
ـ الرئيس الفلسطيني محمود عباس: الاعترافات خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية ـ نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ: الاعترافات بدولة فلسطين انتصار دولي للحق والحقوق والمعاناة والتشرد والقهر ـ الخارجية الفلسطينية: نطالب الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين وفي مقدمتها الولايات المتحدة المبادرة لهذا الاعتراف ـ رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح: الاعترافات بالدولة الفلسطينية رسالة قوية بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ـ حركة "فتح": اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين قرار تاريخي وانحياز إيجابي لمبادئ القانون ـ المبادرة الوطنية الفلسطينية: الاعتراف بفلسطين ضروري لكنه غير كاف
رحبت أوساط رسمية وسياسية فلسطينية، الأحد، باعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، داعية في الوقت ذاته إلى "إنهاء منظومة الاحتلال الإسرائيلي" وفرض عقوبات على إسرائيل بسبب ممارستها الإبادة في قطاع غزة.
وجاءت المواقف الفلسطينية في تصريحات وبيانات صدرت عن الرئيس محمود عباس ونائبه حسين الشيخ، ورئيس المجلس الوطني روحي فتوح، وقيادة حركة "فتح"، وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا" أو وصلت إلى الأناضول، عقب إعلان الدول الثلاث رسميا اعترافها بدولة فلسطين.
** الرئاسة الفلسطينية
الرئيس محمود عباس، رحب باعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا "بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة"، واعتبره "خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية".
وقال عباس، إن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله "سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار".
وأكد أن الأولوية اليوم "هي لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والإفراج عن جميع الرهائن (الإسرائيليين) والأسرى (الفلسطينيين) والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة (على القطاع)، والذهاب إلى التعافي وإعادة الإعمار، ووقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين (في الضفة)".
كما شدد على "جميع الالتزامات والإصلاحات التي تعهدت بها دولة فلسطين" في رسائل رسمية لرؤساء الوزراء في الدول الثلاث.
وفي وقت سابق الأحد، تسلم عباس من القنصل العام البريطاني في القدس هيلين وينترتون، رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أبلغه فيها رسميًا قرار الاعتراف، مؤكدًا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته وفق حل الدولتين.
من جانبه، وصف نائب الرئيس حسين الشيخ، الاعترافات بأنها "انتصار دولي للحق والحقوق والمعاناة والتشرد والقهر"، معبرًا عن شكره لبريطانيا وكندا وأستراليا.
وقال الشيخ: "(هذا) يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. ثمرة صبركم وثباتكم وصمودكم وتضحياتكم شعب فلسطين العظيم".
وتابع: "العالم ينتصر لإنسانيته وللعدل والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها".
** الخارجية الفلسطينية
وزارة الخارجية الفلسطينية رحبت بدورها بالاعترافات، ووصفتها بأنها "قرارات شجاعة تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وقالت الوزارة إن الخطوة "تنطلق من حرص تلك الدول على إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام بما يضمن أمن واستقرار وازدهار المنطقة والعالم"، مطالبة "الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، بالمبادرة لهذا الاعتراف".
وأكدت "جاهزية دولة فلسطين وحكومتها الشرعية للشروع في بناء علاقات متينة مع هذه الدول على المستويات كافة".
واعتبرت وزارة الخارجية، أن الاعترافات إقرار "بالحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني بما يضمن حماية حل الدولتين من المخاطر التي تتهدده بفعل استمرار جرائم الإبادة والتجويع والتهجير والضم التي ترتكبها سلطات الاحتلال".
** المجلس الوطني الفلسطيني
وفي بيان اطلعت عليه الأناضول، رحب رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، باعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا بدولة فلسطين.
واعتبر فتوح، ذلك "خطوة تاريخية تعكس التزاماً بمبادئ الشرعية الدولية وتجسيداً لقرارات الأمم المتحدة، التي نصت على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس".
وأضاف أن "اعتراف المملكة المتحدة على وجه الخصوص يحمل دلالة بالغة الأهمية، كونها الدولة التي أصدرت وعد بلفور قبل أكثر من قرن، وكانت سبباً رئيسياً في إقامة ووجود دولة الاحتلال على أرض فلسطين".
