كان خليل إيشيلار سيذهب لأداء الخدمة العسكرية بعد 3 أشهر. وكان قد عاد من مباراة لكرة القدم مع أصدقائه عشية 15 يوليو/تموز، فما إن سمع نداء الرئيس أردوغان حتى أسرع للنزول إلى الميدان وهو يرتدي ملابسه الرياضية وخفافته؛ إذ لم يكن يملك وقتًا لارتداء حذائه، ليسقط الشاب الذي كان يبلغ من العمر 22 ربيعا شهيدا جراء تفجير بالقنابل بينما كان يدافع عن وطنه أمام مديرية أمن أنقرة.
نزل الشهيد إيشيلار إلى الميدان مسرعا استجابة لنداء الرئيس أردوغان عشية محاولة الانقلاب. حاولت والدته إقناعه بعدم النزول، لكنه لم يطعها. خرج والده في عقبه، لكن خليل كان قد توارى عن الأنظار.
عندما وصل خليل إلى مديرية الأمن في أنقرة صعد فوق إحدى الدبابات لمقاومة الانقلابيين، لكنه استشهد بعد إصابته بشظية نتيجة الهجوم بالقنابل الذي نفذته عناصر منظمة غولن الإرهابية في الساعات الأولى من محاولة الانقلاب.
انتظرت عائلة إيشيلار طيلة الليلة ليتلقوا خبرا عن ابنتهم، لكن دون جدوى، وحينها هرعوا إلى مستشفى نمونه التعليمي في أنقرة، ليتلقوا نبأ استشهاده، ويرى والداه إيجابي وهوليا ابنهما وأحد جنبيه ممزق تماما. استلمت الأسرة جثمان الشهيد ليدفن في مقبرة كارشياكا يوم 18 يوليو.
"طوبى لنا لاستشهاد ابننا فداء لوطنه وأمته"
روت والدة الشهيد هوليا ما حدث تلك الليلة لصحيفة يني شفق قائلة "لعب خليل مباراة لكرة القدم مع أصدقائه تلك الليلة حتى الساعة 22:30، فقال لهم مسؤول الملعب "ارجعوا إلى بيوتكم، هناك حالة فوضى في البلد". عاد خليل إلى البيت، وما إن سمع نداء الرئيس أردوغان خرج من البيت مسرعا وهو يرتدي ملابسه الرياضية المتعرقة حتى دون أن يرتدي حذاءه. قلت له "لا تخرج يا بني، ربما يصيبك مكروه"، لكنه حتى لم يلتفت خلفه. ذهب إلى مديرية الأمن رفقة 3 من أصدقائه، كان لا يزال على قيد الحياة حتى الساعة 02:10. مرت الدبابات، وفقد الأصدقاء الثلاثة التواصل فيما بينهم. بحث أصدقاؤه عنه لساعة، ثم في حدود الساعة 04:20 اتصلت أمهات أصدقائه ليسألوا عما إذا كان خليل قد عاد إلى البيت، فقلت لهن إنه لم يعد، فأخبروني بأن أبناءهن عادوا. وفي تلك اللحظة شعرت وكأن أحدهم يصب ماء ساخنا فوق رأسي. خرج زوجي وأصدقاء ابني للبحث عن خليل، وعلمنا بعد ذلك أنه استشهد وجثمانه في المستشفى. كان سيذهب لأداء الخدمة العسكرية في شهر ديسمبر/كانون الثاني المقبل. كان الابن الذكر الوحيد في البيت. أشعر بحزن ممزوج بفخر لاستشهاده. طوبى لنا لاستشهاد ابننا فداء لوطنه وأمته، فهو سيلقانا في الآخرة في جنته".
درس الشهيد خليل إيشيلار في قسم الكهرباء والإلكترونيات بالمدرسة الثانوية المهنية في أنقرة. وكان مشجعا مغرما بفريق بشيكتاش، وكان سيذهب لأداء الخدمة العسكرية بعد أشهر قليلة، وكان يحلم بأن يفتح متجرا عقب عودته.
Video: Tankın altında kaldı