استشهد الشرطي خالد غولسر، الذي كان يعول إخوته التسعة، في أول هجوم بالقنابل نفذته عناصر منظمة غولن الإرهابية من الخونة على رئاسة دائرة العمليات الخاصة في أنقرة التي كان يعمل بها منذ 6 سنوات.
استدعي غولسر ليلة محاولة الانقلاب إلى مقر عمله في رئاسة دائرة العمليات الخاصة. استقل سيارته عند الساعة 23:00 وتحرك نحو مكتبه. اتصلت به أسرته بعد 20 دقيقة من خروجه، لكن لم تتلق ردا. أصيب إصابة بالغة في الهجوم الأولى على مقر عمله، فنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكنه لفظ هناك أنفاسه الأخيرة رغم كل المحاولات لإنقاذه. استلمت أسرته جثمانه ملفوفا بالعلم التركي، لينقل بعدها إلى إدارة شعبة العمليات الخاصة بمسقط رأسه في مدينة ديار بكر. حمله جمع من الناس على الأعناق وهم يرددون التكبيرات، ثم نقل إلى منطقة دجلة ليوارى الثرى.
كان يعول إخوته ليكملوا دراستهم
اختار الشهيد غولسر (29)، الذي ينحدر من مدينة ديار بكر، جهاز الشرطة للعمل به؛ إذ التحق به قبل 11 عاما، وانتقل للعمل في رئاسة دائرة العمليات الخاصة بالعاصمة قبل ست سنوات. كان غولسر أكبر إخوته التسعة الذين كان يعيش معهم في أنقرة، وكان يدعمهم ماديا ومعنويا؛ إذ بذل مجهودا طيلة حياته العملية لتربيتهم.
يقول حسين (12) الشقيق الأصغر للشهيد إنهم التقوا خالد للمرة الأخيرة في عيد الفطر، مضيفا "كان أخي الأكبر خالد إنسانا طيبا، كان يساعد الفقراء دائما. رأيته للمرة الأخيرة في عيد الفطر حينما جاءنا. وحينها كان قد اشترى له سلاحا، وكنا نتمازح سويا. اشتقت له كثيرا. لو كان هؤلاء الانقلابيون رجالا حقا لكانوا واجهونا على الأرض، لماذا هاجموا بالقنابل من الجو؟ لا يمكن لأحد أن يقوم بهذا الفعل، بهذه الخيانة، لكنهم فعلوها".
أطلق اسم الشهيد خالد غولسر على مدرسة في مسقط رأسه بقرية بكمزجيلر التابعة لمنطقة دجلة في ديار بكر.