أردوغان في الأمم المتحدة.. صوت ثابت لفلسطين منذ 2007

15:3120/09/2025, Cumartesi
الأناضول
أردوغان في الأمم المتحدة.. صوت ثابت لفلسطين منذ 2007
أردوغان في الأمم المتحدة.. صوت ثابت لفلسطين منذ 2007

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا على الدوام لفرض السلام على إسرائيل، والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، منتقدا عجز مجلس الأمن واستمرار الانتهاكات في غزة

على مدى أكثر من 15 عاما، حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على جعل القضية الفلسطينية محورا رئيسيا في خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فمنذ 2007 حين كان رئيسا للوزراء، وحتى كلمته المرتقبة هذا العام، ظل أردوغان يرفع صوته ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس أردوغان كلمة أمام الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث سيكون الملف الفلسطيني وما يتعرض له قطاع غزة من مجازر، مجددًا في صدارة خطابه، كما دأب في جميع مشاركاته السابقة.

- بداية المواقف.. "هل نقوم بواجبنا الإنساني؟"

وفي خطابه عام 2007 أمام الدورة الـ62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد أردوغان على أن قضية فلسطين تمثل أساس صراع الشرق الأوسط، وأن معالجتها تتطلب تعاونا دوليا جادا.

وأشار إلى أن الانقسام الداخلي الفلسطيني زاد الوضع تعقيدا، مؤكدا أن "السلام الشامل وفق رؤية الدولتين ضرورة كبرى لأمن المنطقة والعالم".

وفي كلمة عام 2009 بالدورة الـ64، أكد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أولويات أنقرة، وأن حل الدولتين شرط لا غنى عنه للسلام العالمي، مضيفا: "تركيا كانت دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني وستواصل السير على النهج نفسه".

وتساءل أردوغان آنذاك: "هل نقوم بواجبنا الإنساني تجاه هذه الصورة؟ وهل تستطيع الأمم المتحدة أو مجلس الأمن فعل شيء؟"، معربًا عن استيائه من عدم تنفيذ الوعود المقدمة لغزة، ومشددا في الوقت عينه على أن إنهاء المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية واجب إنساني.

- يجب إجبار إسرائيل على السلام

وفي خطابه عام 2014 (الدورة 69) بصفته رئيسًا للجمهورية التركية لأول مرة، أكد أردوغان أن حل الدولتين ورفع الحصار عن غزة ضرورة سياسية وإنسانية وأخلاقية، قائلًا: "الكلام لم يعد يكفي، حان وقت العمل".

وفي خطابه عام 2016 (الدورة 71)، أكد أن منح الفلسطينيين حق العيش بحرية في دولة عاصمتها القدس "دين في أعناق المجتمع الدولي".

أما في الدورة 72 عام 2017، فقال: "أدعو المجتمع الدولي لدعم أشقائنا الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة من أجل إقامة دولة مستقلة وموحدة جغرافيا".

وفي 2018 (الدورة 73)، لفت إلى أن المجازر في البوسنة ورواندا والصومال وميانمار، وما يحدث في فلسطين، جرت كلها أمام أعين مجلس الأمن، مضيفا: "حتى لو أدار العالم كله ظهره، ستبقى تركيا إلى جانب الفلسطينيين المضطهدين".

وفي خطابه عام 2019 (الدورة 74)، قال إن الأراضي الفلسطينية من أكثر مناطق العالم التي تشهد اضطهادا تحت نير الاحتلال، مضيفا: "إذا كان مقتل امرأة فلسطينية بريئة لم يحرك الضمائر، فهذا يعني أننا وصلنا إلى النقطة التي انتهى عندها الكلام".

ـ بالخرائط.. "أين حدود إسرائيل؟"

وفي خطابه عام 2020 (الدورة 75) عبر اتصال مرئي بسبب جائحة كورونا، عرض أردوغان خرائط تُظهر تقلص فلسطين واتساع إسرائيل منذ 1947 حتى ذلك اليوم.

وفي الخطاب نفسه، تساءل أردوغان: "ما حدود إسرائيل؟ هل هي 1948 أم 1967 أم غير ذلك؟"، مؤكدا أن تركيا لن تدعم أي خطة لا يوافق عليها الفلسطينيون.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن فتح سفارات في القدس يخالف قرارات الأمم المتحدة ويعقّد النزاع.

وعام 2021 (الدورة 76)، غادر السفير الإسرائيلي القاعة أثناء كلمة أردوغان، بعد أن وصف سياسات إسرائيل بأنها "ضغط وعنف وتخويف".

وأكد أردوغان في ذلك الخطاب أن "لا سلام في الشرق الأوسط ما دام الظلم قائمًا"، داعيًا إلى "إنهاء الاحتلال والضم والاستيطان غير القانوني في الأراضي الفلسطينية".

وفي الدورة 77 عام 2022، شدد على دعم تركيا لرؤية حل الدولتين، قائلاً: "يجب احترام هوية القدس التاريخية، وصون قدسية الحرم الشريف، ووقف الاستيطان، وضمان أمن الفلسطينيين".

وفي الدورة 78 عام 2023، قال: "سندعم الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه المشروعة. ولن تجد إسرائيل الأمن الذي تبحث عنه ما لم تقم دولة فلسطينية على حدود 1967".

- إسرائيل ترتكب إبادة واضحة

وفي خطابه أمام الدورة 79 العام الماضي، شدد أردوغان على استمرار دعم بلاده لفلسطين، معربًا عن ارتياحه لرؤية ممثلها في مقعده الأممي، داعيًا أيضًا الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلسطين فورًا.

ووجه أردوغان في خطابه انتقادات حادة للرأي العام العالمي قائلًا: "أيها المدافعون عن حقوق الإنسان، أليس سكان غزة بشرًا؟ أيها الإعلاميون، أليست الصحفية التي قتلتها إسرائيل زميلتكم؟ يا مجلس الأمن، ماذا تنتظر لوضع حد لهذا الظلم؟".

وأضاف: "إسرائيل تمارس تطهيرًا عرقيًا وإبادة واضحة بحق شعب كامل، وتواصل احتلال أراضيه تدريجيًا. أما الفلسطينيون فيمارسون حقًا مشروعًا في مقاومة هذا الاحتلال".

واتهم أردوغان بعض الدول الغربية بـ"النفاق"، قائلًا: "يتظاهرون بالسعي لوقف إطلاق النار، لكنهم يرسلون السلاح لإسرائيل من الخلف. هذا هو التناقض وعدم المصداقية".

وأكد أن "قرار مجلس الأمن 2735 لم يُنفذ، ولذا يجب فرض تدابير رادعة على إسرائيل"، مضيفًا: "كما أوقف العالم هتلر قبل 70 عامًا، يجب أن يُوقف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وشبكته الإجرامية".

وأشار أردوغان إلى أن تركيا هي الدولة الأكثر إرسالًا للمساعدات إلى غزة، وأنها أوقفت تعاملاتها التجارية مع إسرائيل، ووقفت إلى جانب لبنان ضد اعتداءات الاحتلال.

كما أعلن دعم تركيا للدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، قائلًا: "سنتخذ كل خطوة لضمان العدالة، وسنواصل الكفاح حتى لا يضيع دم ابنتنا عائشة نور أزغي التي قتلتها رصاصة إسرائيلية في نابلس" شمالي الضفة الغربية في سبتمبر 2024.

#أردوغان
#الأمم المتحدة
#تركيا
#فلسطين