باحثان: موقف الشرع من حكومة الاحتلال رسالة بفقدان الثقة وعدم جدوى الضغط

09:1118/07/2025, الجمعة
الأناضول
باحثان: موقف الشرع من حكومة الاحتلال رسالة بفقدان الثقة وعدم جدوى الضغط
باحثان: موقف الشرع من حكومة الاحتلال رسالة بفقدان الثقة وعدم جدوى الضغط

الصحفي السوري قتيبة ياسين : -لأول مرة يصف الشرع الاحتلال بأنه كيان بعدما حاول نصب فخ للدولة السورية -الخطاب خلا من الاستجداء وأكد الاستعداد لخوض الحرب لو فرضت على السوريين - هناك التفاف شعبي كبير حول الشرع والسوريون يخوضون اليوم معركة وجود الصحفي السوري علي عيد : -الشرع أراد إيصال رسالة لإسرائيل بأنها غير قادرة على دفعه للمفاوضات تحت الضغط -الخطاب أبرز الدور التركي والسعودي في دعم سوريا


اعتبر صحفيان سوريان أن موقف الرئيس أحمد الشرع، الجديد حمل رسالة حادة لإسرائيل تفيد بفقدان ثقة دمشق بها، وعدم جدوى الضغط العسكري في وقت يجري فيه الطرفان مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى تفاهمات.

وتعقيبا على خطاب متلفز للشرع، قال الصحفيان السوريان قتيبة ياسين، وعلي عيد، للأناضول إن "الكيان الإسرائيلي يسعى لاستهداف استقرار سوريا، وزرع الفتن بين أبنائها، ولا يزال الشعب السوري على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد".

وأضاف الشرع، أن "الكيان الإسرائيلي يسعى إلى تحويل أرضنا إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا، وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء".

خطاب الشرع، جاء بعد أن شن الجيش الإسرائيلي عدوانا كبيرا على سوريا الأربعاء، شمل غارات جوية على أكثر من 160 هدفا في 4 محافظات هي السويداء ودرعا المتجاورتين، وريف دمشق ودمشق، التي قصف فيها مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي.

وأعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.


ويرى ياسين، أن "الخطاب حمل نبرة عالية ضد إسرائيل، ولأول مرة يصف الشرع الاحتلال بأنه كيان، بعد خداع تل أبيب للحكومة السورية، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين من أجل تفاهمات، بينما عمدت إسرائيل إلى نصب فخ حاولت فيه جر سوريا لمربع الحرب".

وأكد أن "نتنياهو بعدوانه على سوريا قلب الطاولة على دمشق، وعلى الولايات المتحدة الضامن في المفاوضات غير المباشرة، كما يريد افتعال مشاكل إضافية للهروب من واقعه الداخلي الهش".

وسبق أن قال الشرع، في اجتماع مع وجهاء محافظة القنيطرة (جنوب) في يونيو/ حزيران الماضي، إن دمشق تجري مفاوضات مع تل أبيب عبر وسطاء لوقف انتهاكاتها، بينما نفت الحكومة السورية مزاعم وسائل إعلام عبرية بعقد لقاءات مباشرة بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين.

وبشأن فحوى الخطاب، قال ياسين: "كان واضحا، ويحمل دلالات كثيرة، لا سيما أن الشرع تحدث عن فرضية الحرب في أكثر من موضع، وهنا أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن الرئيس السوري لديه خبرة قتال 20 عاما، وهو متمرس".

ولفت إلى أن "الشرع، أراد إيصال رسالة لإسرائيل بأن الحرب لو وقعت، فستدخل المنطقة كلها في أتون صراع خطير جدا".

كما اعتبر أن "الشرع يريد أن يقول لإسرائيل: لم أعد أثق بكم ولا بكلامكم ولا حتى بالضمانات الأمريكية".

وبشأن الموقف الإسرائيلي المحتمل من خطاب الشرع، قال ياسين، إن تل أبيب "سوف تستثمر كثيرا بالسويداء بعد الخطاب، لا سيما أن جل المقاتلين الذين يقاتلون مع حكمت الهجري (أحد الزعماء الروحيين للدروز) هم من فلول النظام البائد، إذ لا تزال صور بشار الأسد معلقة في بيوت بعضهم"، وفق قوله.

