
صحيفة "معاريف" العبرية زعمت أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على منع الاقتحام
اقتحم عشرات الإسرائيليين من الطائفة الدرزية الأراضي السورية، للمرة الثانية الأربعاء، وفق إعلام عبري.
يأتي ذلك وسط توتر يسود أوساط الدروز بإسرائيل، تزامنا مع دخول قوات من الجيش والأمن في سوريا إلى مركز مدينة السويداء (جنوب)، لضبط الأمن عقب اشتباكات مسلحة دامية بين المكونين البدوي والدرزي.
وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية الخاصة بأن "عشرات من الدروز الإسرائيليين تمكنوا مرة أخرى من عبور الحدود إلى سوريا".
وزعمت أن "الجيش الإسرائيلي وقوات حرس الحدود ما زالوا غير قادرين على منعهم من عبور السياج".
وفي وقت سابق الأربعاء، اقتحم نحو ألف إسرائيلي درزي منطقة الحدود ودخلوا إلى الأراضي السورية، وفق إعلام عبري.
وظهر بعض المقتحمين في مقاطع مصورة بثها إعلام عبري، وهم يحملون بنادق رشاشة، ويعلنون توجههم لمساندة المجموعات المسلحة الدرزية بالسويداء.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء الأربعاء: "لا يزال نحو ألف درزي من إسرائيل متواجدين في الأراضي السورية، ويتركز معظمهم في قرية حضر".
وأضافت: "يحاول الجيش الإسرائيلي إغلاق مداخل القرية جنوبا، باتجاه عمق سوريا ومحافظة السويداء، لمنع فقدان السيطرة التام وتوجه الإسرائيليين إلى جبل الدروز".
الصحيفة تابعت: "إضافة إلى ذلك، تتواصل الجهود لإقناع الدروز بالعودة إلى إسرائيل. ويتحقق الجيش الإسرائيلي من وجود أي جنود بين الشباب الذين عبروا".
** تواطؤ إسرائيلي
أما صحيفة "هآرتس" العبرية فألمحت إلى تواطؤ الجيش الإسرائيلي في مسألة عبور الدروز إلى سوريا.
وقالت إن "قوات الجيش لم تكن مستعدة لاحتمال عبور الدروز الإسرائيليين إلى الأراضي السورية، رغم انتشار دعوات عبر الإنترنت الاثنين لعبور الحدود في الجولان والانضمام إلى القتال في سوريا".
وتابعت: كما "لم تُغلق قوات الأمن المنطقة، ووقف الجنود متفرجين بينما كانت الحشود تخترق السياج اليوم، كما لم تكن الشرطة مستعدة لهذا، ولم تقم حواجز لمنع الوصول إلى الحدود".
يأتي ذلك رغم التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء، ينص على اندماج المحافظة بشكل كامل ضمن الدولة السورية.
والاثنين، دخلت قوات من الجيش السوري السويداء، لاستعادة الأمن وحماية الأهالي، بعد اندلاع اشتباكات بين جماعات مسلحة من الدروز والبدو في المحافظة، خلّفت عشرات القتلى.
والأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي عدوانا جديدا على سوريا، شمل غارات جوية على أكثر من 160 هدفا في 4 محافظات جنوبية هي السويداء ودرعا المتجاورتين، ودمشق وريف دمشق.
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
ولم تهدد الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، إسرائيل بأي شكل.
ورغم ذلك تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد أواخر 2024، ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية.