كان الشهيد فاتح كالو (20 عامًا) قد ترك دراسته وتقدم بطلب لأداء الخدمة العسكرية؛ إذ كان يستعد لأداء الواجب الوطني بعد 15 يوما، لكنه استشهد برصاص أطلقه الانقلابيون من طائرة مروحية في بيش تبه بينما كان يحاول الدفاع عن وطنه ضد عناصر منظمة غولن الإرهابية.
علم كالو بالأحداث بينما كان الرئيس أردوغان يوجه دعوته للشعب للنزول إلى الميادين في حدود الساعة 23:00 ليلة 15 يوليو/تموز، فسأل والدته عما يحدث، فأجابته "سيعدمون الرئيس كما فعلوا مع عدنان مندريس، وكما يحدث في سوريا ومصر"، فهرع للنزول وهو يقول لها "ربما لا أمتلك مدفعا ولا بندقية، لكن لدي روح مستعد للتضحية بها".
لم يرد كالو على هاتفه طوال الليل، كما لم يعد إلى بيته في الصباح، فجالت أسرته بأقسام الشرطة والمستشفيات، لكن فشلت في العثور عليه. اتصلت أسرته بوزارة الصحة لتعلم أنه مصاب في مستشفى أتاتورك، وعندما ذهب أفرادها إلى المستشفى علموا أن كالو قد استشهد.
"ربما لا أمتلك مدفعا ولا بندقية، لكن لدي روح مستعد للتضحية بها"
تحكي أم الشهيد كالو في حوار أجرته معها صحيفة يني شفق وتقول "كان ابني في مدينة بولو، وجاء إلى أنقرة تلك الليلة. كنا نجلس في البيت، فسمعنا أصوات الأسلحة نظرا لأن مبنى جهاز الاستخبارات قريب منا. كنا نتابع أخبار محاولة الانقلاب على شاشة التلفاز، فسألني ابني "ماذا يحدث يا أمي؟" فأجبته "سيعدمون رئيسنا كما فعلوا مع مندريس". فقال ابني الآخر "لو أعدموه لما بقي لدينا حجاب ولا قرآن"، وبدأ يبكي. ثار فاتح قائلا "ماذا يعني أن يطلقوا النار على الشعب؟ أنا مستعد لقتل أي قائد يطلق النار علي وعلى المدنيين. وليطلق من بجانبي علي النار، فأنا لدي روح واحدة وحينها لن أبخل بتقديمها فداء. لا أمتلك سلاحا، لكن لدي روح مستعد لتقديمها فداء للوطن". وبعدها خرج من البيت مسرعا. استشهد برصاص أطلق من طائرة مروحية، ولم نعلم بهذا النبأ إلا في الصباح. كان يدرس في الجامعة، لكن الدراسة لم تكن أولويته، وكان يقول "الوطن ثم الوطن". ترك الدراسة وكان يقول "لا بد أن أؤدي الخدمة العسكرية، ينبغي لي أن أنقذ وطني". كما كان يقول "سأستشهد لتكوني أم الشهيد". فاللهم لا تدع فرصة للخونة من الذين يريدون النيل من وطننا وأذاننا وإسلامنا".
كان فاتح يستعد ليلتحق بالخدمة العسكرية كجندي بحرية في إسكندرون في الأول من أغسطس، لكنه دفن يوم الإثنين الموافق 18 يوليو في غريده التي أوصى بأن يدفن بها.
أطلق اسمه على ثانوية للأئمة والخطباء بمدينة مانيسا.