بعد انسحاب إسرائيلي.. دمار هائل يكدر فرحة العائدين لشمال غزة

17:2211/10/2025, السبت
تحديث: 11/10/2025, السبت
الأناضول
بعد انسحاب إسرائيلي.. دمار هائل يكدر فرحة العائدين لشمال غزة
بعد انسحاب إسرائيلي.. دمار هائل يكدر فرحة العائدين لشمال غزة

الجيش الإسرائيلي دمر مساحات واسعة ومربعات سكنية كاملة بمحيط منطقة بركة الشيخ رضوان وسط تخوفات من كارثة إنسانية بسبب أزمة الإيواء لاهتراء الخيام واقتراب موسم الأمطار


بقلوب مفجوعة، عاد الفلسطينيون من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله ليكتشفوا أن أحياءهم السكنية التي تركوها مجبورين تحت تهديد النيران الإسرائيلية فقدت ملامحها بالكامل وتحولت إلى خراب ممتد على مدى البصر.

ففي محيط منطقة بركة الشيخ رضوان شمال شرقي مدينة غزة، التي انسحب الجيش الإسرائيلي منها الجمعة، تزامنا مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تحولت الأحياء السكنية إلى مساحات رمادية لا يُرى فيها سوى الركام والدمار.

المنطقة باتت بلا ملامح بعد أن تداخلت طرقها ببعضها جراء الدمار الهائل، فيما غطت الكتل الأسمنتية شوارعها، حتى تاه الفلسطينيون الذين عاشوا فيها عقودا طويلة عن مواقع منازلهم والأزقة التي تقود إليها.

هذا الدمار الذي طال أكثر من 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في قطاع غزة، يتزامن مع أزمة إيواء يعيشها الفلسطينيون مع اهتراء خيامهم، واستبدالها بقطع من القماش الممزق، وسط مخاوف من كارثة إنسانية حقيقية مع اقتراب موسم الأمطار لهذا العام.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن الإبادة الإسرائيلية على مدى عامين تسببت في تدمير أكثر من 300 ألف وحدة سكنية وتهجير مليوني فلسطيني قسرا.

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر أمس الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجر اليوم نفسه.

وفي 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "عربات جدعون 2" التي تستهدف احتلال مدينة غزة كلها بعد تطويقها وتهجير الفلسطينيين منها.

** فرحة بالعودة رغم الدمار

وسط الدمار الكبير الذي حل بمنطقة بركة الشيخ رضوان، تبحث الفلسطينية سهير العبسي عن مستلزماتها المدفونة تحت أنقاض منزلها المدمر.

تقول للأناضول: "ملابسنا أصبحت تحت الركام، لا نعرف كيف ننتشلها".

وأوضحت أنها وعائلتها خرجوا من منزلهم على عجل بسبب الهجمات الإسرائيلية قبل انتهاء الحرب، تاركين وراءهم كل المستلزمات والملابس وأساسيات الحياة.

وذكرت أنها عادت لتصدم بتدمير إسرائيل المربع الذي كانت تسكن فيه بالكامل، وليس منزلها فقط.

وتابعت: "كل الملابس أصبحت ممزقة ومقطعة بفعل القصف، لا تصلح للاستخدام، ولم يتبق لنا شيء بعد قصف المنزل".

وأعربت عن عدم وجود بدائل لهذه المستلزمات خاصة مع اقتراب موسم الأمطار، مضيفة: "لا نعرف كيف سندبر أمورنا".

وأشارت إلى أن عائلتها تفكر في إنشاء خيمة قرب أنقاض منزلها لإيواء أفرادها، بعد تدمير إسرائيل منزلهم.

ورغم هذا الدمار، أعربت العبسي عن فرحتها بالعودة إلى شمال القطاع، قائلة: "فرحتنا كبيرة.. دارنا دُمرت نعيد إعمارها من جديد".

ونهاية سبتمبر الماضي، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة للأناضول، إن نحو 93 بالمئة من إجمالي خيام النازحين في القطاع انهارت ولم تعد صالحة للإقامة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.

وأكد أن معاناة النازحين تتضاعف مع عدم توفر خيام جديدة نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول مواد الإغاثة الأساسية.

** منطقة بلا ملامح

ووسط المساحات الرمادية المدمرة، يحاول الفلسطيني محمد الحلبي إزالة الركام عن جزء من أرض منزله المدمر، وتهيئتها لنصب خيمة لإيواء عائلته المكونة من 9 أفراد.

ويقول للأناضول وعلامات القهر قد ارتسمت على وجهه: "المنزل كان مكونا من 3 طوابق، لم يتبق منه شيء، كله مدمر".

وأوضح أن عائلته تركت كل مستلزماتها بعد إنذار الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة، ولم تصطحب معها أي من ممتلكاتها، ليختفي كل شيء تحت الأنقاض.

وأشار إلى أنه كان يأمل العودة إلى الشمال من أجل إعادة الحياة لمنزله لكنه صُدم بتدميره، وتحويل المنطقة كاملا إلى رماد.

وذكر الحلبي أن الفلسطينيين من سكان هذه المنطقة لم يتعرفوا على مواقع منازلهم أو الأزقة التي تقود إليها بعدما سوتها إسرائيل بالأرض.

بدورها، اعتبرت الفلسطينية أم يوسف الحلبي "هدم إسرائيل للمنازل مؤشرا على فشلها وجبنها".

وتابعت في حديثها للأناضول: "هدموا منازلنا، كله فداء لغزة وفلسطين، المهم أولادنا بخير.. وسنعيد الإعمار".

وشملت انسحابات الجيش الإسرائيلي مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من حيي التفاح والزيتون.

وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وبحر القطاع.

ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح "حماس".

وجاءت الموافقة على مرحلته الأولى بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بمنتجع شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وإشراف أمريكي.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ولسنتين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و682 قتيلا، و170 ألفا و33 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

#إبادة
#إسرائيل
#الشيخ رضوان
#دمار
#غزة
#فلسطين