خبراء غربيون: التدخل ضد نتنياهو غير كاف ويجب وقف الإبادة

12:2422/09/2025, Pazartesi
الأناضول
خبراء غربيون: التدخل ضد نتنياهو غير كاف ويجب وقف الإبادة
خبراء غربيون: التدخل ضد نتنياهو غير كاف ويجب وقف الإبادة

- تاسمينا أحمد شيخ، سياسية ومحامية اسكتلندية: التدخل الدولي ضد نتنياهو غير كاف ويجب وقف هذا الجنون - باولا خيل ليفا، رئيسة أطباء بلا حدود – إسبانيا: نطلب من جميع قادة العالم أن يتحركوا ويوقفوا هذه الإبادة - بول ويليامز، مدير منصة بلوغينغ ثيولوجي: إعلام الغرب يتجاهل التطرف الصهيوني الذي يوظف الدين لقتل البشر

قال خبراء غربيون إن التدخل الدولي الحالي "غير كاف" لوقف الانتهاكات التي يرتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزة والمعاناة الهائلة التي يعيشها الفلسطينيون، وطالبوا بضرورة التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية المتواصلة منذ عامين.

الخبراء أوضحوا في مقابلات مع الأناضول، أن الإبادة الجماعية أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط انهيار الخدمات الأساسية وخاصة غياب المياه النظيفة والغذاء والدواء والملاجئ الآمنة.

وأشاروا إلى أن هذه الظروف مجتمعة جعلت الفلسطينيين المدنيين عرضة للموت أثناء بحثهم عن المساعدات، وذلك في إشارة إلى الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لطالبي المساعدات قرب مراكز التوزيع التي تديرها ما تعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" تحت إشراف إسرائيلي وأمريكي.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات بواسطة تلك المؤسسة، ضمن مناطق توزيع عسكرية يطلق عليها الفلسطينيون اسم "مصائد الموت"، وهي مرفوضة أمميا.

كما شدد الخبراء على أن مجلس الأمن الدولي بحاجة إلى إصلاحات بنيوية في ظل عجزه عن وقف الجرائم الإسرائيلية بغزة، محذرين من أن "التطرف اليهودي" يوفر غطاء أيديولوجيا لتلك الانتهاكات.

** التدخل الدولي الحالي "غير كاف"

السياسية والمحامية الاسكتلندية تاسمينا أحمد شيخ، قالت للأناضول إن التدخل الدولي ضد نتنياهو، المطلوب للعدالة بموجب أمر توقيف "غير كافٍ حتى الآن".

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وأضافت شيخ: "هذا الجنون يجب أن يتوقف، ويجب وضع حد لهذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، ولتحقيق ذلك يجب بوضوح وقف الانتهاكات التي يمارسها نتنياهو ضد أبناء الشعب الفلسطيني".

وحذرت من أن كل ثانية تمر تعني سقوط ضحايا جدد، مضيفة: "إذا لم يكن هناك أمان في غزة، فلن يكون هناك مكان آمن في العالم بأسره".

ودعت السياسية الاسكتلندية، الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ممارسة ضغط متزايد "حتى يضطر الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن إلى التغيير أو يشعروا بالخجل من تقاعسهم".

**"جهود تركية مقدرة"

وعن الدور التركي الإنساني، قالت شيخ إنها تقدّر جهود الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتابعت: "رأيت هذه الجهود ميدانيا في العام 2015 حين استقبلت (ولاية) غازي عنتاب آلاف اللاجئين السوريين، حيث وفرت الحكومة التركية لهم المأوى والعمل ومنحت النساء والأطفال الكرامة. ورأيت الشيء نفسه في غزة".

ودعت الدول الإسلامية إلى "فعل الصواب من أجل الأشقاء المسلمين الذين يُقتلون في كل لحظة بغزة، والانضمام إلى جهود تركيا لإنقاذ الأرواح والإنسانية"، مؤكدة أن "الآن هو الوقت المناسب لذلك".

