سياسة إسرائيلية.. مراكز المساعدات تتحول إلى "مصائد الموت"

15:468/06/2025, الأحد
الأناضول
سياسة إسرائيلية.. مراكز المساعدات تتحول إلى "مصائد الموت"
سياسة إسرائيلية.. مراكز المساعدات تتحول إلى "مصائد الموت"

الفلسطيني عبد العزيز أبو روك كان شاهدا على استهداف الجيش الإسرائيلي مجموعة من المجوّعين قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية غرب رفح..


في مشهد يكشف "مصائد الموت" التي يُستدرج إليها الفلسطينيون أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات المزعومة، يروي الفلسطيني عبد العزيز أبو روك لحظات مروعة عاشها فجر السبت قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

فقد استهدف الجيش الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين المُجوّعين بنحو 3 قذائف مدفعية بعدما طلب منهم التقدم نحو المركز لاستلام المساعدات.

بعدها بدقائق، طلب من مجموعة ثانية التقدم ليبدأ بإطلاق النيران العشوائية صوبهم بقصد قتلهم في حين أنه لم يوزع أي طرد غذائي على من نجا، وفق قول أبو روك.

وحذرت مراكز حقوقية فلسطينية بشكل متكرر من مراكز توزيع المساعدات المدعومة من تل أبيب وواشنطن، والتي تحولت إلى "مصائد للموت" يتم فيها استهداف الفلسطينيين وقتلهم بشكل متعمد.

ويقول الفلسطينيون إنهم يسلكون هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، وسط انعدام الخيارات للحصول على الطعام في ظل مجاعة تهدد حياة أطفالهم بالموت.

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ مخطط مشبوه لـ"توزيع مساعدات"، عبر ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا.

وتتم عملية التوزيع وفق آلية وُصفت من منظمات حقوقية وأممية بأنها "مهينة ومذلة"، حيث يُجبر المحتاجون على المرور داخل أقفاص حديدية مغلّفة بأسلاك شائكة، في مشهد شبّهه مراقبون بممارسات "الغيتوهات النازية" في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

ولم تسمح تل أبيب إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى مُنقذ للحياة.

** "عادت شهيدة"

الشاب الفلسطيني المصاب عدي أبو شاب، قال للأناضول، وهو على سرير العلاج في أحد مستشفيات قطاع غزة، إن والدته خرجت للحصول على طرد غذائي من المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، إلا أنها عادت "شهيدة".

وأضاف أنها المرة الأولى التي تخرج فيه والدته للحصول على المساعدات، إلا أنها عادت "شهيدة" بعدما أصيب بشظايا قذائف إسرائيلية قرب مركز توزيع المساعدات.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل شقيق والدته الذي كان بصحبتها حينما حاول إنقاذها وإسعافها حيث أطلق النار باتجاهه فأصابه في رأسه بشكل مباشر.

وعاش الفلسطيني المصاب أبو شاب صدمة حينما علم نبأ مقتل والدته حيث ودعها بمشهد مؤثر، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مقطع الفيديو المتداول ظهر أبو شاب وهو يُنقل على سرير الإصابة، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على والدته، وخاطبها قائلا: "وينك يا أمي تعالي يا حبيبتي".

وما إن اقترب منها حنى بدأ بالصراخ والبكاء، مطالبا من حوله بمساعدته على النزول من السرير ليمنح والدته حضنا أخيرا قبل الفراق الأبدي.

**أفخاخ الموت

الفلسطيني أبو روك، الذي كان برفقة والدة عدي وشقيقها، قال في شهادته حول الواقعة، إن الفلسطينيين قرب مركز توزيع المساعدات كانوا مقسمين إلى مجموعات ويسيرون ضمن مسار وضحه الجيش.

وتابع للأناضول: "بعدما اقتربنا نحو 200 متر من مركز توزيع المساعدات غرب رفح، بدأ الجيش بالمناداة على المجموعة الأولى بالاقتراب، حيث تم قصفهم بداية بـ3 قذائف مدفعية".

وأشار إلى أن والدة عدي وشقيقها كانا يتواجدان في المجموعة الأولى، حيث أصيبت والدة عدي بشظايا بترت على إثرها بشكل مباشر قدمها ويدها، فيما أصيب شقيقها برصاص إسرائيلي في رأسه حينما حاول إنقاذها.

وتابع أبو روك: "بعدما قصفوا المجموعة الأولى والشهداء أمامنا، طلبوا من المجموعة الثانية أن تتقدم هي الأخرى".

ليبدأ الجيش الإسرائيلي آنذاك بإطلاق النيران عشوائيا صوب المدنيين الجائعين، وفق قوله.

وأشار إلى أنه حاول إنقاذ شقيق "أم عدي" الذي كان على قيد الحياة في حينه، وسحبه من المنطقة إلى مكان آخر لنقله إلى المستشفى، إلا أن الجيش الإسرائيلي اعترض تلك المحاولات بإطلاق مكثف للنيران لأكثر من نصف ساعة، وفق قوله.

وذكر أنه استطاع أخيرا سحب شقيق "أم عدي" من المنطقة، لكن بعدما فارق الحياة متأثرا بجراحه، لافتا إلى أنه حمله على عربة يجرها حيوان، ومن ثم عاد لسحب جثة "أم عدي".

واستكمل قائلا: "في طريقنا إلى المستشفى تم قنص فلسطيني وإصابته في رقبته، لأسحبه أيضا وأنقله للمستشفى عبر العربة".

ووصف أبو روك مراكز توزيع المساعدات بـ"النار والموت الأحمر"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لم يوزع -السبت- أي مساعدات حيث كانت "فخا لقتل الفلسطينيين".

وفي 3 يونيو/ حزيران الجاري، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان إن الجيش الإسرائيلي يحول نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد لاستهداف المدنيين وإعدامهم ميدانيا".

والسبت، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية من مراكز "المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" جنوبي القطاع إلى 110، وعدد المصابين إلى 1000، منذ 27 مايو الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر بوقفها صادرة عن محكمة العدل الدولية.

وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

#إبادة
#إسرائيل
#غزة
#فلسطين
#قتل
#مركز توزيع المساعدات
#مصائد لاستهداف المدنيين
#واشنطن