المستشار الألماني: نريد رؤية تركيا في الاتحاد الأوروبي

17:0330/10/2025, Perşembe
تحديث: 30/10/2025, Perşembe
الأناضول
المستشار الألماني: نريد رؤية تركيا في الاتحاد الأوروبي
المستشار الألماني: نريد رؤية تركيا في الاتحاد الأوروبي

في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب لقائهما في أنقرة..


أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الخميس، عن رغبة بلاده في رؤية تركيا ضمن الاتحاد الأوروبي.


جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالمجمع الرئاسي في أنقرة.


وأشار ميرتس إلى أنه أبلغ الرئيس أردوغان برغبته في إقامة حوار استراتيجي على المستوى الأوروبي بهذا الشأن.


وأوضح أن ألمانيا ستعمل على تعزيز التعاون مع تركيا في مجال السياسات الأمنية.


وذكر أنه أراد من خلال زيارته الأولى إلى أنقرة توجيه رسالة مفادها: "دعونا نستفيد بشكل أفضل من الإمكانات الاستثنائية التي توفرها علاقاتنا في السنوات المقبلة، فهذا أمر ضروري".


ولفت المستشار الألماني إلى أن العالم يشهد مرحلة جيوسياسية جديدة تتسم بسياسة "القوى الكبرى".


وأضاف: "بصفتنا ألمانًا وأوروبيين، يجب أن نعمل على تطوير شراكاتنا الاستراتيجية، ولا يمكن ولا ينبغي أن تُستبعد تركيا من ذلك".


وأشار إلى أن تركيا وألمانيا ترتبطان بعلاقات وثيقة على المستويين الشعبي والاقتصادي، وهما أيضًا حليفان وثيقان جدًا داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو".


وأكد ميرتس أن تركيا عنصر مهم للغاية في جميع قضايا السياسة الخارجية والأمن التي تشغل ألمانيا.


وتابع: "سنبدأ من جديد حوارا استراتيجيا، وسنكون في تعاون أوثق في مجال السياسات الأمنية، ومن ذلك على سبيل المثال صفقة شراء (تركيا) طائرات (يوروفايتر). وأود التأكيد أن هذه الشراكة تتيح العديد من الفرص، لا سيما في مجالات النقل والسكك الحديدية".


وشدد على أن التعاون الوثيق في ظل الظروف الجيوسياسية الجديدة "يمثل تصرفا عقلانيا"، مؤكدًا أن "الشراكة الناضجة بين تركيا وألمانيا تتطلب تناول القضايا الحساسة بصراحة وعلى أساس من الثقة".


وأفاد المستشار الألماني بأن هذا ما تم خلال اجتماعات الوفود واللقاء الثنائي مع الرئيس أردوغان.


وفيما يتعلق بآفاق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال ميرتس: "نحن في الحكومة الاتحادية، نريد أن نرى تركيا ضمن الاتحاد الأوروبي، ونعتبرها إلى جانبنا، ونتمنى أن تواصل السير في هذا الطريق".


- العلاقات الثنائية


وشكر ميرتس الرئيس أردوغان على دعوته الكريمة وحسن استقباله، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد لجذور عميقة منذ اتفاقية استقدام العمالة التركية إلى ألمانيا قبل نحو 60 عامًا.


وأوضح أن ألمانيا كانت تصف القادمين حينها بـ"العمال الضيوف"، مضيفًا: "من دون هؤلاء الناس وهذه العائلات، لما تمكنت ألمانيا من تحقيق نهضتها الاقتصادية قبل ستة عقود".


ولفت إلى أن أبناء وأحفاد هؤلاء العمال يعيشون اليوم في ألمانيا منذ ثلاثة أجيال، قائلاً: "بعضهم – مثل مؤسسي شركة بايونتك، العالمين أُوغور شاهين وأوزلم تورجي – كتبوا التاريخ بإنجازاتهم العلمية، وآخرون يعملون في الشرطة أو التمريض، ومعظمهم مواطنون يعتبرون أنفسهم جزءًا من دولتنا ومجتمعنا، لأنهم بالفعل جزء من نسيجنا الاجتماعي".


وبيّن ميرتس أن نحو 80 ألف رجل أعمال من أصول تركية في ألمانيا يوفرون وظائف لحوالي 400 ألف شخص، فيما توفر 500 شركة ألمانية في تركيا فرص عمل لنحو 200 ألف شخص، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس قوة الروابط الاقتصادية بين البلدين.


