محلل إسرائيلي: الاعترافات بفلسطين ضربة موجعة تعمق عزلتنا

13:5224/09/2025, Çarşamba
الأناضول
محلل إسرائيلي: الاعترافات بفلسطين ضربة موجعة تعمق عزلتنا
محلل إسرائيلي: الاعترافات بفلسطين ضربة موجعة تعمق عزلتنا

المحلل السياسي إيتمار إيشنر: - إسرائيل تنحدر إلى مستوى دبلوماسي متدنٍ جديد - قوى العالم تحذر إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة وقد تتخذ إجراءات أو تقطع العلاقات - دعم ترامب غير مضمون نظرا لعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته

وصف محلل سياسي إسرائيلي، الأربعاء، الاعترافات العديد من الدول بفلسطين بأنها "ضربة موجعة" في الأمم المتحدة تعمق عزلة تل أبيب.

وأعلنت 11 دولة، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا وبلجيكا، اعترافها بدولة فلسطين، رغم محاولات إسرائيل والولايات المتحدة منع ذلك، ليرتفع عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.

وقال المحلل السياسي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إيتمار إيشنر إن بهذه الاعترافات "تنحدر إسرائيل إلى مستوى دبلوماسي متدنٍ جديد"، وإنها "تُعمّق عزلة إسرائيل الدبلوماسية".

"ما حدث في نيويورك (..) بمثابة بطاقة صفراء لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، كما أردف إيشنر.

وزاد بأن "إسرائيل ما تزال تتمتع بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنها تواجه خيارات صعبة بشأن كيفية الرد".

وأكد أن "إسرائيل تلقت ضربة موجعة، وبعد أن كانت تعتبر نفسها ضحية لفظائع (حركة) حماس، تجد نفسها الآن محاصرة"، وفق تعبيره.

إيشنر قال: "انهارت عقود من الجهود لمنع مثل هذا الاعتراف، مما خلق واقعا دبلوماسيا جديدا".

واستطرد: "في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، كان الأمر واضحا: لقد وصلت إسرائيل إلى مستوى متدنٍّ جديد على الساحة العالمية".

واُعلنت الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

وأردف إيشنر: "في السابق كان الاعتراف يأتي من الدول العربية ودول عدم الانحياز بشكل رئيس".

واستدرك: "لكن الديمقراطيات الليبرالية - فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا وإسبانيا وغيرها - هي التي قادت هذه الحملة هذه المرة".

و"هذه الدول المتشابهة في التفكير تتمتع بثقل رمزي وأخلاقي، ومن المتوقع أن تنضم إليها حتى الديمقراطيات القليلة التي لا تزال صامدة، مثل فنلندا واليابان وكوريا الجنوبية"، كما حذر إيشنر.

وتقول إسرائيل إنها تدرس الرد على هذه الاعترافات، وتتعالى دعوات داخل الحكومة لإعلان ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية.

ومن شأن هذا الضم أن ينهي إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، الذي تنص عليه قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.

أما نتنياهو فتوعد بعدم قيام دولة فلسطينية، وترك الرد على تلك الاعترافات إلى ما بعد اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض الاثنين المقبل.

وفي هذا الصدد قال إيشنر: "عقب موجة الاعتراف، تحذر القوى العالمية إسرائيل من الرد بضم أجزاء من الضفة الغربية".

وأضاف أن هذه القوى "تحذّر من أن مثل هذه الخطوات ستُعتبر استفزازا متعمدا، وقد لا تُثير إدانات فحسب، بل إجراءات في مجلس الأمن أو حتى قطع العلاقات".

وتابع: "ما يزال دعم ترامب لإسرائيل قويا، ففي الأمم المتحدة، ندد (الأربعاء) بخطوات الاعتراف باعتبارها مكافآت لحماس، وأصرّ على أن السلام يجب أن يبدأ بالإفراج الفوري عن الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)".

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

إيشنر استدرك: "مع ذلك، فإن دعم ترامب غير مضمون، فنظرا لعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، وحساسيته تجاه المصالح الاقتصادية، لا تستطيع إسرائيل أن تُخاطر بكل أوراقها على إدارة ترامب".

واعتبر أن "التحدي المباشر أمام إسرائيل يتمثل في إنهاء حرب غزة بسرعة وحسم، بدعم من الولايات المتحدة، للحد من مخاطر تعميق عزلتها".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و382 قتيلا و166 ألفا و985 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

وأضاف إيشنر أن "القتال المُطوّل يثير خطر المقاطعة والاحتجاجات والملاحقات القانونية في الخارج".

وتنظر محكمة العدل الدولية دعوى قدمتها جنوب إفريقيا ودعمتها دول أخرى عديدة تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 2024 مذكرتي اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

ورأى إيشنر أن "مشهد (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون والمبعوث الفلسطيني (رياض منصور) وهما يتلقيان التصفيق في نيويورك كان إهانةً دبلوماسية تفاقمت بسبب فشل إسرائيل في تقديم رؤية بديلة للمنطقة".

و"التصفيق لماكرون في الأمم المتحدة ربما لم يغيّر الحقائق على الأرض، لكنه أكد عزلة إسرائيل المتزايدة والحاجة الملحة إلى استراتيجية دبلوماسية متماسكة"، كما ختم المحلل الإسرائيلي.

#إسرائيل
#الأمم المتحدة
#بنيامين نتنياهو
#حماس
#دولة فلسطين
#غزة
#فلسطين