الشيخ عكرمة.. خطيب الأقصى والقدس يُحاكم "سياسيا"

10:0318/11/2025, Salı
الأناضول
الشيخ عكرمة.. خطيب الأقصى والقدس يُحاكم "سياسيا"
الشيخ عكرمة.. خطيب الأقصى والقدس يُحاكم "سياسيا"

- خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري يمثل الثلاثاء أمام المحكمة بتهمة "التحريض" - فيما تتواصل حملات التحريض ضد الشيخ من جماعات إسرائيلية متطرفة دون أي مساءلة



يمثل خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، الثلاثاء، أمام محكمة الصلح الإسرائيلية، في محاكمة وُصفت بأنها "سياسية بامتياز"، تستهدف واحدًا من أبرز الرموز الدينية وأكثر الأصوات المدافعة عن الأقصى.

وتعقد المحكمة أولى جلسات محاكمة صبري (85 عاما) عند الساعة 13:00 (11:00 ت.غ)، ضمن لائحة اتهام تقدمت بها النيابة الإسرائيلية ضده في يونيو/حزيران 2024، وتشمل تهمًا تتعلق بـ"التحريض"، بحسب بيان لطاقم الدفاع.

وقال طاقم الدفاع عن صبري في بيان الاثنين، إن "لائحة الاتهام تضمنت التحريض على الإرهاب، على خلفية كلمتي تعزية ألقاهما الشيخ في بيتي عزاء في مخيمي شعفاط (بالقدس) وجنين (شمالي الضفة الغربية المحتلة) في العام 2022".

كما يواجه صبري "تهمة ثالثة تتعلق بنعي (رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس") إسماعيل هنية في خطبة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك".

بدورها، قالت هيئة البث العبرية إن لائحة الاتهام تتعلق بهجوم في شارع ديزنغوف بتل أبيب في أبريل/نيسان 2022، وهجومين نفذهما الشاب عدي التميمي عند حاجز شعفاط ومستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

وتتضمن اللائحة عبارات نسبتها النيابة لصبري، منها قوله عن منفذي العمليات: "إنهم في الجنة إن شاء الله، والملائكة تستقبلهم"، وقوله: "نسأل الرحمة للشهداء من البحر إلى النهر".

وأضافت النيابة: "بحسب مضمون النشر والظروف التي نُشر فيها، هناك احتمال حقيقي بأن يؤدي ذلك إلى تنفيذ عمل إرهابي"، وفق المصدر.

ويأتي هذا الملف بعد التماس تقدمت به منظمة "لافي" اليمينية المتطرفة إلى محكمة العدل العليا لمطالبة النيابة بتجريم الشيخ صبري، متهمة إياه بـ"التحريض على اليهود".

وقالت المنظمة عند صدور اللائحة في يوليو 2024: "لقد حان الوقت ليُحاكم صبري على جرائمه بحق الشعب اليهودي"، وفق زعمها.


نعي هنية

لم تتوقف ملاحقات إسرائيل للشيخ صبري عند هذا الحد، إذ اعتقلته في 8 أغسطس/آب 2024 بعد أن نعى في خطبة الجمعة رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الذي اغتالته تل أبيب في 13 يوليو 2024 في طهران.

وقالت الشرطة الإسرائيلية آنذاك إنها فتحت تحقيقًا ضد الشيخ صبري بشبهة "التحريض ودعم الإرهاب"، مدعية أن خطبته في المسجد الأقصى أدت إلى هتافات من قبل المصلين.

وجرى اعتقال الشيخ صبري من منزله والتحقيق معه، قبل إصدار قرار بإبعاده عن الحرم القدسي لمدة ستة أشهر، حتى فبراير/شباط 2025.


هجوم عنيف

ويواجه الشيخ عكرمة صبري هجوما عنيفا من قبل العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة، كان آخرها منظمة "ريغافيم" في أكتوبر الماضي.

وقالت المنظمة المتطرفة: "إذا لم تتعامل الدولة معه بحزم، فإن الرسالة هي أن الإرهاب اللفظي في القدس يُؤتي ثماره"، على حد قولها.

وتابعت: "مدى قدرة دولة إسرائيل على ردع العناصر القومية التي تُلحق بها الأذى سيُختبر من خلال اتخاذ إجراءات جنائية ضد التحريض الذي ينشره الشيخ، إضافة إلى هدم منزله في حي الطور"، مدعية أن المنزل "مقام على أراضي دولة دون ترخيص".

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف إجراءاتها لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

وهم يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة ولا بضمها إليها عام 1981.


ملاحقة سياسية ودينية

بدوره، اعتبر طاقم الدفاع عن الشيخ صبري إجراءات محاكمته، بأنها تأتي "ضمن سلسلة إجراءات تعسفية وملاحق سياسية ودينية وفكرية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضده في السنوات الأخيرة".

وأضاف: "بما في ذلك إبعاده عن المسجد الأقصى المبارك، ومنعه من السفر، وإصدار قرار بهدم بيته".

كما اعتبر المحاكمة "استجابةً لحملة التحريض الواسعة التي شنتها الأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة ضد سماحة الشيخ".

ومرارا اتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات ضد صبري، بسبب خطبه المتضامنة مع قطاع غزة، فضلا عن تحريض متواصل من قبل مسؤولين في تل أبيب، بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير، والداخلية موشيه أربيل.

وتعرض قطاع غزة لحرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، وتوقفت بعد عامين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

#القدس
#عكرمة صبري
#محاكمة