وأشار إلى أن ألمانيا وتركيا، بصفتهما عضوين في حلف الناتو، تتشاركان المصالح نفسها، مضيفًا: "النزعة التوسعية العدوانية لروسيا تشكل تهديدًا لأمن أوروبا ومنطقة الأطلسي برمتها، لذلك نطبق القرارات التي اتخذت في قمة الناتو في لاهاي بحزم".


وأعرب ميرتس عن سعادته بقرار تركيا شراء 20 مقاتلة يوروفايتر تايفون من بريطانيا، قائلاً: "نحن متفقون على أن هذه الطائرات ستخدم أمننا المشترك".


وأضاف أن ملف الهجرة كان أيضا محورا مهما في المباحثات، مشيرا إلى أن التعاون في إعادة المهاجرين غير النظاميين "غاية في الأهمية".


ومضى قائلا: "في مايو (أيار) الماضي أعدنا عددا من الأشخاص يفوق ما تم خلال عام 2024 كاملا، لكن لا يزال أمامنا مزيد من العمل، وفِرقنا ستواصل التنسيق في هذا الملف".


- الوضع في غزة


وفيما يخص الوضع في الشرق الأوسط، قال ميرتس إن اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع في غزة، مضيفا أن "الإفراج عن الرهائن (أسرى إسرائيل) وتقدم مفاوضات وقف إطلاق النار تطورات إيجابية، ولأول مرة هناك أمل في سلام دائم".


وشكر ميرتس الرئيس أردوغان على دور أنقرة في تحقيق هذا التقدم، قائلاً: "من دون تركيا وقطر ومصر والولايات المتحدة، ما كان لهذا المسار أن يتحقق. أشكركم لأنكم جعلتم ذلك ممكنًا".


وأكد أن برلين ستبذل كل ما في وسعها للحفاظ على السلام في غزة، موضحا أنه تم نشر ضباط ألمان للمرة الأولى في المركز العسكري المدني بجنوب إسرائيل في هذا الإطار.


وشدد ميرتس على ضرورة تحسين الوضع الإنساني في غزة بسرعة، وأردف: "يجب أن يكون هناك وجود أمني دولي، وإدارة خالية من حركة حماس"، وفق تعبيره.


وأعرب عن أمله ألا يفقد مزيد من الناس أرواحهم بعد الآن، وأن تنتهي الحرب بخطة السلام المكونة من 20 بندا التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


ووصف المستشار الألماني موجة العنف التي شنتها إسرائيل على غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بأنها "حق في الدفاع عن النفس".


وفي رد على سؤال عن مواصلة ألمانيا تقديم دعمها لإسرائيل رغم مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني في غزة، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، وتدمير المدن وتشريد الملايين، قال ميرتس: "منذ تأسيس دولة إسرائيل، كانت الحكومة الفيدرالية إلى جانبها دائماً. وأصبحت إسرائيل ملاذاً لملايين اليهود. كثير من الذين عانوا من الهولوكوست هاجروا إلى هناك".


وتابع: "لهذا السبب ستظل ألمانيا دائماً تقف إلى جانب إسرائيل. لكن هذا لا يعني أننا نوافق على كل قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية أو نقبله دون انتقاد. فكما تعلمون، الحكومات الألمانية السابقة أيضاً وجهت انتقادات لإسرائيل".


وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل إسرائيل وحركة حماس، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.


فيما يُفترض، وفق خطة ترامب، أن تتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي لم يتم الاتفاق عليها بعد، نشر قوة دولية لحفظ السلام في القطاع، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ونزع سلاح "حماس"، وإنشاء جهاز إدارة مؤقت تابع للهيئة الانتقالية الدولية الجديدة في غزة يسمى "مجلس السلام" برئاسة ترامب.


- الحرب الروسية الأوكرانية


وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أكد ميرتس أن الجانبين يتفقان على ضرورة إنهاء الحرب في أقرب وقت، لافتًا إلى أنه أطلع الرئيس أردوغان على مداولات الاتحاد الأوروبي بشأن مقترحات ترامب المتعلقة بوقف إطلاق النار والمفاوضات استنادا إلى خطوط التماس الحالية.


وأضاف أن هناك تقدما في مسألة استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل تسليح أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يناقشان فرض عقوبات متزامنة، وأن الأمم المتحدة ينبغي أن تتولى تنفيذها.


وأكمل ميرتس: "نحن عازمون على تنفيذ هذه العقوبات ومنع تجاوزها، وسنواصل العمل لإجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".


ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تواصل روسيا تنفيذ عملية عسكرية بأوكرانيا وتشترط لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، ما دفع عواصم غربية في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

#أردوغان
#الاتحاد الأوروبي
#تركيا