عبر 96 أمرا عسكريا بهدف الاستيلاء التدريجي على الأراضي الفلسطينية، وفق "معهد الأبحاث التطبيقية"
كشف تقرير فلسطيني عن منع السلطات الإسرائيلية قطف الزيتون في أكثر من 25 ألف دونم بالضفة الغربية المحتلة، خلال موسم الحصاد الحالي منذ انطلاقه في الأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
أفاد بذلك تقرير أصدره معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" (أهلي)، الخميس، في خضم اعتداءات شبه يومية يرتكبها مستوطنون إسرائيليون لمنع المزارعين الفلسطينيين جني محصولهم من الزيتون بعدة مناطق في الضفة الغربية.
ويُعد موسم الزيتون أحد أهم مواسم الزراعة في فلسطين، إذ تعتمد عليه آلاف العائلات مصدرا رئيسيا للدخل والمعيشة.
لكن وفق تقديرات ميدانية وبيانات وزارة الزراعة الفلسطينية، يعد الموسم الحالي الأضعف خلال العقود الأخيرة، إذ لا يتجاوز الإنتاج 15 بالمئة من المعدل الطبيعي.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (فلسطينية رسمية)، نفذ الجيش الإسرائيلي والمستوطنون "ما مجموعه 259 اعتداء ضد قاطفي الزيتون في الضفة الغربية منذ انطلاقه في الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري وحتى الثلاثاء، بينها اعتداء جسدي عنيف، وحملات اعتقالات وتقييد حركة وترهيب بكافة أشكاله".
وفي تقريره، ذكر المعهد أنه "بحسب التحليل الذي أجراه، فقد بلغ عدد الأوامر العسكرية الاحتلالية الصادرة 96 أمرا بواقع ما يزيد عن 25 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون".
وقال إن "الاستهداف الأكبر كان لمحافظات: جنين، والقدس، وقلقيلية، ورام الله على التوالي".
وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال تواصل عاما بعد عام إصدار أوامر عسكرية تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم المزروعة بالزيتون، خاصة تلك التي تقام على أراضيها أو على مقربة منها مستعمرات أو بؤر استعمارية".
وأوضح أن ذلك يأتي اتباعا "لسياسة متكررة تهدف إلى الاستيلاء التدريجي على الأراضي الفلسطينية، من خلال المنع المؤقت، وشيئا فشيئا إلى المنع الدائم".
ورصد المعهد منذ بداية العام الجاري "ما يزيد عن 3100 اعتداء نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية ومصادرهم الطبيعية، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة".
كما سجل "اقتلاع وتدمير وإحراق ما يقارب 13 ألف شجرة، إما باقتلاعها أو إحراقها أو تدميرها منذ بداية العام الجاري، على يد المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومعظمها من أشجار الزيتون في مختلف محافظات الضفة الغربية".
وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين خلال عامي الإبادة في غزة، أسفرت عن مقتل 1062 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
وفي 10 أكتوبر الجاري، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حرب إبادة إسرائيلية، خلّفت أكثر من 68 ألف قتيل و170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا واسعا قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
