الرئيس السوري: استعدنا هوية سوريا بعد خمسة عقود من الظلم والفساد

20:238/12/2025, الإثنين
تحديث: 8/12/2025, الإثنين
الأناضول
الرئيس السوري: استعدنا هوية سوريا بعد خمسة عقود من الظلم والفساد
الرئيس السوري: استعدنا هوية سوريا بعد خمسة عقود من الظلم والفساد

في كلمة ألقاها بقصر المؤتمرات بدمشق خلال احتفالية عيد التحرير..

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الإثنين، إن بلاده استعادت هويتها بعد خمسة عقود من محاولات سلخها عن حضارتها، مؤكدًا أن "حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء قامت على اللاقانون والفساد".

جاء ذلك في كلمة ألقاها في قصر المؤتمرات بدمشق خلال احتفالية "عيد التحرير"، تابعها مراسل الأناضول.


وأكد الشرع أن العاصمة دمشق استعادت مكانتها كـ"درة الشرق" بعد عقود من القهر، قائلاً: "لقد فقدنا الشام درة الشرق لأكثر من خمسة عقود، وحاولوا سلخها عن هويتها وحضارتها وعمقها التاريخي".


وأضاف: "عمد النظام البائد إلى زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء شعبنا، وبثّ الشك في قلوب وعقول السوريين، فأقام بين السلطة والشعب سدودًا من الخوف والرعب، وحوّل عقد المواطنة إلى صك ولاء وعبودية".


وشدد على أن "حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء في تاريخ بلدنا، استحكم فيها المستبد حينًا من الزمن، ثم ما لبث أن هوى لتشرق من جديد أنوار البصيرة".


وتابع الشرع بأن النظام السابق "أسس لكيان يقوم على اللاقانون، ونشر الفساد، وأمعن في إفقار الشعب وتجهيله وحرمانه من حقوقه، حتى باتت الكلمة جريمة، والإبداع وصمة عار، وحب الوطن تهمة وخيانة".


وأعلن الرئيس السوري عن "قطيعة تاريخية" مع موروث النظام السابق، والانتقال إلى مرحلة جديدة، مشيرًا إلى أن معركة التحرير انتهت لتبدأ "معركة جديدة في ميادين العمل والاجتهاد، معركة مقاربة الأقوال بالأفعال والعهود بالوفاء".


وحول أسس بناء الدولة الجديدة، قال الشرع: "منذ اللحظة الأولى للتحرير تجوّلنا في المحافظات، واستمعنا لهموم الشعب ومطالبه، وعلى ضوئها وضعنا رؤية واضحة لسوريا الجديدة، دولة قوية تنتمي إلى ماضيها التليد وتتطلع إلى مستقبلها الواعد".


وفي الجانب الدبلوماسي والاقتصادي، أكد الشرع أن حكومته "عملت على تعريف العالم بهذه الرؤية، فاستقبلنا الوفود وزرنا البلدان، وأسهمت الدبلوماسية السورية في تغيير جذري لصورة البلاد في الخارج، وجعلها شريكًا موثوقًا لدول المنطقة والعالم".


وأضاف: "عقدنا شراكات استراتيجية مع دول صديقة في قطاعات حيوية، وأسهمت هذه الشراكات في تعزيز التعافي الاقتصادي".


وفي الملف الأمني والقضائي، أكد الشرع دمج القوى العسكرية في "جيش وطني موحد قائم على المهنية وولاء المؤسسة للوطن"، مشددًا على التزام الدولة بمبادئ العدالة الانتقالية، "لضمان محاسبة كل من انتهك القانون وارتكب جرائم بحق الشعب السوري، مع الحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدالة".


وقال إن "حق الشعب في المعرفة والمساءلة، ثم المحاسبة أو المصالحة، هو أساس استقرار الدولة وضمان لعدم تكرار الانتهاكات".


ولم يغفل قضية المفقودين، معتبرًا أنهم وأسرهم "يمثلون قضية إنسانية ذات أولوية لا مساومة فيها، ونحن ملتزمون بالبحث عن الحقيقة دون توقف".


واختتم الشرع كلمته بالقول: "إلى أولئك الذين مهّدوا الطريق لنا بدمائهم وعذاباتهم وجراحهم وآلامهم، من مجاهد وأسير وشهيد وجريح وثائر ومكافح، ولأسرهم أجمعين، كل التحية والسلام".


وفجر الإثنين، شهدت مساجد سوريا "تكبيرات النصر" بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأولى لإسقاط نظام الأسد، بدعوة من وزارة الأوقاف.


كما شهدت عدة محافظات سورية، بينها دمشق وريف دمشق ودرعا وحماة وحلب وإدلب، عروضًا عسكرية وسط مشاركة شعبية واسعة.


وأدى الرئيس السوري أحمد الشرع صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، وقال في كلمة عقب الصلاة: "من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، بإذن الله سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها، ببناء يليق بحاضرة سوريا العريقة"، وفق وكالة "سانا".


ومنذ أيام، يحتفل السوريون في مختلف المحافظات بالخلاص من نظام الأسد عبر معركة "ردع العدوان"، التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من محافظة حلب، قبل أن يتمكن الثوار من دخول العاصمة دمشق بعد 11 يومًا.


ويرى السوريون أن الخلاص من نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 شكل نهاية حقبة طويلة من القمع الدموي، تخللتها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال سنوات الثورة الـ14.

#الرئيس السوري أحمد الشرع
#النظام البائد
#سوريا
#عيد التحرير