
استجابةً للوساطة الأمريكية العربية التي جرت الأربعاء ولإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة بالمحافظة..
أعلنت الرئاسة السورية، مساء الخميس، عن إبرام اتفاق يفضي إلى سحب القوات العسكرية من مدينة السويداء جنوب البلاد، "استجابة لوساطة عربية أمريكية، وفي إطار الحرص على تجنيب البلاد مزيداً من التصعيد".
وقالت الرئاسة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية سانا: "في إطار حرص الدولة السورية على تجنيب البلاد مزيداً من التصعيد، واستجابةً للوساطة الأمريكية العربية، قررت القيادة السورية سحب القوات العسكرية من السويداء إلى مواقعها".
وأكدت أن الخطوة تهدف "لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة في محافظة السويداء، بناءً على تفاهم واضح يضمن التزام القوات الخارجة عن القانون بعدم اللجوء إلى الانتقام أو استخدام العنف ضد المدنيين".
وأكدت أن "الدولة السورية، وفي الوقت الذي تدعو فيه جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس، تشدد على ضرورة فسح المجال أمام مؤسسات الدولة لبسط سيادتها وتطبيق القانون، وتؤكد التزامها الكامل بمحاسبة كل من تورّط في ارتكاب الجرائم وتجاوز القانون".
وجددت الرئاسة "التزام سوريا الثابت بحماية جميع أبناء الشعب السوري، بمختلف طوائفهم ومكوناتهم".
كما دعت سوريا "المجتمع الدولي إلى دعم جهودها في استعادة الاستقرار وضبط السلاح المنفلت، وتطبيق سلطة القانون على كامل الأراضي السورية"، وفق بيان الرئاسة.
وحذرت الرئاسة من "استمرار التدخلات الإسرائيلية السافرة في الشؤون الداخلية السورية، والتي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والدمار، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي".
والأحد، اندلعت مواجهات دامية بين أطراف بدوية ودرزية بمحافظة السويداء، تدخلت على إثرها قوات من الجيش والأمن لإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
وتحت ذريعة "حماية الدروز" استغلت إسرائيل تلك الأوضاع وصعدت عدوانها على سوريا، وشنت الأربعاء غارات مكثفة على 4 محافظات، وقصفت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
وانفرجت الأزمة في السويداء عقب إعلان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بها، مساء الأربعاء، فيما كشفت مصادر أمنية تركية، للأناضول، أن أنقرة لعبت دورا محوريا في تحقيق وقف إطلاق النار.
ومساء الأربعاء بدأ الجيش السوري الانسحاب من مدينة السويداء تنفيذا لاتفاق وبعد اكتمال مهمته في "ملاحقة مجموعات خارجة عن القانون" وفق "سانا".
وأوضحت "سانا" أن ذلك يأتي "تطبيقا للاتفاق المبرم بين الدولة السورية ومشايخ العقل (للطائفة الدرزية) في المدينة، وبعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون".
وضمن جهود حل الأزمة أيضا، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب متلفز فجر الخميس، تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل للطائفة الدرزية بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدا أن هذا القرار "نابع من إدراكهم العميق بخطورة الموقف على وحدتهم الوطنية".
وأضاف: "حريصون على محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز، فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع دون استثناء".
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.