
بعد مشاركته الأولى عام 2005، بينها 4 مشاركات عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء، و10 في منصب رئاسة الجمهورية
يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء القادم، للمرة الـ15، بعد مشاركته الأولى عام 2005، بينها 4 مشاركات عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء، و10 بصفته رئيسا للجمهورية.
وبحسب معلومات جمعتها الأناضول، شارك أردوغان للمرة الأولى في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ60 عام 2005، عندما كان رئيسا للوزراء.
وقال أردوغان خلال كلمته في تلك الدورة إن "منظمة أمم متحدة متجددة، وأكثر ديمقراطية وشفافية، وقادرة على تمثيل الإرادة المشتركة لجميع أعضائها، وتشكل الأرضية لحل النزاعات الدولية، وتعتبر ضمانة للسلام العالمي، وتكون أكثر فاعلية، إنما هو لصالح الإنسانية جمعاء".
وفي مشاركته الثانية عام 2007 بالدورة الـ62، أكد أردوغان في خطابه أن أي عمل إرهابي في أي مكان بالعام هو جريمة ضد الإنسانية جمعاء، داعيا إلى التضامن والتعاون الأكثر فعالية في مواجهة هذا الخطر.
أردوغان شدد في كلمته بمشاركته التالية عام 2009 في الدورة الـ64، على ضرورة إصلاح هيكلية الأمم المتحدة وزيادة فاعليتها من أجل إقامة نظام عالمي عادل ومشترك.
وفي مشاركته بالدورة 66 عام 2011، تطرق أردوغان إلى قضايا إقليمية مختلفة مثل سوريا وليبيا والصومال وفلسطين وإقليم قره باغ الأذربيجاني.
- العالم أكبر من 5
أول مشاركة لأردوغان بصفته رئيسا للجمهورية التركية، كانت في اجتماعات الدورة 69 عام 2014، حيث انتقد آلية استخدام الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن للفيتو، ما يعطل فاعلية الأمم المتحدة، قائلا جملته الشهيرة "العالم أكبر من 5".
- مكافحة تنظيم غولن الإرهابي
بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز 2016، بنحو شهرين، شارك الرئيس التركي في اجتماعات الدورة 71، حيث دعا في كلمته الدول الصديقة لاتخاذ تدابير ضد تنظيم غولن الإرهابي، كما أدلى برسائل مهمة في إطار مكافحة الإرهاب.
- رسائل بشأن سوريا ومكافحة الإرهاب
أما في خطابه في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017، فقد وجه أردوغان رسائل بشأن سوريا ومكافحة الإرهاب.
وأكد أن تركيا تخوض صراعا عنيفا مع أكثر التنظيمات الإرهابية دموية في المنطقة مثل "داعش" و"بي كي كي"، والتي تغذت من عدم الاستقرار في سوريا والعراق، لافتا إلى أن عملية درع الفرات التي أطلقتها في سوريا هي أكبر نجاح ضد تنظيم "داعش".
وفي الدورة التالية الـ73 عام 2018، وجه الرئيس التركي انتقادات للأمم المتحدة، قائلا إن مجلس الأمن تحول إلى بنية تخدم فقط مصالح الأعضاء الـ5 الذين يملكون حق النقض، ويتغاضى عن الظلم في بقية أنحاء العالم.
وأضاف أن المجازر التي وقعت في البوسنة والهرسك، ورواندا، والصومال، وميانمار، وما زالت تُرتكب في فلسطين، جرت كلها أمام أعين مجلس الأمن الدولي.
- قضية الهجرة غير النظامية
في الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019، تحدث الرئيس أردوغان عن قضية الهجرة غير النظامية، متطرقا إلى مأساة الطفل السوري "إيلان" الذي هزت صورته ضمائر العالم.
وعرض أردوغان صورة للطفل إيلان، الذي جرفته الأمواج إلى شاطئ قضاء بودروم في موغلا نهاية عام 2015، وأصبح رمزا للهجرة غير النظامية.
وقال: "للأسف، سرعان ما نسي العالم ملايين المضطهدين الذين انتهت رحلاتهم لإنقاذ حياتهم إما في مياه البحر الأبيض المتوسط المظلمة أو أمام الأسلاك الشائكة الممتدة عبر الحدود. كما ترون، سرعان ما نسي العالم الطفل إيلان".
