
في محاولة لإبقاء وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش بالحكومة بعد تلويحه بالاستقالة إثر زعم تل أبيب السماح بإدخال مساعدات للقطاع.
كشفت صحيفة عبرية، الإثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض على المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) خطة لضم أجزاء من قطاع غزة، في محاولة لإبقاء وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش بالحكومة بعد تلويحه بالاستقالة إثر زعم تل أبيب السماح بإدخال مساعدات للقطاع.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي بارز، لم تسمه، قوله إن إسرائيل ستمنح حماس مهلة لعدة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، أو تنفيذ الخطة التي تقضي بضم أجزاء من القطاع على مراحل حتى تستسلم الحركة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن الخطة حظيت بموافقة من الإدارة الأمريكية، لافتة إلى أنها محاولة من نتنياهو لإبقاء سموتريتش في الحكومة,
يأتي هذا الطرح في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا سياسية داخلية، لا سيما من سموتريتش، الذي لوّح بالانسحاب من الحكومة إثر تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي زعم فيها السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، رغم تنفيذ سياسة تجويع ممنهجة أدّت إلى مجاعة غير مسبوقة في القطاع المحاصر.
لكن سموتريتش عاود في وقت سابق اليوم، التراجع عن التلويح بالاستقالة.
وكان نتنياهو دعا سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لحضور اجتماع الكابينيت مساء الاثنين، بعد استبعادهما سابقًا من قرار إدخال المساعدات للقطاع المحاصر.
تلك التطورات تأتي بعد إعلان جيش إسرائيل "سماحه" بإسقاط جوي لكميات محدودة من المساعدات على غزة، وبدء ما أسماه "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بالقطاع للسماح بمرور المساعدات.
الخطوة الإسرائيلية، عدتها هيئات ومنظمات دولية تروّج لوهم الإغاثة، بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.
والأحد، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة الأونروا على "إكس".
فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إن استئناف عمليات إنزال المساعدات جوا، بعد أشهر من التجويع الشامل، يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.
ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.