
بيان لوزارة الخارجية تعليقا على تدمير الجيش الإسرائيلي برجي السوسي ومشتهى بمدينة غزة
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، السبت، تدمير الجيش الإسرائيلي أبراجا سكنية في مدينة غزة، واعتبرته محاولة لتهجير الفلسطينيين أو زجهم في "دائرة موت محكمة".
جاء ذلك في بيان للخارجية بعد ساعات من تدمير الجيش الإسرائيلي برج "السوسي" السكني غربي مدينة غزة، والذي يتكون من 15 طابقا ويضم أكثر من 60 شقة.
والجمعة، دمر الجيش الإسرائيلي برج "مشتهى" السكني بمدينة غزة، وسط مخاوف من تداعيات القصف على أوضاع نحو مليون فلسطيني يسكنون بالمدينة، معظمهم نازحون.
وتعقيبا على ذلك، حذرت الخارجية الفلسطينية من "اشتداد المخاطر المحدقة بحياة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء التصعيد الحاصل في حرب الاحتلال على مدينة غزة، وتوسيع رقعة التدمير الممنهج لمنازلها وأبراجها ولجميع أشكال الحياة فيها".
وأكدت أن إسرائيل تعمل على "فرض النزوح القسري على ما يقارب مليون مواطن (فلسطيني بمدينة غزة)، أو زجهم في دائرة موت محكمة تحيط بهم أينما ذهبوا قصفا وتجويعا".
كما تهدف إسرائيل، وفق الخارجية الفلسطينية، إلى "محاولة حشر أكثر من مليوني مواطن مجوعين في 12 بالمئة من مساحة القطاع، كأقصر الطرق لتهجيرهم بالقوة".
وأشارت إلى ضرورة "ضمان فرض بنود الإجماع الفلسطيني العربي، بشأن جميع ترتيبات اليوم التالي للحرب (الإبادة بغزة)، بما يكفل حماية المدنيين الفلسطينيين وتحريرهم من الموت والتهجير الإجباري".
وقبل ساعات، أغار الجيش الإسرائيلي على برج السوسي بمدينة غزة، والذي يتكون من 15 طابقا ويضم أكثر من 60 شقة، وسواه بالأرض، بعد وقت قصير من تهديد بقصفه وإنذار سكانه الفلسطينيين بإخلائه.
كما أنذر بإخلاء "عمارة الرؤيا والخيام المجاورة لها" والواقعة في مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية بمدينة غزة، بدعوى "وجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره"، وفق زعمه.
وتأتي هذه الاستهدافات للمباني المدنية العالية، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، توسيع عملياته العسكرية في مدينة غزة ضمن "عربات جدعون 2"، ودعوته المدنيين للتوجه جنوبا نحو المنطقة التي يدعي أنها "إنسانية" في مواصي خان يونس جنوبي القطاع.
وبعد أكثر من 3 أسابيع من القصف المكثف، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا، الأربعاء الماضي، إطلاق عملية "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل، ما أثار انتقادات واحتجاجات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود.
وبشكل دوري، يصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات للفلسطينيين بإخلاء مناطق متفرقة بالقطاع، بذريعة رصد إطلاق صواريخ نحو المستوطنات المحاذية له.
والجمعة، دمر الجيش الإسرائيلي "برج مشتهى"، وهو مبنى متعدد الطوابق غربي مدينة غزة كان يؤوي مئات الفلسطينيين، ويقع في منطقة تضم عشرات آلاف النازحين، وذلك بعد تهديد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن "أبواب الجحيم تفتح على غزة الآن".
ولم يمهل الجيش العائلات المقيمة داخل المبنى سوى أقل من ساعة واحدة لإخلائه، قبل قصفه مرتين بسلسلة غارات شنتها مقاتلات حربية أدت إلى تدميره بالكامل.
وفي 7 أغسطس/ آب الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إن إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دمرت 88 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين الفلسطينيين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت 64 ألفا و368 قتيلا، و162 ألفا و367 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.