وكان خطاب أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ75 عبر تقنية الاتصال المرئي بسبب جائحة كورونا عام 2020.
وانتقد أردوغان في كلمته بنية الأمم المتحدة مؤكدا أنها بحاجة إلى إصلاحات بسبب عجز الآليات الدولية القائمة في معالجة الأزمات.
في الدورة الـ 76 عام 2021، سلّط أردوغان الضوء على الكوارث الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في مختلف مناطق العالم.
وأشار إلى وقوع أحداث غير مألوفة، مثل الفيضانات في آسيا وأوروبا، والأعاصير في الأمريكتين، والجفاف في إفريقيا، والحرائق في دول البحر الأبيض المتوسط، والأمطار على قمة غرينلاند، والثلوج في الصحاري.
- اتفاق إسطنبول لنقل الحبوب الأوكرانية
تناول الرئيس أردوغان التطورات المتعلقة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة متطرقا إلى جهود تركيا فيما يتعلق بممر الحبوب في البحر الأسود والمفاوضات بين الأطراف.
عرض أردوغان صورة لسفينة حبوب في مضيق البوسفور تحمل حبوبا أوكرانية بموجب اتفاق ممر الحبوب في البحر الأسود عام 2022.
وقال: "بفضل الجهود الحثيثة التي بذلناها مع الأمين العام (للأمم المتحدة)، تمكّنا من ضمان وصول الحبوب الأوكرانية إلى العالم عبر البحر الأسود. ومع انتهاء الشهر الثاني من اتفاقية إسطنبول، التي سهّلت هذا التطور، يسرّنا أن نلاحظ تسارعًا يوميًا في وتيرة الشحنات".
وأضاف: "هذه الاتفاقية بالغة الأهمية للحفاظ على إمدادات الحبوب، وتعد من أعظم إنجازات الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة. وقد تجدّدت ثقة من يتطلعون إلى المجتمع الدولي في الأمم المتحدة بهذا النجاح".
- القضية القبرصية
واصل الرئيس أردوغان انتقاداته للأمم المتحدة خلال الدورة الـ78، وتحدث عن قضايا مثل مكافحة الإرهاب والإسلاموفوبيا والعنصرية، كما تطرق إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والقضية الفلسطينية، والتطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
كما بعث برسائل بشأن جمهورية شمال قبرص التركية، قائلا: "ندعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف باستقلال جمهورية شمال قبرص التركية وإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية معها".
وأضاف: "نتوقع من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجزيرة التزام الحياد، لا نريد لهذه القوة، التي شوهت سمعتها، أن تواجه خسارة أخرى في مصداقيتها بقبرص".
- العدوان الإسرائيلي على غزة
في خطابه الـ14 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، حثّ أردوغان المجتمع الدولي على الوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، قائلاً: "أدعو الدول الأخرى التي لا تعترف بفلسطين إلى الوقوف بجانب الحق في هذا المنعطف الحرج والاعتراف بدولة فلسطين في أقرب وقت".
وأضاف أن "قيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتكاملة جغرافيًا على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، أمر لا يمكن تأجيله بعد الآن، وكما أوقف تحالف الإنسانية هتلر قبل 70 عامًا، يجب على تحالف الإنسانية أيضًا إيقاف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وشبكته الإجرامية".
وحظي خطاب الرئيس أردوغان أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا فيه المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات بشأن غزة، بتغطية واسعة في الصحافة الأجنبية.
- خطاب أردوغان الـ15
ستبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الـ80 في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري بمدينة نيويورك الأمريكية.
ومن المنتظر أن يلقي الرئيس أردوغان كلمة للمرة الـ15، ويركز على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، والخطوات الدولية الواجب اتخاذها ضد إسرائيل.
من المتوقع أن يُسلّط أردوغان الضوء تحديدا على الوضع في غزة، ويحثّ الدول الأعضاء على الوقوف في وجه الهجمات الإسرائيلية.
كما سيعقد أردوغان اجتماعات مع رؤساء الدول والحكومات في إطار القمة.
ومن المتوقع أن يلقي كلمة في مؤتمر فلسطين في 22 سبتمبر، وفي قمة الأمم المتحدة للمناخ يوم 24 سبتمبر.