ويعتبر الفلسطينيون لندن المسؤول الأول عن مأساتهم، إذ أصدرت عام 1917 خلال الانتداب البريطاني على أرضهم ما يُعرف بـ"وعد بلفور"، الذي مهد لقيام دولة إسرائيل في 1948 على أراض فلسطينية محتلة.
واعتبر فتوح، أن هذا الاعتراف "يشكل تصحيحاً لمسار تاريخي خاطئ وخطوة متقدمة نحو إنصاف الشعب الفلسطيني، الذي عانى من تبعات ذلك الوعد وما تبعه من ظلم وحرمان من حقوقه المشروعة".
وأوضح أن الموقف "الشجاع" لكل من بريطانيا وأستراليا وكندا يشكل انحيازا لقيم العدالة والحرية "في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لعدوان وجرائم إبادة وتطهير عرقي وتهجير قسري وخاصة في قطاع غزة".
وزاد بأن تلك الاعترافات "تشكل منعطفاً مهماً في تعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ورسالة قوية بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة ذات السيادة".
** حركة فتح
رئيس حركة "فتح" محمود العالول، اعتبر موقف بريطانيا وكندا وأستراليا "محطة تاريخية في مسيرة النضال الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال".
وأضاف العالول: "هذا الاعتراف الدولي هو انتصار لإرادة الشعوب، وتأكيد على حق الفلسطينيين المشروع في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة".
وفي بيان، منفصل قالت حركة "فتح" إن اعتراف الدول الثلاث "قرار تاريخي وانحياز إيجابي لمبادئ القانون الدولي والحق والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها".
كما رأت في القرار "إنصافا لمظلوميّة شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام قربانا لحريته واستقلاله".
وأضافت فتح، أن الاعترافات "جاءت نتيجةً للجهود المضنية التي بذلتها الدبلوماسيّة الفلسطينيّة بقيادة الرئيس محمود عباس التي حوّلت تضحيات شعبنا ونضاله وصموده الأسطوري إلى منجزات وطنيّة تصون حقوق شعبنا ومشروعه الوطني".
وأشارت إلى أن "الاعترافات التاريخية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس أمر حتمي، وأنّ الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستيطانيّ التوسعي- الإحلالي سيكون مصيره الزوال".
** المبادرة الوطنية الفلسطينية
من جهتها، رحبت حركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية"، في بيان اطلعت عليه الأناضول، اعتراف عشرة دول جديدة من بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا بالدولة الفلسطينية كونه يؤكد "حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني رغم أنف الإجراءات الإسرائيلية بالضم والتهويد والاستيطان الإرهابي والقوانين العنصرية بحصر، حق تقرير المصير في فلسطين، باليهود".
وأضافت أن "هذه الاعترافات التي تأخرت كثيرا غير كافية ويجب أن تقترن فورا بفرض عقوبات على إسرائيل لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي والتجويع في قطاع غزة، ووقف الإرهاب الاستيطاني والضم والتهويد".
واعتبرت حركة المبادرة، أن الاعتراف البريطاني "خطوة صغيرة يجب أن تتبعها خطوات أكبر لتصحيح خطيئة وعد بلفور الذي سبب آلاما ومآسي لا توصف للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية".
وطالبت "بالشروع الفوري بفرض العقوبات على منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الإحلالي وتحريم تصدير السلاح والتعاون العسكري معها".
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين شاهين، خلال مؤتمر صحفي برام الله، إن عشر دول، بينها البرتغال، لوكسمبورغ، وسان مارينو، وبلجيكا، واندورا، وفرنسا، ستعلن اعترافها بدولة فلسطين الأحد والاثنين.
وتأتي الاعترافات الدولية، بينما ترتكب إسرائيل وبدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت 65 ألفا و283 قتيلا و166 ألفا و575 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وبموازاة إبادة غزة، قتل الجيش والمستوطنون الإسرائيليون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1042 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و160، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.