
دون حدوث إصابات، وفق متحدثة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بينما لم يصدر على الفور تعقيب إسرائيلي..
أعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الأربعاء، سقوط مسيّرة إسرائيلية أمس، داخل مقر البعثة في الناقورة جنوبي البلاد "دون أن يصاب أحد بأذى".
وقالت متحدثة يونيفيل كانديس أرديل، في بيان وصل الأناضول إن "مسيّرة إسرائيلية سقطت يوم أمس (الثلاثاء) داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة جنوب لبنان، ولم يُصب أحد بأذى".
وأضافت أرديل أن "حفظة سلام متخصصين في التخلّص من الذخائر المتفجرة قاموا على الفور بعزل المسيّرة وتأمين محيطها، وتبين أنها لم تكن مسلّحة، بل كانت مزودة بكاميرا".
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أكّد لاحقاً أن المسيّرة تابعة له.
وتابعت: "في حين أن قوات حفظ السلام مجهزة وجاهزة لاتخاذ إجراءات ضد أي تهديدات لسلامتها دفاعاً عن النفس، إلا أن هذه المسيّرة سقطت من تلقاء نفسها".
وزادت: "كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية".
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701، الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية آنذاك بين إسرائيل و"حزب الله"، وإلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات اللبنانية، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل".
وبموجب القرار، قرر المجلس اتخاذ خطوات لضمان السلام، منها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
ولفتت أرديل إلى أن "يونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجد، وستحتج رسمياً على هذا العمل".
وأضافت: "على الرغم من هذه التحديات، تعمل قوات حفظ السلام بحيادية وثبات لدعم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، وهو ما لا تزال الانتهاكات المستمرة تُعرّضه للخطر".
ولم يصدر على الفور تعقيب من السلطات الإسرائيلية على بيان يونيفيل.
وفي 3 سبتمبر/ أيلول الجاري أعلنت يونيفيل أن طائرات مسيرات إسرائيلية هاجمت قوات تابعة لها بأربع قنابل، في ما وصفته بـ"أخطر هجوم" منذ بدء وقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله".
وأوضحت أن هذا الاستهداف جرى "أثناء عملها على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة قرب الخط الأزرق جنوبي لبنان.
وتأسست يونيفيل عام 1978 عقب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، ثم عززت مهامها بشكل كبير بعد حرب يوليو/ تموز 2006 والقرار الأممي 1701، حيث انتشر أكثر من 10 آلاف جندي لمراقبة وقف الأعمال القتالية ودعم الجيش اللبناني في بسط سلطته جنوب نهر الليطاني.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 276 قتيلا و613 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.