيرغي كوروليوف، لمنطقة قريبة من ولاية "قزل أوردا" جنوب كازاخستان، موقعا للقاعدة مجرد صدفة.

تقع القاعدة على الضفة اليمنى من نهر سرداريا (سيحون)، والتي وصفها "دده قورقود" (قاص شعبي تركي) بأنها "مركز العالم".

وكانت المنطقة تُعرف وقتئذ بأنها من أكثر الأماكن قربا لخط الاستواء، ما يجعل سرعة دوران الأرض فيها تصل إلى 316 مترا في الثانية، الأمر الذي سهّل عمليات إطلاق الصواريخ.

وفي عام 1961 أطلق الاتحاد السوفيتي اسم "بايكونور" على القاعدة بهدف إخفاء موقعها الحقيقي عن الغرب، وهو اسم مأخوذ من بلدة تبعد 320 كيلومترا عن الموقع الأصلي للقاعدة.

وعُرفت القاعدة بهذا الاسم في العالم، ويتألف الاسم من كلمتين في اللغة التركية الكازاخية هما "باي" وتعني الغني، و"كونور" وتعني اللون البني.

وتمتد القاعدة على مساحة تقدر بنحو 6 آلاف و717 كيلومترا مربعا، وتضم مطارين و13 مبنى للتجميع والاختبار، ومنصات إطلاق وأبراج مراقبة، وميدان تجارب صواريخ بطول 1500 كيلومتر.

كما تضم القاعدة خطوط حديدية بطول 470 كيلومترا، وشبكة اتصالات بطول 2784 كيلومترا.


من الأرض إلى الفضاء

بدأت أول عملية إطلاق من قاعدة بايكونور عام 1957، بإرسال أول قمر صناعي في العالم "سبوتنيك-1" إلى الفضاء.

وفي العام نفسه، جرى إرسال الكلبة "لايكا" إلى الفضاء على متن المركبة "سبوتنيك-2".

واسم لايكا يعني حرفيا النباحة، وهي كلبة فضاء سوفيتية (1954 - 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1957)، وهي أول كائن ثديي يخرج إلى الفضاء ويدور حول الأرض، وأول من فقد حياته جراء هذه التجربة.

وفي عام 1961، تم تسجيل أول رحلة فضاء مأهولة في العالم، بانطلاق رائد الفضاء يوري غاغارين من القاعدة نفسها.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت قاعدة بايكونور رمزا لانطلاق الرحلات الفضائية، وواحدة من أهم النقاط الاستراتيجية في صناعة الفضاء العالمية.


حوادث وقتلى

وخلال الحقبة السوفييتية، أُطلقت من القاعدة أيضا العديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

ففي 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1960 أودى حريق نشب أثناء التحضير لإطلاق صاروخ من طراز (P-16) بحياة 78 شخصا.

وفي 24 أكتوبر 1963، لقي 8 أشخاص مصرعهم في حادث آخر أثناء اختبار صاروخ من طراز (R-9A).


مصدر دخل وقوة استراتيجية

ومع تفكك الاتحاد السوفيتي واستقلال كازاخستان أوائل التسعينات، أصبحت قاعدة بايكونور ذات أهمية استراتيجية في العلاقات الكازاخية الروسية.

وفي عام 1994، جرى التوقيع بين حكومتي كازاخستان وروسيا على اتفاقية لتأجير قاعدة بايكونور والمدينة التي تقع فيها لروسيا حتى عام 2025.

وفي وقت لاحق، مدد البرلمان الكازاخي مدة الإيجار حتى عام 2050، مقابل 115 مليون دولار سنويا.

وفي السنوات الأخيرة، تحظى قاعدة بايكونور باهتمام السياح، لا سيما الراغبين في مشاهدة لحظة إطلاق الصواريخ مباشرة، إلا أن دخول القاعدة التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة، يقتصر فقط على الجولات السياحية الرسمية المصرح بها.


أضرار بيئية

وعلى خلفية النقاشات المستمرة في كازاخستان بشأن التأثيرات البيئية السلبية للصواريخ المنطلقة من القاعدة، جرى عام 2015 توقيع اتفاق مع روسيا ينص على التوقف عن استخدام صواريخ "بروتون" المضرة للبيئة اعتبارا من عام 2026.

ونص الاتفاق على استبدال صواريخ "بروتون" بصواريخ "أنجارا" الصديقة للبيئة.

وتفرض كازاخستان حاليا قيودا على إطلاق الصواريخ التي تحتوي على وقود سام، وتعمل مع روسيا على تنفيذ مشروع مشترك لتأسيس "مجمع صواريخ بايتيريك" بالاعتماد على صاروخ "سويوز-5" الصديق للبيئة.

#بايكونور
#رحلات الفضاء
#قاعدة فضائية
#كازاخستان