انتقل إسماعيل كيفال إلى جسر السلطان محمد الفاتح في إسطنبول عشية 15 يوليو/تموز وبدأ يبث الأحداث هناك مباشرة عبر هاتفه المحمول، لكنه استشهد بعدما اصطدمت برأسه فوهة الدبابة التي صعد فوقها.
عندما سمع كيفال إغلاق جسري إسطنبول انطلق لمقاومة الانقلابيين رفقة أصدقائه من الحي حتى دون أن ينتظر دعوة الرئيس أردوغان. وعندما وصل إلى جسر السلطان محمد الفاتح، بدأ يبث عبر هاتفه الأحداث التي رآها هناك.
وجد كيفال نفسه وسط الاشتباكات الدائرة فوق الجسر، فصعد فوق إحدى الدبابات التي كان يقودها عناصر منظمة غولن الإرهابية ليمنع تقدمها نحو المدنيين. وبينما كان فوق الدبابة، أدار جندي فوهتها، فأمسك كيفال بهوائي الاتصال لينجح في الصمود، لكنه لم يحل دون أن تصطدم فوهة الدبابة بالجانب الأيمن من رأسه. وبعد هذه الضربة لم يستطع كيفال أن يسير على قدميه سوى 200 – 300 متر، ثم سقط على الأرض.
تلقت عائلة كيفال نبأ استشهاده في حدود الساعة 02:30. نقل جثمانه إلى هيئة الطب الشرعي في اليوم التالي، ودفن بعدها – بناء على وصيته – إلى جانب والده مراد كيفال الذي توفي قبل 15 عاما في قربة كارادمير التابعة لمنطقة تيرابولو في مدينة غيراسون.
كرّس حياته لأمه
تربى كيفال (32) في مدينة غيراسون، وعندما بلغ 21 عاما سافر إلى إسطنبول وبدأ يعمل كنادل في أحد الفنادق. كان الشهيد، الذي فقد والده عام 2001، يعمل لإعالة والدته وشقيقته. وقالت أمه نورتن كيفال إنها تشعر بالفخر بابنها، وأضافت "لم يعد لدي ما أقول. أدعو الله ألا يحرم أحدا من ولده. هذا كان امتحاني، فلم يكن لدي ولد سواه. لكن كل شيء فداء للوطن. لقد استشهد حتى لا يضيع وطننا، ولو كان لدي ابن آخر لما ترددت في التضحية به هو أيضا من أجل الوطن".
أطلق اسم الشهيد إسماعيل كيفال على مدرسة ثانوية للأئمة والخطباء في مسقط رأسه بمدينة غيراسون.