
عشية تصويت مفوضية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حربها على غزة..
قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن خبراء إسرائيليين حذروا من أن تعليق الاتفاقيات التجارية مع أوروبا قد "يزعزع" اقتصاد بلادهم.
جاء ذلك في أعقاب إعلان الاتحاد الأوروبي عزمه الموافقة على حزمة عقوبات جديدة ضد تل أبيب، بسبب الحرب على قطاع غزة، تتضمن تعليق بنود تجارية رئيسية في اتفاقية الشراكة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، إن مفوضي الاتحاد الأوروبي سيوافقون الأربعاء على فرض عقوبات جديدة على إسرائيل بسبب حربها على غزة.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها مساء الثلاثاء بأن "خبراء يحذرون من أن هذه خطوة دراماتيكية قد تؤثر بشكل مباشر على عشرات المليارات من الدولارات التجارية، وتُمثل نقطة تحول في العلاقات الإسرائيلية الأوروبية".
ونقلت عن رائدة الأعمال والمحللة الاقتصادية والجيوسياسية الدكتورة بيلا باردا بركات، قولها إن "الاتحاد الأوروبي اكتفى لسنوات بالقوة الناعمة تجاه إسرائيل كالإدانات أو الخطوات الرمزية مثل وسم منتجات المستوطنات عام 2015".
وأكملت بركات: "أما الآن، ولأول مرة، فهناك حديث علني عن تعليق جزئي للاتفاقية - وهو انتقال من أوروبا النمطية إلى أوروبا الحازمة".
وأضافت: "اتفاقية الشراكة التي وقعت عام 1995 هي الأهم بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، حيث أصبحت منذ ذلك الحين أساسا لتجارة واسعة النطاق".
وأوضحت أنه عام 2024 بلغ حجم التجارة الإجمالي بين إسرائيل وأوروبا نحو 47.4 مليار دولار، أي ما يعادل نحو ثلث إجمالي التجارة الإسرائيلية. منها حوالي 30.7 مليار دولار واردات، ونحو 16.7 مليار دولار صادرات.
من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي السابق في "بنك إسرائيل" عيدو نوردن، إلى إخفاقات السياسة الخارجية الإسرائيلية.
وقال إن "هذه الإخفاقات تعرّض إسرائيل للخطر في الساحة الدولية، وجزء من هذا الخطر فقط يتحقق الآن أمام أعيننا".
وأضاف نوردن أن لبيان الاتحاد الأوروبي تبعات عملية خطيرة، مشيرا إلى أن "هناك مشاريع مشتركة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تمنح قيمة مضافة كبيرة للطرفين – مثل برنامج هورايزن في مجال البحث".
ويُعد "هورايزن يوروب" منصة الاتحاد الأوروبي الرئيسية للأبحاث والابتكار، ويهدف إلى دعم النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي وخلق فرص عمل.
وانضمت إسرائيل عام 2021 إلى البرنامج كـ"دولة شريكة" على قدم المساواة مع الدول الأعضاء في الاتحاد.
ورغم تحذير خبراء الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات تعليق الاتحاد الأوروبي بنود تجارية رئيسية في اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، إلا أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قلل في وقت سابق الثلاثاء من أهمية الموضوع.
وقال ساعر في بيان: "الضغط عبر العقوبات لن يجدي نفعًا... ولن نرضخ للتهديدات عندما يكون أمننا على المحك".
والأربعاء الماضي، قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، إن المفوضية ستوقف الدعم الثنائي لتل أبيب، وستقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين وتعليق جزئي للشراكة التجارية بين الجانبين.
وأكدت فون دير لاين في خطابها السنوي "حالة الاتحاد" أمام الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، أن ما يجري في قطاع غزة هز ضمير العالم بأسره.
وأضافت: "أناس يُقتلون (في قطاع غزة) وهم يتسوّلون الطعام، وأمهات يحتضنّ أطفالهن الموتى، هذه الصور كارثية للغاية".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت 64 ألفا و964 قتيلا و165 ألفا و312 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.