
- المحلل السياسي نير كيفنس: حكومة نتنياهو أوصلت إسرائيل إلى وضع أسوأ من وضع حماس - وزيرة الاتصالات السابقة ليمور ليفنات: لن يستطيع نتنياهو فعل شيء أمام الاعترافات بدولة فلسطين - المحللة السياسية موريا أسرف: الاعترافات كشفت ضعف العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية
رأى محللون ومسؤولون إسرائيليون سابقون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقام دولة فلسطين بأخطائه، وأشاروا إلى عزلة تل أبيب جراء فشل الحكومة.
جاء ذلك غداة إعلان كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، اعترافها بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول التي اتخذت هذه الخطوة إلى 153 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
كما ينتظر صدور إعلانات مشابهة من فرنسا ولوكمسبورغ ومالطا وبلجيكا ودول أخرى، وهو ما تراقبه إسرائيل بقلق وتطلق عليه "التسونامي السياسي"، وتلوح بعقاب للفلسطينيين.
الاعترافات الأخيرة قوبلت بترحيب فلسطيني واسع النطاق، مقابل استياء إسرائيلي، حيث قال نتنياهو إن "دولة فلسطين لن تقوم"، بينما ذهب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى إن "الرد الوحيد على الاعترافات بدولة فلسطين هو الضم الفوري" للضفة الغربية المحتلة.
الحكومة أضرت بإسرائيل
وتحت عنوان " صباح الخير فلسطين: هكذا حوّلنا الدعم الدولي الجارف إلى عزلة مطبقة"، كتب المحلل الإسرائيلي نير كيفنس مقالها في موقع "واللا" الإخباري العبري، الاثنين.
وقال كيفنس: "نتنياهو مُحق: الاعتراف بدولة فلسطين جائزة لحماس، إلا أن الحكومة برئاسته هي التي شكّلت لجنة الجوائز، وهي من أوصلت إسرائيل إلى وضع أسوأ من وضع منظمة حماس نفسها".
وأضاف: "جاءت حماس، وفي عملية مجنونة وانتحارية، دفعت نحو قيام دولة فلسطين"، في إشارة إلى هجوم مقاتلي الحركة على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية صبيحة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وحمل "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية العزلة السياسية غير المسبوقة"، وقال في هذا الشأن "عالمٌ متحدٌ في قراراته ضد دولة إسرائيل"
وتساءل: "ما الذي يستطيع نتنياهو فعله ردًا على الاعتراف بدولة فلسطين؟ بكلمتين: لا شيء، فقط سيعول في اجتماع مع الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، على طول الحبل الذي سيُمنح له".
وطالب الإسرائيليين "بأن يدعوا أن يكون الحبل قصيرًا قدر الإمكان، بدون ضم (الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية)".
وحذر من أن قرار الضم المحتمل سيعني نهاية ما أسماه "دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، وبداية دولة إسرائيل اليهودية العنصرية".
وأشار إلى أنه "عاجلاً أم آجلاً، ستنتخب الولايات المتحدة رئيسا لا تختلف رؤيته كثيراً عن رؤية القادة الأوروبيين الذين يُجمعون الآن على دعم قيام دولة فلسطين، فماذا سيحدث لنا حينها؟".
المحلل حذر من أن "دولة إسرائيل ستواجه في ذلك اليوم خياران: الاستسلام لإملاءات العالم، أو قد تصبح أشبه بكوريا الشمالية، وهي دولة مهمشة وفقيرة لا وجود لها إلا بفضل الأسلحة النووية التي تمتلكها بحسب منشورات أجنبية"، وفق قوله.
نتنياهو أطال الحرب
ولم تقتصر موجات الاستياء من سياسة الحكومة على المحللين أو أحزاب المعارضة، بل دخلت إلى أروقة حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو.
فقد كتبت وزيرة الاتصالات الإسرائيلية السابقة ليمور ليفنات من حزب "الليكود" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين، مقالا تحت عنوان: "هكذا أقام نتنياهو دولة فلسطين".
وقالت ليفنات: "على مدى العامين الماضيين، ارتكب نتنياهو كل الأخطاء، وعلى رأسها رفضه الاستجابة لدعوة أغلبية الشعب لوقف الحرب (الإبادة) في غزة، وإعادة جميع الجنود والمدنيين المحتجزين لدى حماس".
وادعت أنه "في 7 أكتوبر 2023 كان العالم مع إسرائيل، ولكن كلما طال أمد الحرب، تمكنت حماس من النهوض من تحت الأنقاض وشن حملة دعائية ناجحة ضدنا".
ومتحدثة عن فشل سياسة نتنياهو، قالت ليفنات: "فشل سيد الأمن وسيد المعلومات في حفظ الأمن بعد أن أدار العالم ظهره لنا".
وأكدت أن "نتنياهو أطال أمد الحرب للحفاظ على حكمه".
وتابعت: "في هذه الأثناء، أصبحنا معزولين في عيون العالم، في الثقافة والرياضة والساحة السياسية".
أصبحنا في عزلة
وبشأن المجازر الإسرائيلية بغزة، قالت ليفنات: "أمام صور فظائع غزة التي تُعرض حول العالم، لم يعد أحد يسأل من بدأها، بل يُنظر إلينا على أننا نسيء معاملة الضعفاء من النساء والأطفال الجائعين".
وعن الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين، أضافت الوزيرة السابقة: "أعلنت سلسلة من الدول اعترافها بدولة فلسطين، تاركةً إيانا في عزلة".
وخاطبت الحكومة قائلة: "هكذا تتعاملون مع التسونامي السياسي، والضرر الذي سببتموه لن يزول من تلقاء نفسه، ولكي يزول لا بدّ من استبدالكم".
بدورها قالت موريا أسرف، المحللة السياسية في القناة 13 الإسرائيلية: "رغم أن هذه الإعلانات (الاعترافات بدولة فلسطين) لا تُغير الوضع على الأرض، إلا أنها تُشير إلى ضعف متزايد في العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية، وعزلة سياسية متزايدة".
وأضافت أسرف: "ومن المتوقع أن يُلقي رئيس الوزراء نتنياهو كلمةً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، وسيلتقي يوم الاثنين المقبل بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، حيث سيتم صياغة إجراءات الرد الإسرائيلية".
وأشارت إلى أن "من بين الخيارات المطروحة في إسرائيل: فرض السيادة (الضم)، وإغلاق القنصليات الأجنبية في إسرائيل".
وتطرقت إلى أخطاء الحكومة، وقالت: "يُعالج النظام السياسي عادة الفشل الاستراتيجي، ولكن كالعادة يتفاعلون (الحكومة) بالطريقة المعتادة: بدلًا من التفكير السياسي بعيد المدى، يُعاد الحديث عن ضم أراضٍ في يهودا والسامرة (الضفة)، في محاولة لإخماد حريق مشتعل بصب الزيت عليه".
ومنتصف سبتمبر/ أيلول الجاري، أقر نتنياهو ولأول مرة بأن تل أبيب تدخل في "نوع من العزلة"، مشيرا إلى ضرورة "التكيف مع اقتصاد يتمتع باكتفاء ذاتي"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك جراء إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بغزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت 65 ألفا و283 قتيلا، و166 ألفا و575 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا، حتى مساء الأحد.