الشرع: لا نخشى الحرب لكن قدمنا مصلحة الشعب السوري على الفوضى

09:0317/07/2025, الخميس
الأناضول
الشرع: لا نخشى الحرب لكن قدمنا مصلحة الشعب السوري على الفوضى
الشرع: لا نخشى الحرب لكن قدمنا مصلحة الشعب السوري على الفوضى

الرئيس السوري في كلمة مصورة عقب العدوان الإسرائيلي على 4 محافظات بالبلاد: - الكيان الإسرائيلي يسعى لاستهداف استقرار سوريا وزرع الفتن بين أبنائها. - لا يزال الشعب السوري على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد. - الكيان الإسرائيلي يسعى إلى تحويل أرضنا إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء. - التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية أنقذ المنطقة من مصير مجهول. - لسنا ممن يخشى الحرب ونحن الذين قضينا أعمارنا في مواجهة التحديات والدفاع عن شعبنا، لكننا قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار. - قررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، لتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة.

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن الكيان الإسرائيلي لجأ لتقويض جهود ضبط الأمن في محافظة السويداء لولا وساطة أمريكية وعربية وتركية فعالة، مؤكدا أنهم لا يخشون الحرب لكنهم قدموا مصلحة الشعب على الفوضى.

جاء ذلك في كلمة مصورة للشرع فجر الخميس عقب الإعلان عن الوصول إلى وقف لإطلاق النار في السويداء التي دخلتها قوات الجيش والأمن السورية لتأمينها إثر مواجهات بين أطراف بدوية ودرزية، خلّفت عشرات القتلى.

والأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي عدوانا كبيرا على سوريا، شمل غارات جوية على أكثر من 160 هدفا في 4 محافظات هي السويداء ودرعا المتجاورتين، وريف دمشق ودمشق، التي قصف فيها مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي.

وأعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.

- "ساحة فوضى غير منتهية"

وفي كلمته تعليقا على هذا العدوان، قال الشرع إن الشعب السوري حقق انتصارات عظيمة بتضحياته من أجل الحرية والكرامة، وإنه يقف اليوم في قلب معركة وطنية تهدف إلى حماية وحدة البلاد وصمود وطننا في وجه محاولات الكيان الإسرائيلي لاستهداف استقرار سوريا وزرع الفتن بين أبنائها.

وأضاف: لقد خرج شعبنا في ثورة من أجل نيل حريته فانتصر فيها وقدم تضحيات جسيمة، ولا يزال هذا الشعب على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد.

وأوضح الشرع أن الكيان الإسرائيلي الذي عودنا دائماً على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى الآن مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض.

وأشار إلى أن هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات، غافلاً عن حقيقة أنّ السوريين بتاريخهم الطويل رفضوا كل انفصال وتقسيم.

الرئيس السوري شدد أيضا على أن امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى، فقد تكون قادراً على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها.

ومضى يقول: نحن أبناء هذه الأرض والأقدر على تجاوز كل محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتن مفتعلة.

وتابع: نحن أبناء سوريا نعرف جيداً من يحاول جرّنا إلى الحرب ومن يسعى إلى تقسيمنا، ولن نعطيهم الفرصة بأن يورّطوا شعبنا في حرب يرغبون في إشعالها على أرضنا، حرب لا هدف لها سوى تفتيت وطننا وتشتيت جهودنا نحو الفوضى والدمار.

وأضاف: فسوريا ليست ساحة تجارب للمؤامرات الخارجية، ولا مكاناً لتنفيذ أطماع الآخرين على حساب دماء أطفالنا ونسائنا.

- الدروز جزء أصيل من نسيج سوريا

كما خصّ الشرع في كلمته المواطنين الدروز، بالقول: هم جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، وسوريا لن تكون أبداً مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها.

وأضاف: نؤكد لكم أنّ حماية حقوقكم وحريتكم هي من أولوياتنا، وأننا نرفض أي مسعىً يهدف لجرّكم إلى طرف خارجي، أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا، إننا جميعاً شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة كانت أن تشوّه هذه الصورة الجميلة التي تعبّر عن سوريا وتنوعها.

وتابع: لقد تدخلت الدولة السورية بكل مؤسساتها وقياداتها بكل إرادة وعزم من أجل وقف ما جرى في السويداء من قتال داخلي بين مجموعات مسلحة من السويداء، ومن حولهم من مناطق، إثر خلافات قديمة، وبدلاً من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع، ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن، وقادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لشهور عديدة، واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن، وارتكبوا في الأيام الأخيرة ما ارتكبوا من الجرائم بحق المدنيين.

ومضى يقول: ورغم ذلك قامت وزارتا الدفاع والداخلية بتنفيذ انتشار واسع في محافظة السويداء، في إطار جهودهم لضبط الأمن وإنهاء حالة التصعيد التي شهدتها المنطقة، وقد نجحت في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم التدخلات الإسرائيلية.

وقال: وهنا لجأ الكيان الإسرائيلي إلى استهداف موسع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق.

- وساطة أمريكية وعربية وتركية

وأوضح الرئيس السوري أنه لولا التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول، لكنا بين خيارين؛ الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل الكرام.

وأضاف: لسنا ممن يخشى الحرب ونحن الذين قضينا أعمارنا في مواجهة التحديات والدفاع عن شعبنا، لكننا قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار، فكان الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناءً على المصلحة الوطنية العليا.

وتابع: فقررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدين أن هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرها بعيداً عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة، وإبعادها عن المصاعب السياسية والاقتصادية التي خلفها النظام البائد.

وختم الرئيس السوري كلمته بالقول: إننا حريصون على محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز، فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع دون استثناء، ونؤكد أن الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها وسلامة أهلنا، والعمل على تأمين مستقبل أبنائهم، بعيداً عن أي مخاطر قد تقوض مسار النهوض والتعافي الذي نخوضه بعد تحرير بلادنا.

#إسرائيل
#الرئيس السوري
#الشرع