كان محمد عاكف سانجار في إجازة عندما استدعي إلى مقر عمله في رئاسة دائرة العمليات الخاصة في أنقرة عشية 15 يوليو/تموز، فخرج من بيته دون أن يجد فرصة حتى لوداع أهله. وكان سانجار يتحسر في كل عودة له من مكان عمله في الولايات الشرقية بقوله "عدت دون أن استشهد"، لكن الله كان قد كتب له الشهادة في أنقرة.
التحق سانجار بجهاز الشرطة تلبية لطلب أمه، وبعد أن أكمل دراسته في أكاديمية الشرطة في إزمير، بدأ عمله في العمليات الخاصة في باليكسير. كانت مدينة تونجلي هي أول مدينة يعمل بها، قبل أن يعمل في مدن إغدير وأنقرة وشرناق. كان يبلغ من العمر 45 عاما، وكان أبا لبنتين تبلغان من العمر 8 و13 عاما وابن يبلغ 15 عاما.
كان سانجار عند استدعاء عشية محاولة الانقلاب في إجازة بعد عمل لشهر ونصف في مدينة جزرة. خرج من بيته مهرولا بعد تلقيه مكالمة هاتفية في حدود الساعة 22:30، واتجه نحو رئاسة دائرة العمليات الخاصة حيث استشهد إثر انفجار قنبلة بعد 6 دقائق فقط من مكالمة جمعته بزوجته عند الساعة 23:57.
انتظرت أسرة الشهيد ليومين معتقدة أنه لا يزال في عمله إلى أن بدأت تتصل به يوم 17 يوليو، ثم علم أفراد أسرته أن أحد الجثامين التي أجري لها اختبار الحمض النووي ولم يتعرف عليها أحد هي جثة الشهيد سانجار.
شهيد في العيد المقبل
كان الشهيد سانجار يودع أهله قبل خروجه في كل مرة كان يذهب فيها إلى عمله، وعندما استدعي إلى العمل تلك الليلة خرج مهرولا. كان قد زار في العيد قبر اثنين من أصدقائه الذين استشهدوا، وقال مخاطبا إياهما "سأكون بجواركما في العيد المقبل"، لتتحقق أمنيته في أطول ليلة في تاريخ تركيا.
أطلق اسم الشهيد على مدرسة ابتدائية في أنقرة وثانوية للأئمة والخطباء في موغلا.