
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: -سوريا ستتجاوز هذه الصعوبات بفضل القيادة الحكيمة لأخي العزيز أحمد الشرع -إسرائيل دولة إرهاب لا تعترف بقانون ولا قواعد وليس لها مبادئ ومتغطرسة -إسرائيل وسّعت عمليات البلطجة لتصل إلى جارتنا سوريا تحت ذريعة الدروز -من يتمسكون بحبل إسرائيل سيدركون عاجلا أم آجلا أنهم ارتكبوا خطأ فادحا في حساباتهم -سوريا مستقرة ستخلق استقرارا لجميع الدول المحيطة بها وإلا سيتحمل الجميع أعباء ذلك
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، عن ثقته في تجاوز سوريا محنتها بفضل القيادة الحكيمة لرئيسها أحمد الشرع.
جاء ذلك في خطاب متلفز عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وقال الرئيس أردوغان: "واثق بأن الرئيس السوري أحمد الشرع سيتغلب على كل هذه الصعوبات بفضل قيادته الحكيمة والقوية وفطنته"، معربا عن تضامنه الصادق مع الحكومة والشعب السوريين.
وأشار إلى أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها لإغراق المنطقة في الدماء والفوضى والاضطرابات.
ولفت أردوغان، إلى أنه "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد 58 ألفا من إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في غزة، وتجاوز عدد الجرحى 138 ألفا".
وتابع "إسرائيل هاجمت أيضا لبنان واليمن وإيران، وذبحت الأبرياء وقصفت المناطق المدنية هناك أيضا، وكأن كل هذا لم يكن كافيا، استخدمت الدروز كذريعة لتوسيع نطاق عربدتها لتصل إلى جارتنا سوريا خلال اليومين الماضيين".
وأردف "أود أن أؤكد مرة أخرى وبصوت عال وواضح؛ إسرائيل دولة إرهاب، لا تعترف بقانون ولا قواعد، وليس لها مبادئ، ومتغطرسة".
وشدد أردوغان، على أن العدوان الإسرائيل أكبر مشكلة حاليا في المنطقة، مضيفا "إذا لم يتم إيقاف هذا الوحش بأسرع وقت، فلن يتردد في إشعال النار في المنطقة والعالم".
وأكمل "نتخذ التدابير اللازمة لمواجهة كل السيناريوهات، وأود أن أؤكد مرة أخرى على أن حماية وحدة أراضي جارتنا سوريا ووحدتها الوطنية وبنيتها الموحدة وهويتها المتعددة الثقافات هي سياستنا الأساسية".
وقال: "لم نوافق على تقسيم سوريا بالأمس، وقطعا لن نوافق اليوم ولا غدا، والذين يحلمون بفتح ممر بين جنوب سوريا وشمالها، لن يصلوا مبتغاهم بإذن الله، ولن نسمح بذلك مع أشقائنا السوريين".
وأكد أردوغان، على أن "من يتمسكون بحبل إسرائيل سوف يدركون عاجلا أم آجلا أنهم ارتكبوا خطأ فادحا في حساباتهم".
وأشار إلى أن "أكراد سوريا إخوة أشقاء لنا مثلهم مثل مواطنينا الأكراد، ولن نسمح أن يكونوا مقبلات على مائدة الصهيونية".
وأضاف "أعظم أمنياتنا هي أن يعيش الشعب السوري في سلام، بكل أطيافه، سواء كانوا عربا أو تركمانا أو أكرادا أو مسيحيين أو سنة أو علويين أو دروزا".
ولفت أردوغان، إلى أن "سوريا مستقرة، ستخلق استقرارا لجميع الدول المحيطة بها، وإلا سيتحمل الجميع أعباء ذلك".
-الاتصال الهاتفي بين أردوغان والشرع
وأشار الرئيس أردوغان، إلى أنه أجرى محادثة هاتفية مع الشرع، الخميس.
وقال في هذا الصدد: "بحثنا الوضع الميداني وما يمكننا القيام به، وخاصة فيما يتعلق بوقف إراقة الدماء".
وأردف أردوغان: "وزاراتنا وأجهزتنا الأمنية المعنية على تواصل مع نظيراتها السورية، نتابع عن كثب جميع التطورات في سوريا وعلى رأسها ما يجري في السويداء".
وتابع "نشاهد أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس (الأربعاء) بمساهمات بلادنا، يتعرض للتخريب من خلال المجازر على يد المسلحين الذين تحرضهم إسرائيل".
وقال الرئيس التركي، إن "إسرائيل تثبت مرة أخرى أنها لا تريد السلام أو الهدوء أو الاستقرار في غزة أو في سوريا".
وأضاف "أدعو الله أن يرحم إخواننا وأخواتنا السوريين الذين استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية ومجازر الميليشيات الانفصالية".
أردوغان، لفت إلى أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب سوريا ودعم إخواننا السوريين كما فعلنا في السابق.
وأكد أن "من يبحثون عن مستقبل آمن لهم من خلال الاضطهاد والمجازر عليهم ألا ينسوا أنهم راحلون ونحن الباقون، فنحن أصحاب هذه الأرض".
وأضاف "نعيش في هذه المنطقة منذ ألف عام، لقد جاء العديد من الطغاة إلى هنا خلال الألف عام، كانوا يظنون أنهم غير قابلين للمساس، لكن لم يعد لهم أي أثر".
ودعا أردوغان، "طغاة اليوم لاستخلاص العبر من مصير طغاة الأمس".
وأشار إلى أن تركيا "تقف إلى جانب السلام والهدوء في سياستها الخارجية وجهودها واتصالاتها الدبلوماسية".
وأضاف: "لا نُكنّ العداء لأحد، ولا ننظر إلى أحد بعين الحسد، ولا نتعامل معه بعداء، ولا نتعدى على حقوق أحد أو قوانينه أو سيادته، وكل ما نريده هو السلام والاستقرار".
وتابع: "في السياسة الخارجية، سنواصل مراعاة الجوانب الإنسانية والضمير والحقوق وحسن الجوار والأخوة، بقدر ما نراعي مصالحنا الخاصة".
- العلاقات التركية الخليجية
وتطرق أردوغان، إلى زيارة الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، إلى تركيا الأربعاء، قائلا "أجرينا محادثات شاملة للغاية على المستوين الثنائي والوفود".
وأضاف "ترأسنا الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى، وتوجت الزيارة المهمة بتوقيع 7 اتفاقيات، ونخطط لزيادة حجم التجارة بيننا إلى 20 مليار دولار هذا العام، وإلى 40 مليار دولار على المدى المتوسط".
وختم الرئيس التركي خطابه بالقول: "سنعزز علاقاتنا أكثر مع أشقائنا في الخليج خلال الفترة المقبلة".