
**عالمة الأنثروبولوجيا والأكاديمية الأمريكية اليهودية ماورا فينكلستاين: - درّست في كلية مولينبيرغ الأمريكية لكنني طُردت منها بعد ضغوط من الجماعات الصهيونية عقب اتهامي بمعاداة السامية - الصهاينة حولوا هويتهم إلى سلاح لمهاجمتي، أنا يهودية، لكنني طُردت بسبب موقفي السياسي - منظمات صهيونية غالبا ما تقف وراء المضايقات وطرد أعضاء الهيئة التدريسية والتجسس عليهم في الجامعات الأمريكية
قالت عالمة الأنثروبولوجيا والأكاديمية الأمريكية اليهودية ماورا فينكلستاين، إنها تعرضت للنبذ من قبل أوساط يهودية صهيونية، بسبب موقفها المناهض للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
جاء ذلك في حديث للأناضول في إسطنبول، على هامش حضورها أعمال "محكمة غزة" الرمزية الدولية المستقلة بشأن جرائم الإبادة الإسرائيلية في القطاع، واستمرت جلساتها من الخميس حتى الأحد.
والأحد، أصدرت "محكمة غزة" الرمزية الدولية المستقلة من إسطنبول، قرارها النهائي بشأن التحقيق في جرائم إسرائيل بقطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
و"محكمة غزة" مبادرة دولية مستقلة أسسها بالعاصمة البريطانية لندن في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أكاديميون ومثقفون ومدافعون عن حقوق الإنسان وممثلو منظمات مدنية، بسبب "إخفاق المجتمع الدولي تماما في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة".
وأشارت الأكاديمية الأمريكية المناهضة للصهيونية أنها درّست في قسم علم الأنثروبولوجيا بكلية مولينبيرغ الأمريكية لمدة تسع سنوات، لكنها طُردت منها بعد ضغوط من الجماعات الصهيونية والمانحين للكلية بعد اتهامها بمعاداة السامية والصهيونية.
وأضافت: "لقد حوّلوا (الصهاينة) هويتهم إلى سلاح لمهاجمتي. أنا يهودية، لكنني طُردت بسبب موقفي السياسي"، مشيرة إلى أن منظمات صهيونية غالبا ما تقف وراء المضايقات وطرد أعضاء الهيئة التدريسية والتجسس عليهم في الجامعات الأمريكية.
وعن أعمال تلك الجماعات الصهيونية في الجامعات الأمريكية قالت فينكلشتاين: "يستهدفون الأكاديميين والموظفين والطلاب المناهضين للصهيونية، وكذلك الفلسطينيين والعرب والمسلمين، من خلال المراقبة والمضايقة وتدمير حياتهم. وهم يفعلون ذلك بدافع العنصرية المعادية للفلسطينيين والعرب والإسلاموفوبيا، أي أنهم يحاولون تصوير من يعارض الإبادة الجماعية (بغزة) ويدافع عن الحرية وكأنه إرهابي".
وقالت ماورا فينكلستاين: "كأستاذة وكمُحاضِرة وكمُدرِّسة سابقة، أتّبع نداء (الفيلسوف) نعوم تشومسكي الذي وجّهه إلى الأكاديميين خلال حرب فيتنام. كان تشومسكي يؤكد أن على الأكاديميين واجب قول الحقيقة عن الحرب".
وأشارت عالمة الأنثروبولوجيا إلى أن نفس المسؤولية سارية اليوم أيضا، مؤكدة أن على كل أكاديمي، بغض النظر عن مجاله، مسؤولية قول كلمة بشأن الإبادة الجماعية.
وأضافت الباحثة اليهودية: "حتى العلماء الذين يعملون في قضايا تغيّر المناخ يدرسون الدمار البيئي الذي تسببه الإبادة".
وتابعت: "لذلك، على كل أكاديمي أن يذكر هذه الإبادة، وأن يُدين إسرائيل، ويدعم تحرير فلسطين".
ورأت فينكلشتاين أن الجامعات في الولايات المتحدة لم تعد أماكن للتعليم، قائلة: "الجامعات في الولايات المتحدة لم تعد أماكن للتفكير النقدي، بل أصبحت أماكن لتراكم رأس المال".
وأشارت إلى أن النموذج المالي والاستثمارات السياسية خلقت بيئة قمعية في العديد من الجامعات في الولايات المتحدة، وقالت: "في هذه الأماكن، قد يؤدي الحديث عن الإبادة (بغزة)، أو التحدث ضد إسرائيل، أو دعم التحرير الفلسطيني إلى طرد شخص ما أو تعليق وظيفته".
واعتبرت فينكلشتاين أن المسؤولين عن الجامعات في الولايات المتحدة يخدمون البيروقراطية فقط.
وأضافت: "لكن هذا لا يمكن أن يكون عذرًا في مواجهة الإبادة الجماعية. على هؤلاء البيروقراطيين الآن دعم التعلم والتفكير النقدي والبحث عن الحقيقة".
وارتكبت إسرائيل إبادة في غزة، استمرت عامين، منذ 8 أكتوبر 2023، وخلفت 68 ألفا و519 قتيلا فلسطينيا، و170 ألفا 382 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.






