
- نائب المدير العام لوكالة الأناضول رئيس التحرير العام يوسف أوزهان: صحفيو غزة "عين وأذن العالم" في كشف جرائم إسرائيل - رئيسة منظمة "أطباء بلا حدود" في إسبانيا بولا غيل ليفا: جميع مستشفيات غزة إما دُمرت بالكامل أو جزئيا. هذه إبادة جماعية تتسارع بوتيرة خطيرة - السياسية والمحامية الاسكتلندية تسمينة أحمد الشيخ منتقدة ازدواجية المعايير: نرى أن حياة المسلمين لا تُعطى قيمتها - مؤسس ومدير منصة "Blogging Theology" بول ويليامز: على المسلمين والمسيحيين أن ينظروا أبعد من الأكاذيب التي تُروى عن "النظام الغربي القديم الذي فقد مصداقيته"
تناولت ندوة بعنوان "غزة: اختبار الإنسانية" نظمتها دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الأربعاء، انعكاسات الإبادة الجماعية في غزة على وسائل الإعلام، وردود الفعل الدولية تجاه إسرائيل.
وشارك في الندوة نائب المدير العام لوكالة الأناضول رئيس التحرير العام يوسف أوزهان، والسياسية والمحامية الاسكتلندية تسمينة أحمد الشيخ، ومؤسس ومدير منصة "Blogging Theology" بول ويليامز، ورئيسة منظمة "أطباء بلا حدود" في إسبانيا بولا غيل ليفا.
وأكد أوزهان في كلمته أن لوكالة الأناضول شبكة قوية من المراسلين تنقل التطورات في غزة إلى الساحة الدولية.
وأشار إلى أن الصحفيين يلعبون دورا حيويا في كشف الحقائق وفهم معاناة الناس، ولهذا السبب يستهدفهم الجيش الإسرائيلي عمدا.
وذكّر باستشهاد اثنين من صحفيي الوكالة في غزة، مشيدا بشجاعة الإعلاميين الذين يواصلون عملهم في الميدان بوصفهم "عين وأذن العالم".
وأوضح أن إسرائيل تستخدم المجاعة سلاحا، بالتوازي مع حملة دعائية واسعة، فيما تلتزم الأناضول بالسعي وراء الحقيقة فقط. وأضاف: "نحن في الأناضول نحاول تسجيل الأحداث، التي يمكن أن تكون دليلا على الإبادة الجماعية، في ذاكرة الوعي. وقد جمعنا كتابا بعنوان (الدليل) في هذا الصدد".
كما شدد أوزهان على أن الأناضول كانت في الصفوف الأمامية في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وكشفت للمرة الأولى استخدام تل أبيب للفوسفور الأبيض في غزة.
ولفت إلى أن صور المجاعة التي التقطها مصورو الوكالة مؤخرا احتلت عناوين الصحف وأثرت في الرأي العام.
وختم بالقول: "أؤمن بأن فلسطين والمواطنين في غزة سينتصرون، وأن السلام سيعود إلى هذه المنطقة".
من جانبها، تحدثت ليفا عن تجربتها في غزة أثناء وجودها هناك في ديسمبر/ كانون الأول 2024، مؤكدة أنها كانت تشهد يوميا قصفا إسرائيليا.
وقالت إن منظمة "أطباء بلا حدود" تتدخل في حالات الطوارئ، لكنها لم ترَ من قبل شيئا مماثلا لما يحدث في غزة.
وأشارت إلى أنهم عملوا في مستشفى ناصر جنوب غزة، الذي كان مكتظا بشكل يفوق طاقته، فيما كان الفلسطينيون يكافحون الجوع.
وأضافت أن كثيرا من الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفيات جاؤوا من مناطق توزيع المساعدات التي تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، وسط نقص شديد في المستلزمات الطبية.
وتابعت: "جميع مستشفيات غزة إما دُمِّرت بالكامل أو جزئيا. هذه إبادة جماعية تتسارع بوتيرة خطيرة. ولا يمكننا أيضا أن ننسى الضفة الغربية أيضا".
أما الشيخ، فتطرقت إلى تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة التي أكدت ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة.
وأردفت: "كثيرون منا كانوا يرون هذا منذ زمن طويل. كان يُطلب من مواطني العالم ألا يصدقوا الأدلة التي رأيناها بأعيننا".
وأضافت أن الإرادة السياسية قادرة على تغيير الوضع، وأن القانون الدولي وُجد من أجل ذلك، لكنها انتقدت ازدواجية المعايير قائلة: "نرى أن حياة المسلمين لا تُعطى قيمتها".
وشددت على ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على دول أخرى، معتبرة أن "إسرائيل ارتكبت أخطر جريمة في القانون الدولي".
واستطردت: "نحتاج إلى سياسيين يدافعون عن سيادة القانون ويضعون حدا لهذه الإبادة، وإلا فلن يردع ذلك مجرمي الحرب في المستقبل. لقد وعدنا أطفالنا بأن الإبادة الجماعية لن تتكرر".
كما أشادت بتصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "العالم أكبر من خمسة"، قائلة: "هو كذلك بالفعل، وينبغي أن يكون، ويجب إصلاح هذا الوضع".
من جهته، أكد ويليامز ضرورة مناقشة استخدام اللاهوت وتحريفه لتبرير الإبادة والتطهير العرقي وسرقة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضاف أن العالم يشهد تحولا جذريا، ما يستدعي من المسلمين والمسيحيين وغيرهم من أصحاب النوايا الطيبة أن يتكاتفوا ويشكّلوا تحالفات، وينظروا أبعد من الأكاذيب التي تُروى عن "النظام الغربي القديم الذي فقد مصداقيته".
وبموازاة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1042 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و160 آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة في غزة خلفت 65 ألفا و62 قتيلا، و165 ألفا و697 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 آخرين بينهم 146 طفلا.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.