ومنذ بدء الإبادة، تواصل منظمات المجتمع المدني التركية إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، للتخفيف من حدة الأزمة الغذائية والجوع في القطاع.

وتشارك هيئات تركية بارزة، منها الهلال الأحمر التركي، وجمعية دنيز فنري، وهيئة الإغاثة الإنسانية IHH، وجمعية جان صويو، وجمعية صدقة طاشي، وأطباء حول العالم، وجمعية İDDEF، في حملات إغاثة شملت الغذاء و الدواء ومستلزمات طبية وملابس ومواد إيواء ومستلزمات أخرى.

** "وقف الإبادة"

من جهتها، قالت باولا خيل ليفا، رئيسة أطباء بلا حدود في إسبانيا، إن الفلسطينيين في قطاع غزة "يعانون معاناة هائلة"، مشيرة إلى غياب مناطق صالحة للعيش وسط القطاع أو جنوبه جراء أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وأضافت: "نرى كيف تتحول المساعدات الإنسانية إلى عملية عسكرية، عبر إنشاء مؤسسات مثل (مؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية)، والتي أصبحت مصيدة موت للباحثين عن الغذاء".

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.

إلى جانب ذلك، تطرقت خيل ليفا إلى أوضاع النظام الصحي بقطاع غزة مؤكدة "انهياره بشكل كامل"، مشيرة إلى أن عددا محدودا من المرافق الصحية يعمل جزئيا فقط، وسط صعوبات بالغة في إدخال المستلزمات الطبية.

ولأكثر من مرة، أكدت وزارة الصحة بغزة وتقارير حقوقية وأممية أن القطاع الصحي يعاني انهيارا شبه كامل في قدراته التشخيصية والعلاجية.

وعلى مدار عامين من الإبادة، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومرافقها الصحية، إذ أخرج معظمها عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر.

وطالبت رئيسة أطباء بلا حدود في إسبانيا، كافة القادة السياسيين في العالم بـ"التحرك ووقف الإبادة في غزة"، مضيفة : "نحن كأطباء وممرضين لا نستطيع فعل ذلك، وعاجزون عن إيقاف ما يجري الآن".

وشددت على وجود فجوة هائلة بين الاحتياجات الإنسانية الفعلية والمساعدات التي تصل إلى قطاع غزة، داعية إلى توفير دعم كاف والتوصل إلى وقف إطلاق نار عاجل ودائم، وإنهاء الإبادة الجماعية.

وبتصريح سابق للأناضول، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن إسرائيل تدخل 14 بالمئة فقط من الاحتياجات المطلوبة لقطاع غزة، فيما تتعمد منع إدخال أكثر من 430 صنفا غذائيا أساسيا.

** "التطرف اليهودي غطاء"

بدوره، قال بول ويليامز، مؤسس ومدير منصة "بلوغينغ ثيولوجي" (فكرية بريطانية)، إن "العالم بحاجة إلى وحدة في الموقف الدولي لمواجهة جرائم إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأشار إلى أن الإعلام الغربي غالبا ما يتجاهل "التطرف الديني والصهيوني"، موضحا أن المتطرفين اليهود يستخدمون نصوصا من "العهد القديم" (الكتاب المقدس اليهودي) كسلاح لتبرير جرائمهم.

وأضاف: "علينا أن نواجه التطرف اليهودي والديني، فليس التطرف الإسلامي هو ما يمنح الشرعية لهذه الجرائم، بل التطرف اليهودي".

وأردف قائلا: "لذلك يجب أن نكون واضحين تمامًا، الأمر لا يتعلق بكراهية اليهود، بل بنقد هذا الشكل المنحرف من الدين الذي يُستخدم لقتل البشر".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و283 قتيلا و166 ألفا و575 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 442​​​​​​​ فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

#إسرائيل
#الإبادة الجماعية
#الفلسطينيين
#خبراء غربيون
#غزة