وعن التطورات في السويداء، ذكر الصحفي السوري أن "خطاب الشرع، يحمل رسالة تفيد بوجود أصوات وطنية كثيرة في السويداء، إلا أن الهجري، يحاول خطف القرار ويضع الأهالي في صدام مع السوريين، لكنه لن ينجح".

وخصّ الشرع، في كلمته، المواطنين الدروز، بالقول: "هم جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، وسوريا لن تكون أبداً مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها".

وأضاف: نؤكد لكم أن حماية حقوقكم وحريتكم هي من أولوياتنا، وأننا نرفض أي مسعىً يهدف لجرّكم إلى طرف خارجي، أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا".


ياسين، وصف الخطاب بأنه "متزن ولا يوجد فيه استجداء، حيث سمّى الأمور بمسمياتها حين خاطب الدروز بصيغة وطنية لأنهم جزء من أبناء الوطن".

وفي معرض وصفه للغة الجسد في خطاب الشرع، قال إن الرئيس السوري "لم يكن يقرأ من ورقة كالخطابات السابقة، بل كان كلامه واضحا حينما أعرب عن عدم خشيته الحرب، وبأن السوريين قضوا سنوات طويلة في حربهم مع نظام الأسد".

ولفت إلى أن إدارة الحكومة السورية للسلام جيدة، ولكن إدارة الحرب أهم من ذلك بكثير.

وفي هذا السياق، أشار ياسين، إلى "جملة مهمة في خطاب الشرع حينما خاطب الإسرائيليين بشكل مباشر قائلا: امتلاككم القوة لا يعني امتلاككم النصر، وكأن الشرع يريد أن يقول للاحتلال إن السوريين ظلوا صامدين 14 عاما رغم براميل الأسد، وبإمكانهم مواصلة القتال، لكنهم يتطلعون للسلام والتنمية".

وختم ياسين، تصريحاته بالقول: "بعد الخطاب، هناك التفاف شعبي كبير حول الشرع، والسوريون يخوضون اليوم معركة وجود".

بدوره، قال عيد، إن الخطاب يظهر عدة جوانب، أبرزها أن سوريا وإسرائيل ليستا على نفس الصفحة بما يخص محادثات السلام غير المباشرة، إذ تسعى تل أبيب لمفاوضة الرئيس السوري تحت الضغط.

وأشار إلى أن إسرائيل من افتعلت كل الأحداث في الجنوب، وبالتالي رد الشرع بأن أدوات التفاوض تحت الضغط غير مقبولة حتى لو اضطرت دمشق لسحب قواتها من السويداء حقنا للدماء.


أما الجانب الثاني في خطاب الشرع، فهو إشارته إلى "حرص السعودية وتركيا على دعم سوريا، فضلا عن دور كبير لأنقرة في هذا الصدد، وهو ما يزعج إسرائيل من شكل العلاقة بين البلدين الجارين"، وفق عيد.

الصحفي السوري لفت إلى أن "الجانب الثالث متعلق بالوضع الداخلي في سوريا، فهناك محاولة لمنع قيام الدولة وصولا إلى التقسيم، وهذا ما ورد في الخطاب من خلال تأكيد الشرع بقوله: لا تقسيم في سوريا".

وتنفذ إسرائيل منذ أشهر عدوانا عسكريا متكررا على سوريا، رغبة في جعل جنوب البلد العربي "منزوع السلاح"، مع زعم بـ"حماية الدروز" هناك.

والاثنين، دخلت قوات من الجيش السوري السويداء، بعد أن اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية للأناضول.

وأكدت المصادر أن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، بينما تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات التي أسفرت عن أكثر من 30 قتيلا و100 جريح، وفق أحدث إحصائية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، مساء الاثنين.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلا تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد الزعماء الدينيين للدروز بسوريا.

وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.

#أحمد الشرع
#إسرائيل
#السويداء
#سوريا