ماذا نعرف عن مخيم عين الحلوة الذي قصفته قوات الاحتلال

14:0519/11/2025, Çarşamba
تحديث: 19/11/2025, Çarşamba
يني شفق
ماذا نعرف عن مخيم عين الحلوة الذي قصفته قوات الاحتلال
ماذا نعرف عن مخيم عين الحلوة الذي قصفته قوات الاحتلال

مصادر كلية تفيد باستشهاد 13 شخصا حمراء الصف الإسرائيلي لمخين عين الحلوة



أدّت غارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، مساء الثلاثاء، إلى استشهاد 13 شخصًا وإصابة عدد آخر بجروح، في حصيلة أولية مرشّحة للارتفاع، وفق مصادر طبية وشهود عيان داخل المخيم. وقد أعاد هذا القصف إلى الأذهان مجزرة مشابهة وقعت في أكتوبر 2024، حين استهدفت إسرائيل المخيم وقتلت ستة أشخاص نصفهم من الأطفال، في هجوم أثار يومها موجة استنكار واسعة


ومع كل تصعيد، يعود مخيم عين الحلوة إلى الواجهة بوصفه أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأكثرها حساسية سياسيًا وأمنيًا، إضافة إلى كونه مركزًا لآلاف العائلات التي لجأت إليه منذ النكبة وما تلاها من أحداث لبنانية وفلسطينية متلاحقة


ماذا نعرف عن مخيم عين الحلوة؟


يقع مخيم عين الحلوة عند أطراف مدينة صيدا جنوبي لبنان، على بعد 67 إلى 76 كلم من الحدود الفلسطينية تبعًا لطريقة القياس، وعلى مسافة 2 إلى 3 كيلومترات من مركز مدينة صيدا. وقد اكتسب مع مرور الزمن لقب “عاصمة الشتات الفلسطيني” نظرًا لكثافته السكانية وتنوع الفصائل التي تعمل داخله


تأسس المخيم عام 1948 بمبادرة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي خصّصت أرضًا كانت أصلًا معسكرًا للجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية لاستقبال نحو 15 ألف فلسطيني لجؤوا إلى صيدا بعد النكبة، انتقل الإشراف على المخيم لاحقًا إلى وكالة الأونروا عام 1950، بينما بدأت الوكالة تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية فيه ابتداءً من عام 1952


كانت أولى العائلات التي وصلت إلى المخيم قادمة من 13 قرية فلسطينية موزعة على أقضية عكا والجليل والحولة، وبينها: عمقة، صفورية، شاب، تايتابا، المنشية، السميره، النهر، الصفصاف، حطين، رأس الأحمر، الطيرة، وترشيحا


مساحة صغيرة وسكان يتضاعفون


تبلغ مساحة المخيم نحو كيلومتر مربع واحد فقط، ورغم ذلك أصبح مع الوقت أكثر المخيمات اكتظاظًا في لبنان وفق أرقام الأونروا، يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في المخيم نحو 47,500 شخص، لكن تقديرات أهل المخيم تتراوح بين 70 ألفًا وتصل أحيانًا إلى 100 ألف نسمة، نتيجة موجات نزوح فلسطينية داخل لبنان على مدى العقود الماضية


وقد استقبل المخيم مجموعات كبيرة من اللاجئين الذين نزحوا من مناطق أخرى، خصوصًا من طرابلس خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن مخيم نهر البارد بعد تدميره عام 2007، فضلًا عن وافدين من مخيم النبطية عام 1974، ومن مخيمي البداوي ونهر البارد عام 1983، ومن مخيمات بيروت سنة 1985 هذا التداخل جعل المخيم أشبه بـ خريطة مصغّرة للشتات الفلسطيني بكل فصائله وخلفياته


بيئة اجتماعية وسياسية معقدة


لا يعاني المخيم فقط من ضيق المساحة وشحّ الخدمات، بل يواجه أيضًا أوضاعًا أمنية معقّدة. فهو يضمّ طيفًا واسعًا من القوى الفلسطينية: فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائل التحالف الوطني، إضافة إلى مجموعات إسلامية وجهادية تتنافس على النفوذ، هذا التعدد جعل المخيم عرضة لصدامات داخلية بين الحين والآخر، وأحيانًا ساحات لاقتتال دموي، ما يعمّق من معاناة سكانه


أوضاع معيشية صعبة


تعاني البنية التحتية في المخيم من تردٍ كبير، إذ يشكو السكان من شبكات صرف صحي متهالكة، ونقص في المياه الصالحة للشرب، وتراجع حاد في جودة الخدمات الصحية والتعليمية ومع تزايد عدد السكان داخل مساحة صغيرة، ازدادت الكثافة السكانية إلى مستويات لافتة، لتتحول الأزقة إلى ممرات ضيقة مكتظة، والبيوت إلى بنايات عشوائية فوق بعضها


وتشير الأونروا عبر موقعها الرسمي إلى أنّ المخيم يستضيف «عددًا كبيرًا من لاجئي فلسطين النازحين من أجزاء أخرى من لبنان»، وهو ما جعل عين الحلوة اليوم الأكبر من حيث عدد السكان والمكتظّية، رغم أن مساحته لا تتجاوز في أفضل التقديرات 1 إلى 2.9 كيلومتر مربع


مخيم يدفع ثمن الذاكرة


بقي عين الحلوة منذ ولادته رمزًا لمرحلة النكبة، وعنوانًا لتاريخ طويل من التهجير واليوم، بعد أكثر من سبعين عامًا على تأسيسه، يجد المخيم نفسه مجددًا في مرمى الاستهداف، فيما يعيش سكانه بين جراح الماضي وضغط الحاضر، وبين ذاكرة لا تريد أن تُمحى وواقع يزداد تعقيدًا، في انتظار مستقبل لا يزال غامضًا




#عين الحلوة
#مخيم
#اسرائيل